لا ثورة ولا يحزنون مصر خربة خراب إعلامها
بقلم شريف منصور
عادت جريدة الأهرام مرة أخري لما كانت علية قبل التغييرات الأخيرة في قيادة هذه الجريدة المنكوبة.
تفاءلت خيرا عندما عين الأستاذ لبيب السباعي كقائد لهذا الكيان و الصرح ولكن عادت ريما إلي عادتها القديمة و كأن ما كنا نظن ان الغش و التلاعب في الأخبار كان بسبب النظام الفاسد أصبح من الواضح انه فساد الأعلام وفساد رجال الأعلام.
توقعنا أن يخرج الأهرام بقيادته الجديدة بالشعب المصري من محنة الطائفية ويعود بنا إلي مدنية الدولة بصورة حضارية تليق بتاريخ هذه الجريدة التي كانت في يوما ما عظيمة.
ولكنه حدث العكس تماما... نري الأهرام مستمرا في نهجه السابق كجريدة عنصرية تضرب آمن مصر و أمانها ضرب تحت الحزام بحرفية قذرة.
بالأمس وجدنا استطلاع للرأي عن موضوع النقاب و السؤال المطروح
هل توافق على منع ارتداء النقاب؟
و النتيجة اليوم الأربعاء غرة جمادى الاخر 1432 هـ 4 مايو 2011 السنة 135 العدد 45439 حتى لحظة كتابة هذا المقال نعم 44883 بنسبة 39% صوت و ال لا 67864 بنسبة 60% و الغير مهتم 1195 بنسبة 1%.
و لا تنسي تنصل الأهرام من هذا الاستطلاع بكتابة جملة تقول " نتيجة التصويت تعبر فقط عن رأي الأعضاء المشاركين فيه، و الموقع غير مسئول عن الآراء المقترحة في التصويت"
كما يقال في الفرنسية Très bon و بالعربية حسنا جدا و بالإنجليزية Very good
مازالت قيادات جريدة الأهرام تتعامل مع القارئ علي انه قارئ غبي و مازالت جريدة الأهرام بها كم هائل من نفايات الإعلاميين تستحق أن تلقي في مزبلة تاريخ البشر. الجملة الاعتراضية بعد سؤال استطلاع الرأي و علي الرغم من أنها جملة اكلشيه ، ولكن في استطلاع الرأي الأخير تثبت تواطأ الأهرام في إثارة الفتن بل إثارة مواضيع جانبية تقتل روح ثورة 25 يناير التي كنا جميعا نتمنى أن تظل مستمرة حتى تقتل روح العنصرية و كراهية الأخر في دولة أصبحت العنصرية فيها من السهولة كشرب كوب من الماء القذر.
الآراء المقترحة في التصويت تعبر عن رأي الأعضاء المشاركين فيه ؟ بجد هل يظن من اختار السؤال أن الرأي أصبح رأي المشاركين فيه بنعم أم لا.
الرأي يكمن في السؤال و ما كتبة الأهرام قسم الوطن بين موافق ومعارض علي شيء مرفوض من الأساس ؟ هل يستطيع الأهرام علي سبيل المثال أن يضع سؤال مماثل علي النقيض يقول هل توافق علي اعتبار المخدرات مشروعة التعاطي ؟ او هل توافق علي أن الدعارة تصبح قانونيه رسميا ؟ هذه الأسئلة مرفوضة بديهيا و من ضمنها أيضا السؤال حول النقاب لأنه مرفوض من الأساس مثل المخدرات و الدعارة.
هذا الاستفتاء خطأ في هذا الموضوع بواسطة جريدة نعرف جيدا أنها ملتصقة بالنظام التصاق كتوأمين ملتصقين بعظمة الفخذ. الاستفتاء في موضوع ديني خطا من أساسة لأنه يمس مجموعة من المواطنين. حتي ولو كانوا هم العنصريين الذين لا يعرفون لغة العقل بل يتقنون لغة التعدي و العنف . الاستفتاء علي شيء يقلل من حريتهم الشخصية شيء خطأ بدون أي تعليل؟
أن كنت لا أمانع أن تلبس النساء ما ترغب في لباسه لا اعترض عليه من مبدأ الحرية ولكن السؤال بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة يمهد لشرعية وقبول المجتمع لانتشار هذه الظاهرة الدخيلة علي مصر وحضارتها و النقاب شيء لا شرعية له من الأساس. ولا دخل للدولة فيه أيضا ألا إذا أصبح يمثل عبئ علي الآمن العام.
هذا السؤال يوازي و يتساوى مع هل توافق علي السلفيه ؟ و هل توافق علي مظاهر التطرف السلفي ؟ فهل يعقل أن نري أن عدد الموافقين علي السلفية يفوق عدد الغير موافقين ؟ هل نسبة السلفيين في مصر تساوي 60% من الشعب المصري ؟
السلفيين لهم مطلق الحرية في أتباع ما يحلو لهم بشرط عدم التعدي علي حقوق الآخرين و عدم فرض مبادئهم بالعنف و القوة علي الآخرين رغما عنهم . أن كان محررين الأهرام بهذا الكم من الخبث الغبي فاسمحوا لي يستحسن أن تغلقوا هذه الجريدة و تسريح موظفيها علي أمراء الجماعات السلفية يستفيدون بهم ويريحوا خزانة الدولة من أعالتهم.
لقد أصبح الإعلاميين في الصحف الحكومية عاله علينا، بل عاطلين و معطلين لحركة تنمية المواطن المصري.
نستمر في متابعة ما جاء في جريدة الأهرام يؤيد ويثبت وجهة نظرنا في أن الأهرام أداة لإثارة الشقاق بين المواطنين علي أساس عنصري بواسطة الحاكم.
وفي الصفحة الأولي من جريدة ألأهرام ونفس اليوم و العدد المذكور علي صفحات الانترنيت تجد العناوين المكملة لخطة الشحن الطائفية ضد المسيحيين.
1- "وصية الشيخ عمر عبد الرحمن من سجنه في أمريكا: إن قتلوني.. شيعوا جنازتي وابعثوا بجثتي إلي أهلي في مصر. السؤال من هم الذين سيقتلون هذا الإرهابي ؟" الذي أن استمر الخبر يقول أن الجيش متعاطف معه ومع أسرته لأعادته إلي مصر ؟ ويقول الخبر انه معتقل ولا يقول الحقيقة أنه مسجون بناء علي حكم محكمة جاءت إليها الأدلة علي انه كان وراء تخطيط محاولة التفجير الأولي لأبراج التجارة العالمية بمدينة نيويورك ؟ هل نسينا ان القانون في أمريكا لن يسمح باعتقال شخص بل القانون يسجن ؟ ويقول الخبر أنهم اعتقلوه علي الرغم من إنكاره (قالوا للحرامي احلف ) انه كان وراء أي تخطيط إرهابي ؟ الرجل ملاك و الأمريكان لم يجدوا احد يفرضون عليه الاعتقال غير هذا الشيخ الإرهابي. و الادهي هو تعاطف الجيش ؟ هذه هي الصورة الواضحة ألان. الجيش له قدرة علي التعاون بتعاطف مع المتطرفين و كأنهم يعرفون بعضهم البعض من قبل ؟ بصورة تثير التساؤل !!
2- " العنوان الرئيسي المجلس الأعلى يحذر من مواقع إثارة الفتنة." ولم يأتي الخبر بشيء عن فتنه بل اتي بأن هناك مواقع تقول ان هناك ثوار من ثوار 25 يناير معتقلين ؟ ولكي نذهب وراء حدوته الفتن المدعومة من الخارج يقول الخبر انها مواقع مغرضة مدسوسة من دول خارجية ؟ سذاجة متناهية ... هل هناك دول داخلية ؟
3- العنوان الرئيسي بطرس غالي ونظيف في قضية فساد جديدة ... العنوان الفرعي الداخلي يقول "في سلسلة ملاحقة الفاسدين, كشفت الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة قضية جديدة ضد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأسبق" . من يقراء العنوان الرئيسي يجد ان بطرس غالي هو راس الموضوع في حين ان الخبر الحقيقي ان رئيس الوزارء السابق احمد نظيف هو الذي وقع هذه الاتفاقية. ببساطة الوزير ليس له حق أبرام عقد بهذا المبلغ و الذي يستطيع أن يوقع مثل هذا العقد هو رئيس الوزارة. فلماذا يوضع بطرس غالي في مقدمة الخبر ؟ السبب هو استكمال المنظومة العفنة في تنسيق الأخبار حتى توحي بأن المسيحيين هم سبب بلاء وكوارث من أول شيخ السلفيين الإرهابي إلي اصغر صغير فيهم . في حين أن أل 35 مليون دولار التي وقع عليها رئيس الوزارة هي جزء من معونة أمريكية للنهوض بمصر.
4- . خالد الجندي: شيوخ الأزهر ملطشة والكنيسة ساهمت في كارثة كاميليا !" نحن أصبحنا أيتام على موائد اللئام، نحن لا نملك لا بابا ولا ماما ولا أحد يستطيع أن يحمينا أو يدافع عنا." ما هو سبب تكملة الخبر بموضوع كاميليا شحاته و بابا وماما ؟ بمعني أدق الأهرام بنشرة لهذا الخبر بهذه الطريقة يقول أن إهانة شيوخ الأزهر سببها الكنيسة ؟ وليس المتطرفين. فهل هذه هي المرة الأولي التي يلقي المتطرفين بشيوخ الأزهر من فوق المنابر ؟ آم يا سادة هذا ما سمعنا عنهم و رايناة منهم منذ ان أطلق الله يخلص حق مصر منه السادات في عام 1974 ؟ اتقوا الله يا عالم الكنيسة ليست السبب. وموضوع كاميليا شحاته سببه مباحث أمن الدولة و الأعلام العفن في تلك الأيام و الذي مازال مسيطرا علي الرأي العام في مصر للان.
و أخيرا وكل هذا من عدد واحد ويوم واحد ... مفاجئة الأهرام للقراء بالأمس بعودة كاتب و داعية التطاول علي المسيحية زغلول النجار للكتابة مرة أخري بالجريدة !!!
مصر منكوبة نكبة لا يتخيلها عقل إنسان عاقل بأعلامها الخبيث. الأعلام في مصر يمثل اكبر خطر علي تقدم مصر. أن كان مبارك نهب البلد هو وأعوانه طيلة هذه المدة و الأعلام لم يتفوه بكلمة فهذا يعني أن الأعلام شريك كامل في هذا الكم من الفساد. و علي رؤوس هذا الأعلام العفن الرحيل فورا.
أنني أناشد كل المواطنين المصريين المتحضرين الواعين بمقاطعة جريدة الأهرام وموقعها و عدم نشر الدعاية أو الإعلان فيها. و مصر التي مرت بالحاكم بأمر الله و السادات و مبارك... قادرة أن تعبر محنة السلفيين التلفيين و الأخوان الخونة وشريكهم في المحنة طنطاوي...
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :