تُريد أن تصلي....!
بقلم: المحامي نوري إيشوع
صلاتي دعاء و اناشيد و تضرع الى الخالق لحفظ العباد من البلاء, صلاتي تواصل مع الله بخشوع لنشر المحبة و اعطائنا الرجاء, صلاتي بخور من السماء كالهواء يجوب الفضاء, صلاتي شموع لانارة القلوب المظلمة المتعطشة للدماء, صلاتي انكسار و بكاء لنشر السلام في البلدان و في كل الأرجاء, صلاتي محبة و تسامح و مغفرة حتى للذين يعتبرونني ألد الأعداء, صلاتي صمت و هدوء و راحة أهديها للعالم في الخفاء, صلاتي طهر و نقاء, صادقة بلا رياء, ثابتة كالسماء, و ازلية البقاء, صلاتي رحمة و بلسم للأوجاع, تُزيل عني الشقاء و هي لي أكبر عزاء.
أُريد أن أصلي في كنيستي المغلقة, لكنهم هددوني من الأقتراب من سورها و إلا ستعانق رقبتي المشنقة, أريد أن أصلي في كنيستي التي تناديني و تخاطب روحي لرفع الصلاة و الترانيم و الألحان لجيراني النيام الذين تاهوا بين الوهم و أضاعوا الأمل حتى في الأحلام, كنيستي حزينة على الأقطار و الأمصار, دمار, استغلال, اضطهاد, سلب, تشريد, تهديد بقتل رجال السلام و احراق أغصان الغار و قتل كل طيور الحمام.
تريد أن تصلي...!
هذا محال..! تنادي في صلاتك للسلام, فهذا مخالف لمبادئي لا بل حرام, لانك تمنعني من استعمال فنون القتال, انفجار و دخان يهز الجبال لترويع العالم بثوانٍ..! تريد أن تصلي..! تشعل الشموع و تذرف للمحبة الدموع و تركع للخالق و تهمس بخشوع للرب المعبود لينشر نور الإيمان في القلوب, فهذا غير مشروع, و مرفوض لانك تكشف عورتي و تظهر للملأ مرضي و كل العيوب, تصلي من أجلي في خلوتك, ليزيل الله الغشاوة عن عيني و يفتح بصري و بصيرتي, لأخرج من أروقة الظلمة و أدخل عالم النور و أميز الحق من الباطل و أعيش بفرح و سرور, فهذا محظور, لانك تهدم مملكتي السائدة منذ دهور, و تحاول اخراجي من قلعتي المحصنة بجنود رب الشرور و تُقدم فيها الدماء كنذور.
تريد أن تصلي للمحبة و الوئام....و نبذ الفرقة و الخصام, فهذا بعيد المنال و لن أجعلك تحققه حتى في الأحلام.. تريد أن تصلي من أجلي حتى أترك القتل و التهديد و الحقد على الأنسان...! فهذا مدان, لانني رضعتُ حليب الأثام و أصبحتْ القنبلة و الرشاش و الحربة أصدقائي و أشرف الخلان..
تريد أن تصلي لانك تنشد خلاصي, فهذا لا يناسب أخلاقي و يخالف شعوري و أحساسي لانهم علموني منذ طفولتي الحقد على أخواتي و أقرب الناسِ و لم أعرف المحبة من الأساسِ, فأحمل دوماً فأسي لقطع الرأس و لم أعد أعتبر من سلالة البشر فأختلطت علي الأجناس...و لن اعلن من الغل و الأضطهاد الأفلاس...!
كنيستي حزينة لا تنام, تبكي على الأنسان, الذي سخر نفسه لأبليس و أصبح له خير الأعوان, كنيستي تنادي في العلن و تقرع الأبواب و تهمس في الآذان هلموا الى الأحضان و اتركوا الماضي الحزين و الآهات و لا تبهركم الكلمات و لا الألوان, تعالوا ايها المتعبين و حاملي الأثقال و ارموها على كتفي مع كل الأوزان و اهجروا الأحزان لتنعموا بالراحة و الأمان منذ الآن و الى آخر الأزمان..!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :