أجرت الحوار: تريزة سمير
لا أحد يستطيع إنكار أن ميدان "التحرير" أصبح من أشهر الميادين، ليس في "مصر" فقط بل في العالم أجمع، وتحديدًا بعد نجاح المصريين في خلع رئيس حكمهم على مدى ثلاثة عقود. فالميدان أصبح يفتح ذراعية للجميع بلا استثناء، فيه يحتمي الضعفاء والمظلومين للمطالبة بحقوقهم، في الميدان.. نرى.. نفكِّر.. نحلم..

رأيت في الميدان شخصًا يحمل لوحةً كبيرة مكتوب عليها بالخط العريض "بأسم الشعب المصري على المشير طنطاوي تسليم الحكم فورًا للسلطان حمدي نصر الدين".. وقفت أمامه بدهشة عارمة..
سألته: لو سمحت مين هو "حمدي نصر الدين"؟!
السلطان: أنا طبعًا.

سألته: وأنت جاي منين؟
السلطان: أنا من "مصر".

سألته غاضبة: حضرتك بتقول "بإسم الشعب المصري"، يعني بتتكلم بإسم (85) مليون مواطن مصري، وعايز السلطة، معلش يا فندم دا على أي أساس؟

السلطان: على أساس أن أفكاري ستغير وجه "مصر"، وهتحررها من "أمريكا"، ومش هايكون فيه فقراء، وبصوت خافت يسأل: مش أمريكا هي اللي بتحكم العالم بالدولار؟ أنا هاخلي "مصر" هي اللي تتحكم في أموال العالم، أنا مش هاخلي حد يطبع فلوس إلا "مصر"!!

سألته بصوت خافت جدًا: قولي إزاي؟
رد: أنا السلطان الحاكم واللي هايتحكم في المالية.

- وليه اخترت لقب سلطان؟
- فيه آية في القرآن الكريم بتقول إن هناك خليفة على الأرض!
قاطعته: وحضرتك الخليفة اللي على الأرض.
أجاب بكل ثقة: الخليفة كما قال الرسول "يأتي عليكم الزمان.. كل اللي محتاج حاجة هايخدها".

- الله، يعني أنت عندك الحلول لكل المشاكل؛ البطالة، والتسول، والتعليم، والفقر... إلخ؟ عظيم.. إزاي هاتحل المشاكل دي كلها؟
- أنا حليت كل المشاكل دي من على النت.

- طيب ليه محدش يعرفك؟
- أنا ممنوع من الظهور في أي قناة من أيام "مبارك"..

- حتى بعد الثورة؟
- هي فين الثورة؟ الثورة دي كلام وبس..

- محاولتش تشارك مع شباب الثورة أو تنضم ليهم؟
- بتوع الثورة كل مابكتبلهم حاجة على النت بيمسحوها ، أصل دول شباب صغير ومش فاهم، ولسه الثقافة موصلتش.

- نعم؟ إزاي ثقافتهم موصلتش؟
- يعني عاملين ائتلاف ولا يوجد لديهم أي استراتيجية ولا يفهمون في السياسة.. أنا سياسي ومفكر من سنة 1999، وعندي أفكار ستغيِّر وجه "مصر".

- يااااه هتقدر تغيَّر وجه "مصر"؟؟ إزاي؟؟؟
- أنا ناوي ألغي نظام الرئاسة.. نظام فاشل.. وهأقدر أشيل "القذافي" في نصف ساعة بالجيش المصري والعربي، قبل ما "أمريكا" تحتل "ليبيا" وبعدها تحتل "مصر".

كان هذا الحوار بعد ثورة 25 يناير 2011 ولم يكن في عصر المماليك.