الأقباط متحدون - رسالتان..
  • ١٤:٥٧
  • الخميس , ٢٥ يناير ٢٠١٨
English version

رسالتان..

مقالات مختارة | بقلم حمدي رزق

٢٥: ٠٩ م +02:00 EET

الخميس ٢٥ يناير ٢٠١٨

حمدي رزق
حمدي رزق

أُفضل يوم الجمعة لنشر رسائل الأصدقاء، أعتبر هذا اليوم ملكا للأصدقاء الذين يتجشمون عناء متابعة ما نكتب طوال الأسبوع، فرصة لالتقاط الأنفاس، والاطلاع على رجع الصدى، وفرصة للتعرف أكثر على آراء القراء فيما نكتب، فلا أحد يملك الحقيقة المطلقة.. وهذا عهد بإخلاء هذه المساحة كل جمعة للأصدقاء..

أنا لست إعلاميا أو سياسيا، أنا طبيب ثم رجل صناعة فى دائرة مجالى ثم تقاعدت. أتابع كافة محطات الإذاعة الأجنبية وبالذات DW نظرا لنشأتى الألمانية. أنا لا أتابع منذ فترة طويلة مشاهدة المحطات المصرية، وأنت أكيد تعلم السبب. المهم بعد التعريف، أن وظيفة الإعلام كما عرفناه وقالوا لنا هى نقل الحقيقة للمشاهد، وهنا أستشهد بالإعلامية والصحفية والمراسلة الكبيرة «كريستيان أمانبور» من CNN فى قولها: «إنى لا أسعى إلى الحيادية ولكن إلى نقل الحقيقة»!!.

هنا أبغى أن أقول إن غالبية الإعلاميين المصريين ابتعدوا عن الاثنين وأصبح العمود أو التقرير أو المقال عبارة عن وجهة نظر منحازة أو تميل أو تعطى الإيحاء بأن ما يقوله أو يكتبه هو الحقيقة، غافلا تماما أن هناك أناسا كثيرين على درجة وعى عال جدا وكوادر على أعلى درجات الفهم والتعليم، بخلاف أن هناك شعبا بسيطا، ولكن الصورة واضحة بالنسبة له جدا بذكائه الفطرى. كل الذى أبغيه من تعليقى المتواضع أن تراعوا هذا عند الكتابة أو ما نتلقاه منكم كإعلاميين أو صحفيين، لأن خلاف ذلك يفقدكم مصداقيتكم وقراءكم ومعجبيكم. والسؤال الذى أود أن أطرحه: لماذا أصبحت مقالات من يكتب من خارج مجالكم (والأمثلة كثيرة) هى الأكثر إثارة وتشويقا وأكثر موضوعية وتخاطب العقل أكثر من العواطف، والأهم من ذلك الأكثر جرأة؟!.

هل هذا يرجع إلى أن هؤلاء ليس لديهم ما يخسرونه مثلكم، لأن كل واحد منهم لديه مهنة أخرى يعتمد عليها مثل أن يكون طبيبا أو أستاذ جامعة أو محاميا أو مهندسا.. هل مطلوب من كل صحفى أن يكون له مصدر رزق آخر تحسبا لليوم الملعون؟!. أرجو أن تكون قد وصلت الرسالة.

والرسالة الثانية من أسرة السفير الشهيد إيهاب الشريف..

استشهد السفير الدكتور إيهاب الشريف فى العراق على يد الإرهاب الأسود وترك أسرة مكونة من ابنتين وزوجة.. احتسبته أسرته عند ربه شهيدا فى سبيل وطنه (لم تطلب أسرته معاش شهيد أو تعويضا). ولقد أصدرت رئاسة الجمهورية آنذاك بيانا أعلنت فيه رعاية رئاسة الجمهورية لأسرة الشهيد (رغم امتنان الأسرة لهذا البيان لم تحاول التقدم بأى طلبات للرئاسة).

واليوم يطل على أسرة الشهيد وجه جديد للإرهاب.. إرهاب من نوع آخر.. أشد قسوة وأكثر مرارة.. فهو إرهاب داخل الوطن.. فلأسرة الشهيد أرض زراعية فى محافظة البحيرة مركز إيتاى البارود قرية معنيا.. تحاول الأسرة بيعها منذ فترة إلا أن جيران فقيد الوطن (فى تلك الأرض) لهم دائما رأى آخر. فما إن تسنح فرصة لإتمام البيع حتى يتفنن هؤلاء الجيران فى إفشاله وإرهاب المشترين لأسباب لا يعلمها إلا الله.. وتقف الأسرة (الزوجة والبنتان) عاجزة عن ردع هذه البلطجة.

من يحمى أسرة الشهيد.. وزارة الداخلية أم قيادات الأمن فى محافظة البحيرة وإيتاى البارود؟ لقد تكفل الرئيس السيسى برعاية أسر الشهداء وأطلق مبادرة حق الشهيد.. فهل تجد أسرة إيهاب الشريف من يحميها ويصون حقوقها ويحفظ لاسم ربها مكانته كواحد من الأوسمة العزيزة على صدر مصر!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع