فى سبيل شكل
مقالات مختارة | بقلم : نيوتن
٤٣:
٠٢
م +02:00 EET
الأحد ٢٨ يناير ٢٠١٨
جنوب أفريقيا. توصف بأنها الدولة الأفريقية الأشهر المستقرة سياسيا والتى تمارس الديمقراطية. عانت لمدة نصف قرن تقريبا من سياسة الفصل العنصرى «الأبارتيد». فى أول انتخابات متعددة الأعراق عام 1994. حصل حزب «المؤتمر الوطنى الأفريقى» الذى كان يترأسه نيلسون مانديلا على 62.6 %. كان فوزا ساحقا. فازت الأحزاب الأخرى بما تبقى. فى النظام البرلمانى. البرلمان هو الذى يختار الرئيس. لم يتقدم للبرلمان مرشح آخر للرئاسة سوى مانديلا.
السيسى لديه رصيد يتمثل فى 4 سنوات من الإنجازات. من الممكن أن نختلف على هذه الإنجازات. هذا حقنا. إذا كان من إنجازاته أنه أنقذ مصر من الإخوان المسلمين. قد نختلف على ذلك. بعض الناس قد يأخذون عليه أنه لم يتعرض للسلفيين.
أنشأ شبكة الطرق التى تؤدى لنهضة اقتصادية. تعتبر شرايين التطور فى مصر كلها. من الممكن أن يرى البعض أن تلك الشبكة ليست أولوية. هذا حقهم لا نعارضهم فيه. أنشأ العاصمة الجديدة. بعض الناس يقولون لماذا كل هذه المصاريف. مع أن البيع فيها سيتجاوز كل ما صرف.
آخرون يرون أن إنجازه الأول فى أنه لم يورط مصر فى أى حرب حولنا. سواء فى ليبيا أو سوريا أو اليمن. آخرون قد يرون ذلك تقاعسا. إنجازات السيسى موجودة على الأرض شاء من شاء وأبى من أبى. الخلاف عليها وارد. لكنه لا ينفيها. قضى الرجل 4 سنوات من الإنجازات. أمامه 4 سنوات أخرى تعد بما هو أحسن منها.
من الممكن أن نتحدث عن السنوات الأربع المقبلة. بعض المرشحين مثل عنان وغيره. لست معهم أو ضدهم. جاءوا ينتقدون أمورا تمت. أمورا قائمة. لم يتحدثوا عن المستقبل وكيف نحققه. لم يطرحوا برنامجا.
لماذا ندفع مرشحا مثل خالد على للانسحاب؟. لأننا أصبحنا نخاطب الشكل. عندما انسحب ضرب هذا الشكل. انتهينا بالإساءة لشكل الانتخابات كلها.
هذا يدفعنا لتلفيق مرشحين. نستدعى السيد البدوى غصبا ليكون محللا.
رجل يعمل فى القطاع الخاص. مصالحه متشابكة. له خلافات مع آخرين فى المصالح. أدت إلى قضايا. هل سنتغاضى عن هذا على حساب القانون ولحساب الشكل؟.
رأيى أنه لا غضاضة فى أن يخوض السيسى الانتخابات وحده. كل هذه الحساسيات ربما جاءت ممن حول السيسى. هم معذورون. فهم يقدمون النصيحة بما يملكونه هم. ليس وفقا لما يملكه السيسى. لذلك جاءت النصائح بما يخص الشكل. وابتعدت عن المضمون.
نقلا عن المصرى اليوم
