الفهلوة المصرية.. والمشهد الإعلامى!
مقالات مختارة | بقلم منى مكرم عبيد
الخميس ٢٥ يناير ٢٠١٨
المشهد الإعلامى تسيطر عليه العشوائية ومشاهد من العبث تقود المجتمع نحو التعامل مع كثير من القضايا المهمة بصورة غير مسؤولة تعمل على إشاعة مناخ من عدم الثقة والتشكيك تارة، ونشر الفوضى تارة أخرى، فى ضوء عدم التعامل مع الأمر باحترافية.
هذا المشهد بحاجة إلى تغيير، ولابد من تضافر كل الجهود لحل هذه الإشكالية، فالمواطن لديه من الخبرة والوعى والذكاء فى كشف كثير من الإعلاميين الذين يتصدرون المشهد الآن، وكيف كانوا وأين وصلوا، وما يقولونه ومحاولة قيادة الرأى العام فاشلة، نتيجة عدم الثقة فيهم، وعدم توفر الخبرات اللازمة لهؤلاء لتقديم الصورة المجردة.
طالبنا كثيرا بعلاج هذه الحالة، والدعوة لفلترة الشبكة الإعلامية على مستوى الفضائيات والصحف بمختلف ميولها بشكل احترافى، فمصر تملك الكثير من الخبرات ولها تاريخ كبير استفادت منه دول مجاورة فى تطوير الإعلام لديها، بل حاليا لديهم أفضل الإمكانيات والأدوات العالمية، فى حين تراجع المستوى لدينا بشكل ملحوظ.
ويبدو أن الفهلوة المصرية هى كلمة السر فى هذا التراجع، فلم يعد هناك اهتمام بالتخطيط ومحاكاة الطرق الحديثة، وعدم مسايرة التكنولوجيا واستخدام الأدوات اللازمة، لذا أصبح من السهل أن تسيطر وسائل التواصل الاجتماعى على الرأى العام أكثر من الصحف، وفى بعض الأحيان ينحاز الناس لرواية قنوات فضائية تبث من خارج مصر، بعد فقدان الثقة فيما يتم بثه بالداخل حاليا، وما ترتب عليه من البحث عن مصادر أخرى للمعلومات، وهذا فى حد ذاته فى غاية الخطورة، خاصة أن الإعلام هو الوقود المحرك لأى مجتمع، وما لم يتم الاعتماد على شخصيات محترفة يكون التورط فى الأخطاء هو النتيجة الطبيعية.
الآن وليس غدا، لابد من فلترة المشهد الإعلامى، واستبعاد أصحاب الوجوه المتعددة، خاصة بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، والاعتماد على المتخصصين ومنح الفرصة للشباب، وابتعاث البعض منهم لعدد من الدول المتفوقة فى هذا المجال، والاستفادة منهم فيما بعد، لابتكار أساليب إعلامية حديثة وكسر الرتابة التى أصبحت عنوانا للمشهد الآن، وجذب المواطن المصرى مرة أخرى، مع ضرورة تطوير مبنى ماسبيرو الذى يضم كثيرا من الإمكانيات وتاريخه يشهد على ذلك، ولكن تعيين البعض بالواسطة والمحسوبية عمل على ترهل المكان بشكل مبالغ فيه، وآن الأوان لتطويره كى يقود المشهد بشكل جديد.
المتابع للأحداث العالمية يهرول على CNN الأمريكية، BBC البريطانية، DW الألمانية، شينخوا الصينية، RT الروسية، سكاى نيوز عربية من الإمارات باللغة العربية، ولكن أين نحن؟ هل هناك قناة مصرية قادرة على سحب البساط أو على الأقل تتواجد وسط هذا الزخم لجذب من يريد معرفة ما يحدث فى مصر والشرق الأوسط باللغة العربية والإنجليزية؟.. للأسف لا يوجد، ومع ذاك تتوجه كل سهام النقد للقناة القطرية الشهيرة، التى تنفرد بالتأثير على الرأى العام الخارجى ونقل الصورة كما تريد عما يجرى فى بلادنا، ونظل نحن بلا أدوات مؤثرة داخليا وخارجيا، وكأننا نخاطب أنفسنا دون أى تأثير إقليمى أو دولى.
الإعلام المصرى ينقل عنه عربيا وأجنبيا فى حالة العبث والسخرية، فى ظل تصدر الهواة للمشهد، بينما الانفرادات والتفاصيل غير موجودة، وأى تهاون أو عبث يمنح صورة سلبية عن المجتمع، وتصدر أنصاف المواهب للمشهد الإعلامى أمر غير مقبول، ويمنح الفرصة لهؤلاء لتصيد الأخطاء، وبالتالى تستمر الفوضى فى المجتمع، وتتوه الحقائق، وتغيب المعلومات، وتنتصر الشائعات، ونخسر الوطن!.
نقلا عن المصري اليوم