الأقباط متحدون | مصر تحترق.. وأمة في خطر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٠١ | الاثنين ٩ مايو ٢٠١١ | ١ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٨٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مصر تحترق.. وأمة في خطر

الأحد ٨ مايو ٢٠١١ - ٠٦: ١١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

الله.. الوطن.. الشعب، فوق أي اتفاقيات أو تعاهدات
بقلم: ميشيل فهمي – العرضحالجي المصري

 


يتحمل المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة، برئاسة السيد المشير "محمد حسين طنطاوي"، وأعضاؤه التسعة عشر، ومجلس الوزراء الشرفي، المسؤلية الكاملة أمام الله والوطن عما حدث ويحدث في مصر الآن...، فما حدث أمس السبت السابع من مايو 2011..، من استمرار واستكمال المسلسل التخريبي لمصر، بحرق كنيستين في وقت واحد بطرق فنية متقدمة في تكتيكات التخريب والتدمير، لا يدل إطلاقًا على أن من قاموا بعمليات الإحراق هم من السادة البلطجية، تلك الطبقة الاجتماعية الجديدة التي أصبحت تحكم قبضتها على جمهورية مصر العربية، كنتاج من نتائج هوجة 25 فبراير 2011.
6 مارس 2011 تاريخ أسود يُسَجْل في تاريخ البشرية والانسانية عامة..، والتاريخ المصري بصفة خاصة، ما حدث في 6 مارس كان تحت سمع وبصر حُكام مصر الحاليين، الذين هم عسكريين يمتازون بالحسم والحزم والقوة وسرعة إتخاذ القرار، لكن في 6 مارس قُوبِل بالاهمال والتغاضي والرخاوة التي وصلت لدرجة (الحِنِيَةّ) والحنان والتدليل للخارجين عن القانون..، 6 مارس دق جرس إنذار الخطر، شديد الإخطار عالي النبرة والصوت علي أن مصر في خطر، لكن قوبل ذلك بالصمم... والصمت مِنْ مَنّ بيدهم الأمر، 6 مارس كان بداية سوداء لتاريخ أسود استمر حتي اليوم وحتي هذه اللحظة... في هذا اليوم الأغبر قام جماعة من السلفيين وهم الحُكَام الفعليين والتنفيذين لتسيير شئون البلاد – في ظن منهم – طبقًا لإرادة رب العباد، قامت هذه الجماعة السلفية وهم معروفون بالصوت والصورة بحُرِق وهُدِم كنيسة بقرية إطفيح وأقيمت بها الصلاة الإسلامية السلفية لِعدة أيام.. ورفض السادة السلفيين السماح لأي مسئول أو جهة الاقتراب من المسجد الجديد الذي كان كنيسة... وبقية الأحداث معروفة للقاصي والداني في أربعة أركان المعمورة...
وعند هذا الحادث الحدث، وقفت حركة الدنيا من الصدمة، وحبس العالم أنفاسه وتوقف العقل البشري عن تفكيره، وخرس اللسان الدولي عن تعبيره.. من هَوْلِ ما حدث، وكذلك في انتظار ردة فعل المجلس الحاكم إِزاء هذا الحدث الجلل... وانتظر الكل طويلًا حتى بدأت ردود أفعال هذا المجلس.. وهنا ازداد سواد تلك الأيام سوادًا.. فقد مد المجلس يده الحانية مُعلِنًا توقف وتجميد القانون ووكل وأرسل وأوفد المجلس حضرة صاحب الفضيلة الفاضل "محمد إبراهيم إبراهيم حسان" الذي شيخ نفسه رغم حصولة علي بكالوريوس إعلام فقط، إلى قرية إطفيح بصحبة أستاذ الحديث "محمد صفوت حجازي" (حامل الشمسية المقدسة للتظليل على حضرة صاحب الفضيلة الشيخ "يوسف القرضاوي" لحمايته من شمس ميدان التحرير في المشهد الخوميني الرهيب المعروف في مشهد تاريخي يوم الجمعة الموافق 18فبراير 2011) ذهبا لتهدئة رعاياهم من السادة السلفيين وأوفد معهما قائد المنطقة العسكرية المركزية، ولعدة أيام وعلي مدى زيارتين من الإعلامي الفاضل "محمد حسان"، حاملًا رشاوي واضحة لشباب القرية السلفيين، من تعهد المجلس ببناء مخبز آلي ومستوصف كامل حديث، وقاعة اجتماعات ومناسبات، في مقابل سماحهم بإعادة بناء الكنيسة الذين نالوا شرف هدمها وحرقها، فسُمِح لهم...
ومن هنا كانت بداية النهاية... فقد كان هذا هو بالون الاختبار السلفي، لقياس ردود أفعال المجلس العسكري الأعلى تجاه سلوكياتهم... ولما لم يجدوا إلا اليد الحانية عليهم، ومباركة سلوكياتهم بعدم العقاب، بل بالصمت المُشجع لهم للتمادي والمحمود منهم بالقطع والمريب لنا ولمصر وللعالم كله....انطلقوا، وزادوا وتحركوا إعلاميًا وتنفيذيًا يعيثون فسادًا بالبلاد .
وبدأ استكمال المسلسل الموضوع لحرق مصر بأزهرها، وكنيستها والمنتمين اليهما من المصريين، وضرب اقتصادها، وفرض سيطرتهم بقبضاتهم الحديدية على طول البلاد وعرضها.. فتم حرق الأضرحة لأولياء الله الصالحين والاستيلاء على المساجد وضرب أئمتها بالأحذية.. وصلت نسبة استيلاء السلفيين على مساجد وزارة الأوقاف إلى 80%...، ثم استحوذوا على مصر واسمها ووضعوه في الحضيض، بالإشراف التام والتعاون الكامل من روادهم وقياديهم من جماعة الأخوان المسلمين، حيث أن القوات السلفية ما هي إلا الجناح العسكري للأخوان المسلمين بالإضافة إلى ميليشياتهم العسكرية الخاصة، وذلك بإعلانهم (إمارة قنا الإسلامية)، بمحافظة قنا سابقًا، فأهانوا واستحقروا في قوة استعراضية رهيبة لم تشهد لها مصر مثيلًا، برفضهم قرار المجلس العسكري تعيين محافظ مصري مسيحي بقنا، وأخضعوا الكل تحت إرادتهم بقطع مسيرة السكك الحديدية المصرية في واقعة لم تحدث من قبل حتي في أحلك أيام مصر سوادًا، ولم يتراجعوا عن ذلك بقيادة خفية وعلنية من السيد مصطفي بقري (الأومو الجديد المنظف لمصر)، لم يتراجعوا إلا بصدور قرار حكومي سلفي شرفي... وغريب وعجيب ومريب، وهو تجميد المحافظ القبطي... ثم وصل لهم رئيس الوزراء الشرفي فأراحهم وأضاع مصر وزاد نيرانها اشتعالًا حين وعدهم أمام الملايين في الفضائيات أن جميع مطالبهم ستجاب.. وأردف متسائلًا لهم (انتم فاهمني...!!!)... ماذا يَفْصد بذلك... مطلوب التفسير!
ثم استمرأ السادة السلفيون لعبة السيادة التي يمارسونها على جمهورية مصر، المستكينة والمُستهان بها، فوضعوا بين جليل أعمالهم مسيرات حاشدة لإهانة قيادات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في صورة إهانة رئيسها ورمزها حضرة صاحب القداسة البابا شنودة الثالث... ودامت إدانة واستكانة مظاهر الحياة في مصر لهم، فقادوا المجتمع المصري عن طريق وأسلوب جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن أسلوبهم الخاص بهم أو عن طريق النموذج المصري بالنسبة لهم، وهو الأمر بالمنكر (قتل المسيحيين وحرق وتدميركنائسهم) والنهي عن المعروف (وهو إطاعة مبادىء وشريعة الإسلام عن السماحة، وكذا النهي عن طاعة ولي الأمر)..
كل هذا في إطار تغطية من الإستهبال الإعلامي المصري الكامل الاستهبال والمستعين بأميين إعلاميين، يحاولون إيجاد تبريرات خائبة لما يحدثمن جرائم طائفية واللهث وراء استضافة رموز الإرهاب الطائفي بِدءً من بن لادن مصر "عبود الزمر"، وقادة الجماعات السلفية والجماعات الجهادية، مع غزارة وتكثيف لظهور قادة الأخوان المسلمين أصحاب الرأي والرأي المضاد في نفس الوقت، إن لم يكن في نفس اليوم، وكانت التغطيات الأمية في انحياز كامل لتلك الجماعات والشرذمات الإرهابية، في مجتمع لا يفتخر بأن به 39 مليون أُمي أبجدية، وأكثر من 70 مليون أمي..، أمية دينية وثقافية وسيساسية.. حيث يحاول الإعلام الاستهبالي الأُمي تسييد فكرة أن ما يحدث ليس فتنة طائفية!!! بل هو من أعمال البلطجة وفلول النظام السابق، والثورة المُضَادة وتجَاهل هذا الإعلام أن هناك كنائس حرقت وفجرت ودمرت وقتل مئات من الأقباط وهجروا من قُراهم بعد حرق ممتلكاتهم، قبل هوجة 25 يناير، فمن الذي قام بكل هذا، هل هم فلول النظام السابق الذي لم يكن سابقًا بعد، أم الثورة المضادة التي كانت في علم الغيب، فيما عدا علم "الولايات المتحدة الأمريكية" وشريكها في الخدمات التخريبية الأخوان المسلمين، أم البلطجية الذين هم ميليشيات جماعات الأخوان والأخوات المسلمين... نرجو الإجابة؟ والكف عن الاستهبال.
ثم جاءت الطامة الكبرى.. فمن المعروف أنه من أيام حكم السادات (المطلق يد جماعة الأخوان المسلمين للعمل بمصر بكامل الحرية.. والتي وصلت حريتهم لقتله)..، والحكم الطويل للرئيس السابق "حسني مبارك"، وأن منطقة إمبابة هي وكر كبير وكثيف لتواجد تنظيمات للأخوان المسلمين وإخراجاتهم من السلفيين.....، واستمرار لتفعيل الإنفلات العام والإنفلات الأمني المُخطَطْ له من الخارج وتنفيذ من الداخل.... بدأت أحداث حرق وتدمير كنيستين قبطيتين أرثوذكسيتين وقتل 12 اثني عشر شهيدًا قبطيًا رووا بدماؤهم كنيستهم... كنيسة الشهداء، وحرق وتدمير ممتلكات بعض الأقباط..، بنفس السيناريو لإحراق مصر بنفس الحركات والأقوال والسلوكيات السلفية من إدعاءات بإسلام مسيحيات (لاحظ أنه دائمًا مسيحيات) وتحتجزهم الكنيسة... إلخ.
أحداث إمبابة بكل تداعياتها كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، بالنسبة للأقباط... فعاد أسود شباب الأقباط لعرينهم في ماسبيرو.. ليزأروا في وجوه مجرمي الفتنة التآمرية المنظمة، وليسمع العالم معني زئيرهم، أن :
الأقباط مواطنون مصريون درجة أولى.
بقوة إيمانهم بوطنهم، وولائهم لمصرهم، وفضائل أخلاقهم، ونقاء مسيحيتهم.. لذا يجب أن يكون سلوكهم مختلف تمام الإختلاف عن غيرهم، ويتعاونوا مع كافة المسؤلين لإنقاذ بلادهم ووطنهم،... لك لا يكفوا عن الاعتصام والتظاهر السلمي حتى يتم القبض على مرتكبي جريمة كنيسة إطفيح، ومجرمي السلفيين ولن أقول شيوخهم، ومراقبة جماعة الأخوان المسلمين المنتفخة أوداجها، وضبط إيقاع الأحزاب القائمة على مرجعيات دينية... وحزب العدالة والحرية بالذات والذي تكون بأمر من مكتب الإرشاد الأخواني وأعضاء التنظيم الدولي لهم، والعمل بجد وهمة لعودة مصر للمصريين، وعودة المصريين مسلميهم وأقباطهم لمصر، والإفراج عن أقباط مصر المسجونين ظُلمًا.
ومرفوض اقتراح الإعلامي الفاضل "محمد حسان" تشكيل لجنة للحلول خارج عن أزهر مصر، وعلى الكنيسة المصرية الأرثوذكسية وضع أيديها مع أيدي كافة الطوائف والملل المسيحية بمصر، ليكونوا يدًا واحدة أمام هذا التيار الجارف البغيض.

وسأختم ببعض كلمات حضرة صاحب الفضيلة الشيخ (الأزهري الحقيقي) "أحمد السيد التركي" إمام مسجد النور الذي استعاد مسجده من يد السلفيين، وليس البلطجيين، ولا فلول النظام السابق ولا من أعضاء الثورة المضادة، حيث قال "ما حدث جريمة في حق الله وجريمة في حق الوطن وجريمة في حق الإسلام... وعلى المسئولين ضرورة تقديم من يتلاعبون بمشاعر البسطاء للعدالة السريعة".
من سياق كلمات هذا الشيخ الفاضل، أضيف أن الإسلام الوسطي في مصر في خطر لم يسبق له مثيل.
وأهمس في آذان المجلس العسكري الأعلى أن مصلحة مصر وحماية الوطن فوق أي تعاهدات وارتباطات مع أي من كان.... فانقذوها بأبسط الحلول التي تجاهلتموها علي مدى 100 يومًا، وهو سيادة القانون، وطالمت نبهتكم إلى ذلك على مدى عشر مقالات سابقة، مبينًا أن هناك فرق بين الحرية، والأحرار، وبين التخريب والأشرار.. وهو فرق واضح للبسطاء.

وإلى لقاء حتمي قادم بإذن الله عن تمويل "المملكة العربية السعودية" للسلفيين وتمويلات "المملكة العربية السعودية" ودولة إيران الفارسية الإسلامية لجماعة الأخوان المسلمين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :