الأقباط متحدون - خطة طريق بطريرك مصري
  • ١٣:٥٩
  • السبت , ٢٠ يناير ٢٠١٨
English version

خطة طريق بطريرك مصري

مدحت بشاي

بشائيات

٥٦: ١١ ص +02:00 EET

السبت ٢٠ يناير ٢٠١٨

البابا المعظم الأنبا يوساب الثاني
البابا المعظم الأنبا يوساب الثاني
مدحت بشاي
 
أمر طيب ورائع ونموذج لمسلك إداري رائع أن يستهل الراعي الأكبر للكنيسة المصرية فترة حبريته بوضع خريطة طريق لعمله يطرحها على الجماهير فور حفل تنصيبه ، ومهما كان الاتفاق مع ماتم من إجراءات أو الاختلاف بشأنها فأرى الأمر طقس جميل لو تم تعميمه على عمل الأساقفة والكهنة عند بداية عمله ..
 
و عليه ، أطرح على قارئ موقعنا " المصريون متحدون تلك الخارطة كما جاءت في خبر نشر في معظم وسائل الإعلام أنئذ ..
 
" أذاع غبطة البابا المعظم الأنبا يوساب الثاني الرسالة الآتية في حفلة تنصيبه بين شعبه ، وسمعها المصريون جميعاً ، بل العالم أجمع ، فقد سجلها الأثير في فضائه ، وملأ بها الأسماع ، قال غبطته بعد  الديباجة :
إخوتي وأبنائي
منذ اللحظة الأولى التي وقع فيها اختيار الرب إلهي على شخصي الضعيف ، لكي أرعى شؤونكم وأسوس أموركم أحسست بثقل المهمة التي أُلقيت على عاتقي وشعرت بخطورة الرسالة التي طُلب مني أن أؤديها .ولكن إيماني كبير بالله وعطفه وعنايته ، وثقتي وطيدة في إخلاصكم وحبكم لكنيستكم وتفانيكم من أجلها . لذلك أعتقد اعتقاداً جازماً أن مهمتنا ستُكلل بإذن الله بالنجاح والتوفيق وأن الشعلة الوهاجة التي أوقدها مرقس الرسول ، والتي ظلت زهاء عشرين قرناً مائة مقدسة يتناقلها أسلافنا جيلاً بعد جيل ستزداد بفضل اتحادكم وإنكار ذاتكم نوراً على نورها ولمعاناً فوق لمعانها .
 
المحافظة على وحدة الأمة المصرية
وأولى المسائل التي سلأعني بها عناية فائقة وأبذل لها من جهدي ووقتي وصحتي وما أملك ، هي المحافظة على وحدة الأمة المصرية سليمة لا يمسها أذى بريئة لا تشوبها شائبة ، قوية لا يعتريها ضعف . فإن هذه الوحدة التي صهرت بين عنصري شعب واحد هي أعز وأبرك ثمرة جنيناها من حركتنا الوطنية .
 
توثيق العلاقات بين الكنيستين القبطية والأثيوبية
وسيكون في مقدمة الشؤون التي سأوجه إليها اهتمامي ، توثيق العلاقات بين الكنيسة القبطية المرقسية ، وكبرى بناتها الكنيسة الأثيوبية ، وتجديد الوشائج التي تربطنا منذ أقدم عصور التاريخ بإخواننا الأثيوبيين والنهوض بشؤونهم الدينية ـ كم أني سأعني باهتمام أن تكون السياسة التي تدرج عليها كنيستنا القبطية حيال جميع الطوائف الأخرى هي سياسة التفاهم والإخلاص المتبادل .
 
وفي برنامجي الإصلاحي النهوض بالمدرسة الإكليريكية نهضة تتفق ومقتضيات العصر من التبحر في العلوم الدينية والمدنية والتثقف بالثقافة الواسعة الممتازة والتدريب على معالجة المشاكل على ضوء تعاليم المسيحية ومبادئها . كما سأعني بإيفاد النابغين من الرهبان والممتازين من الطلبة إلى البلاد الأوروبية في بعثات حتى ينهلوا من بحر الثقافات العلمية الأرثوذكسية ويعودوا إلينا وقد ازدادوا خبرة وعلماً واطلاعاً .
 
وضع نظام للأديرة القبطية 
والأديرة القبطية ـ التي كانت منذ فجر المسيحية سبب ازدهار الأمة ورقيها تحتاج الآن إلى المزيد من عنايتها ، وإلى وضع نظام لها حتى يتمكن الرهبان من المحافظة على تراثهم القديم الخالد ، منقطعين للعبادة متحلين بصفات القداسة والطهارة والوداعة مقبلين على كتب العلوم الدينية وما انطوت عليه من كنوز وذخائر .
 
ملء الأبروشيات الخالية
كذلك سأبادر ـ بإذن الله ـ بملء الأبروشيات الخالية في القدس والشرقية وأسيوط وجرجا والبلينا والخرطوم باختيار ذوي الكفاية والخبرة من الرهبان حتى ينصرف كل راع إلى العناية بشؤون رعيته .
 
إنعاش الحياة الروحية 
والحياة الروحية القائمة على تفهم تعاليم المسيح الطاهرة ، ومبادئه المقدسة تحتاج أيضاً إلى نهضة يعود بها الأقباط إلى ما كان عليه أسلافهم من التقوى والأخلاق الفاضلة والإيمان بالمثل العليا وتبعد الشباب عن زيف الدنيا ومباهجها الخاسرة .
 
الفقر والمرض والجهل
والفقر والمرض والجهل ، هذه الأدواء الاجتماعية التي شن عليها مليك البلاد حرباً عواناً ، نرى واجباً قومياً علينا فوق واجبنا الديني أن نساهم بنصيبنا ، ونرجو بنعمة الله أن يكون نصيبنا في هذا الميدان واسع المدى بعيد الأثر ، كذلك سأعني بتنفيذ مشروع مدارس الأقباط الكبرى تحقيقاً للفئة الملكية السامية 
 
هذه نظرة فاحصة عابرة لامهات المسائل التي تواجهنا إلا أننا لن نستطيع أن نضطلع بها وأن نقوم بتحقيقها إلا إذا واجهناها جبهة واحدة متحدة ، فالاتحاد هو الحجر الأساسي لكل مشروع إصلاحي نافع . فلنطهر إذن قلوبنا من الأهواء ولننزه عن المطامع الدنيوية والغايات ولنسمو بتفكيرنا ، ولنوحد صفوفنا ، حتى نبدأ في تاريخ الكنيسة القبطية بإذن الله عهداً جديداً هو عهد الرقي والازدهار وليكن شعاركم دائماً أبداً وصية الكتاب " عيشوا بالسلام وإله المحبة والسلام سيكون معكم أجمعين "