الأقباط متحدون - نساء.. ونساء
  • ١٤:٥٤
  • السبت , ٢٧ يناير ٢٠١٨
English version

نساء.. ونساء

مقالات مختارة | بقلم : رولا خرسا

٥٤: ٠٤ م +02:00 EET

السبت ٢٧ يناير ٢٠١٨

رولا خرسا
رولا خرسا

 اختلف المؤرخون على اسمها، منهم من سماها أمزرة أو أوزرة بنت براقيل، ومنهم من قال إن اسمها وحيلة أو وغيلة.. عند اليهود اسمها ناعيمة ومعنى اسمها هو الجميلة.. ويعتقدون أنها أخت توبال من نسل قابيل، ابن آدم، وفِى القرطبى جاء أن سيدنا جِبْرِيل عليه السلام قد قال لسيدنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام إن زوجة النبى نوح عليه السلام اسمها والغة. أنجبت والغة لزوجها سيدنا نوح أربعة من الأبناء هم: شيم، جافيص، هام، ويام.. أحدهم غرق فى الطوفان لأنه سار على نهج أمه فى عدم الاعتقاد برسالة أبيه. عانى سيدنا نوح كثيرا من زوجته.. لم تصدقه عندما صدقه غيره وطعنته فى ما أرسله الله إليه فى الأرض: رسالته.. ليس صحيحا ما يقال من أنها كانت على علاقة برجل آخر لان الله سبحانه يأبى أن تكون زوجة رسول زانية..

 
ولم تطعنه فى شرفه بأى تصرف ولكن الطعنة جاءت عندما آمن كثير من قومه به ولم تؤمن هى.. لا شىء يقتل الرجل قدر عدم مساندة زوجته له.. أو عدم تقديرها له.. لا شىء يدفع الرجل للغضب الشديد قدر تقليل شأنه من جانب زوجته. فالمرأة والرجل يبحثان عن التقدير والتصديق أولا فى عيون الشريك. والله سبحانه جعل اختبار سيدنا نوح فى زوجته. فلقد تزوجها قبل أن تنزل عليه الرسالة.. كانت من عائلة ذات نفوذ وحسب.. وبعد أن أمره الله بنشر دعوة التوحيد رغم أنها كانت الأقرب لقلبه إلا أنها لم تصدقه. كانت تنعته بالمجنون وتنقل أخباره إلى قومها الذين كانوا يعادونه.. يشبه البعض قصة سيدنا نوح وزوجته بآدم وحواء.. فبعد غضب الله سبحانه وتعالى من البشر لكفرهم وعبادتهم آلهة غيره وانتشار المعاصى قرر إغراق الكون ليبدل البشر ببشر أفضل.. تماما مثلما فعل عندما عصى آدم وحواء أوامره فقرر الله سبحانه إخراجهما من الجنة.. وعلى الارض بدأت البشرية ثم فنى كثيرون فى الطوفان ليبقى نسل نوح وزوجته ومن كانوا معه من المؤمنين..عصى آدم وحواء ربهما فطردهما من الجنة.. وعصى قوم نوح ربهم فأغرقهم.. ولكن فرق كبير بين زوجة آدم وزوجة نوح.. لم يقل الله فى القرآن زوجة نوح بل امرأته بينما قال عن السيدة حواء زوجته لأن الأساس فى الزواج التوافق.. فقال عن زوجة فرعون امرأة فرعون.. يعتقد بعض المفسرين أنه ليس هناك آية صريحة تؤكد غرق والغة.. ويعتقد البعض الآخر أن زوجة نوح قد ركبت معه السفينة وأن الله نعتها بالكفر ولكنها أكملت المسيرة معه ولم تغرق فى الطوفان.. وسواء غرقت فى الطوفان أم أكملت وركبت السفينة فالمتفق عليه أنها كانت كافرة غير مؤمنة.. وأتساءل: لماذا لم يتركها سيدنا نوح؟ لماذا لم يطلقها؟ ولم يردها إلى أهلها الذين كانت تدعمهم ضده؟.. رأيى الشخصى المتواضع أن بعض الناس لا يفقدون الأمل فى هدى من يحبون.. فكيف إن كان الزوج نبيا؟.
نقلا عن المصرى اليوم

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع