الأقباط متحدون - الانتخابات الرئاسية.. هل من منافس؟
  • ١٥:٢٥
  • الأحد , ٢٨ يناير ٢٠١٨
English version

الانتخابات الرئاسية.. هل من منافس؟

مقالات مختارة | بقلم :سحر الجعارة

٥٧: ٠٩ م +02:00 EET

الأحد ٢٨ يناير ٢٠١٨

صورة أرشفية
صورة أرشفية

 كان الطبيعى بعد ثورتين أن يكتسب «الشارع السياسى» قوة وحيوية، وأن تكون «أحزاب المعارضة» فى الصدارة، بحكم أنها تضم كوادر سياسية مدربة، ولديها برامج «سياسية واقتصادية واجتماعية»، تطرح البديل دائماً للنظام القائم.. وليست هناك أى «حجة» مقبولة أو معقولة لانكفاء الأحزاب على نفسها، والاكتفاء بالسير فى مواكب الرئيس «عبدالفتاح السيسى».. رغم جدارته وكفاءته والقاعدة الجماهيرية الساحقة التى يحظى بها!

 
لقد خرجت حركة «كفاية»، رغم اختلافى مع قادتها الآن، فى عز جبروت دولة «مبارك»، حتى ثورة 25 يناير 2011 قامت فى «عيد الشرطة» وفى ظل «قانون الطوارئ»، وهذا الشعب الجبار خلع رئيسين فى عامين.. إذن لا داعى للاستخفاف بعقول البشر.. فالنظام لا يرهب أحداً من خوض الانتخابات الرئاسية، ولم يجبر أحداً على التراجع أو الانسحاب من «ماراثون الانتخابات»!
 
لقد قرر «حمدين صباحى» أن يخلع عباءة الزعامة ويرتدى «بيجامة المناضل المعتزل» بنفسه، بعدما أدرك أن شعبيته تساوى «صفراً».. ولم ينجح «خالد على» فى جمع التوكيلات التى يشترط جمعها الدستور للترشح للانتخابات.. إنه مناخ انهزامى محبط لأى متابع للشأن العام، وكان ذروته الدرامية الضجيج الذى أُثير حول ترشح الدكتور «سيد البدوى» لانتخابات الرئاسة، ثم بيان انسحابه الذى يعد بمثابة منشور لتأييد «السيسى» وهو أمر غير منطقى من حزب معارض!
 
هو نفسه حزب «الوفد» الليبرالى العريق، الذى تشكل فى مصر سنة 1918م، والذى سبق أن انتخب أكثر من «حكومة ظل»، وربما كان آخرها عام 2015، ولكن بهدف: «دعم الدولة وتفعيل بنود الدستور».. بعكس معنى مصطلح «حكومة الظل» الذى يعرفها بأنها: (حكومة غير رسمية ودون قوة فعلية، تضم أعضاء من الأحزاب المعارضة للحزب الموجود بالسلطة، وتعمل على توجيه النقد للحكومة، وتوفير منظور مختلف للسياسات التى تنفذها الحكومة الفعلية).
 
هذا معناه أن «الحياة الحزبية» دخلت فعلياً مرحلة «الموت الإكلينيكى»، وبحسب «لجنة شئون الأحزاب» فإن فى مصر نحو 90 حزباً، خاصة بعدما تغير القانون بعد 25 يناير وأصبح تأسيس الأحزاب بالإخطار، لكن كل الأحزاب التى تأسست بعد الثورة اختفت من الخريطة السياسية، وفشلت معظمها فى التمثيل الجيد بالبرلمان، ثم بدأت الصراعات والانقسامات، فتحول حزب «المصريين الأحرار» من المعارضة إلى الموالاة، وتعرض حزب «المصرى الاجتماعى الديمقراطى» لسلسة أزمات انتهت باستقالة مؤسسه «محمد أبوالغار»، وهو ما تكرر فى معظم الأحزاب الليبرالية.. أما الأحزاب الدينية فلا تزال تتمسك بشرعيه وجودها!
 
حتى «البوب» مؤسس حزب «الدستور» لم ينجح فى قيادة حزبه من على «تويتر» وقرر الاكتفاء بالبكاء على الديمقراطية التى جرفتها شعبية الرئيس.. لو كان «البرادعى» رجلاً إصلاحياً كما يدعى، وخبيراً فى الديمقراطية ومنابع التمويل وخلافه، لاستطاع أن يجمع ما يسمى بـ«النخبة» حوله، ويعود للبلاد مرشحاً رئاسياً حاملاً لواء التغيير.. لكنهم جميعاً يحترفون المزايدة السياسية وليس لديهم قاعدة شعبية.
 
مأزق القوى السياسية أنها لم تتفق على مرشح واحد وتلتف حوله وتدعمه، وتآمروا لإحراج الرئيس بخوضه الانتخابات «منفرداً».. لكنها لن تكون «سابقه تاريخية»، ليس لدينا أزمة فى البحث عن «منافس» للرئيس لكننا كنا نريدها بالفعل «منافسة قوية».. بينما من نحسبهم «زعماء» أو «قيادات» أصابتهم «نوبة ذعر» من شعبية «السيسى»!
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع