خلاويص فيلمان في واحد.. الأول ممتاز والثاني فاصل من العك السينمائي
فن | المولد
الاثنين ٢٢ يناير ٢٠١٨
ماذا لو؟ هذ السؤال الذي يمكن اعتباره محرك أي عمل سينمائي في التاريخ، ماذا لو حدث كذا أو كذا، ومن هنا تبدأ سلسة من الأحداث نراها أمامنا على الشاشة كلها بسبب كلمتين فقط ماذا لو؟ وهو نفس السؤال الذي طرحه لؤي السيد وفيصل عبدالصمد وكان السبب في خروج فيلم خلاويص ولكن بصراحة ماذا لو هذه المرة حدث مثلها في الواقع ولكن ليس هذا موضوعنا.
خلاويص الفيلم الجديد لأحمد عيد ولكن هذه المرة مع أحد أهم مخرجي الكوميديا الشباب، خالد الحلفاوي، صراحة خالد الحلفاوي مخرج كوميدي من طراز نادر للغاية ربما يمكن القول إن هذا المخرج هو مشروع فطين عبدالوهاب الجديد، ولكن لحظة تلك الجملة كانت تنطبق على الكثير قبل خالد الحلفاوي ولكنهم للأسف ضلوا الطريق أو وجدوها سبه ولم يكملوا ما بدأوه، ولذلك أتمنى أن يكمل خالد الحلفاوي طريقه، فنحن بحاجة فعليا إلى مخرج كوميدي.
خالد الحلفاوي
خالد الحلفاوي المعتمد دائما وأبدا على كوميديا الموقف ومن رحم الموقف يخرج الإفيه يتعامل مع فيلم خلاويص بحرفية شديدة للغاية، حرفية تبدأ من اختيار الممثلين، خالد الذي لمس ذلك الكوميديان الكبير بداخل أحمد فؤاد سليم واستطاع إخراجه، كما استطاع توجيه كوميديا سامي مغاوري واستغلالها، والأهم هو استغلال كوميديان مهدور حقه ويتم استغلاله في اغلب الوقت كشرير ومجرم رغم انه كوميديان من الدرجة الأولى ” محسن منصور” بهذا الثلاثي فقط إضافة بالطبع لبطل الفيلم ضمن خالد الحلفاوي الضحك في فيلم خلاويص.
الحقيقة أن أزمة فيلم خلاويص معي أنه ليس فيلم واحد بل هو فيلمان في واحد، فيلم ينتهي بخروج على من السجن، وهذا هو فيلم خلاويص وفيلم أخر لا اسم له ولا معنى ولا لون ولا طعم ولا رائحة يبدأ بعد خروج على من السجن حتى نهاية مدة الشريط السينمائي.
في الفيلم الأول خلاويص، نجد أن السيناريو وحبكته ممتازين، الانتقال من مشهد لأخر ومبررات الأحداث وتحركات الشخصيات كلها منطقيه ومحبوكة بدقة، تلك الحبكة ومنطقها هما ما نجحوا في المقام الأول في انتزاع الضحكات داخل صالة العرض ولكن هذا الفيلم ينتهي تماما بخروج على من السجن، وربما كان في رأيي الشخصي أن الفيلم بالفعل انتهى هنا فلا مجال للمزيد، ولكن يبدو أن ثقافة الفيلم متوسط الطول لم تعرفها شركات الإنتاج في مصر فلابد ان يتجاوز الفيلم 90 دقيقة ” عافية”.
تبدأ رحلة من الكليشيهات والاحداث غير المنطقية في الظهور على الشاشة، رحلة تجعلك تتسأل ما علاقة ما يحدث الأن بما شاهدته من قبل؟ رحلة تمتلئ بالمصادفات الملوية وغير المحبوكة وربما ما أقوله الأن يعد حرقا لأحداث الفيلم ولكن للتدليل ليس أكثر.
أولا يهرب حسن من السجن مصادفة لأنه يتم ربطه مع أحد كبار تجار السلاح والذي يقوم رجاله بتهريبه وتهريب حسن بالتبعية، كليشية أليس كذلك، ليس هذا فحسب، بل “يستجدع” المعلم حسن ويطلب منه الهرب معه خارج مصر، ويعطيه مال ويدله على مكان رجل يقوم بتزوير جوازات السفر، برجاء مراجعة العديد من الأفلام المصرية القديمة التي كانت بها نفس الحبكة بتفاصيلها في نقطة الهروب من السجن وابدأ بمراجعة فيلم 131 أشغال.
ثانيا يقرر حسن الهرب خارج مصر بعدما يجد ان الجميع ضده فيأخذ أبنه ويذهب لأحد رجال تهريب البشر إلى إيطاليا لنشاهد المشاهد المعتاد لتهريب المصريين عبر البحر، راجع العديد من الأفلام التي تناولت قضية الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر.
ولكن في هذا الجزء وبعيدا عن الكليشيهات هناك سؤال وحيد كيف يمكن للرجل يريد أن يساعد حسن في الخروج من أزمته أن يقرضه مبلغ كي يهرب خارج مصر، في الفيلم يضعون تبرير لا يقنع طفل في الحضانة أنه أعطاه المبلغ لأنه يريد أن يختار بنفسه البقاء في مصر وإثبات براءته، لا والله.
ربما كان الأكثر منطقية أن يعطيه المبلغ ذلك الرجل الذي ورطه في الأمر لان من مصلحته اختفاء حسن تماما، ولكن حتى هذا الافتراض ليس قويا كفاية وإنما ” يعدي” ولكنه يبدو أنه لم يعدي على بال صناع الفيلم من الأساس واستساغوا الاستسهال الكامل في الفيلم الثاني الذي كتبوه بعد نهاية فيلم خلاويص.
خلاويص الفيلم الأول هو أحد أفضل الأفلام الكوميدية التي شاهدتها في السنوات الأخيرة، ولكننا محترفون في افساد ” الأكلة” بقليل من الملح، ولكن صدقا هذه المرة ما فعلة لؤي السيد وفيصل عبدالصمد ليس إفساد طبخة جيدة الصنع بقليل من الملح، ولكنهم حرفيا ألقوا بالطبخة الجيدة من الشباك ليقدموا لنا فاصل من العك السينمائي منقطع النظير.