الأقباط متحدون | تجنيز شهداء غزوة إمبابة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:١٧ | الاثنين ٩ مايو ٢٠١١ | ١ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٨٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

تجنيز شهداء غزوة إمبابة

الاثنين ٩ مايو ٢٠١١ - ٤٠: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: القس أثناسيوس فهمي جورج

لم تكن هذه الموقعة في يوم جمعة كالمعتاد٬ لكنها تزامنت مع إذاعة برنامج "سؤال جريء" الذي سقط فيه الشيطان مثل البرق... وافتضح شره وكرهه وبغضته ومخادعته وغَيّه وخزيه وشكايته... سقط عدو كل خير٬ الساقط الكذاب وأبو الكذاب٬ القتّال للناس منذ البدء.
وعلى أثر ذلك ذهب السلفيون إلى كنائسكم في إمبابة أيها الشهود٬ وأحرقوها وحرقوا بيوتكم وقتلوكم وروّعوا ذويكم٬ أحرقوكم بلا سبب مفترين عليكم كالمعتاد٬ تعدّوا عليكم وأنتم تصلون في كنيستكم وتحمونها كدروع بشرية... فهذه الذئاب الضالة لا تأخذها الرحمة٬ ولا قيمة عندها للنفس البشرية٬ حرقوا الكنائس ودمروا البيوت ورمّلوا ويتّموا العائلات وذاقت نفوسكم الموت٬ إلا أنكم أحياء عند إله الأحياء وأوجاعكم هذه سطّرت ملحمة دفاعية رائعة تسجلت في تاريخ كنيستنا وفي السماء بآنٍ واحد.

لقد قاسيتم من اضطهاد الأشرار وخرابهم٬ فأتى إليكم أصحاب الثقافة البدوية والانتحارية والعَدَمية ظانين أنكم تخافون من الذين يقتلون الجسد٬ بينما أنتم وعائلاتكم رعية مع القديسين وأهل بيت الله الأصلاء الأقوياء الأغنياء بالخيرات الكاملة... وقف إخوتكم أمام جثامينكم مرددين (ارفع رأسك أنت قبطي) (بالروح والدم نفديك يا صليب) فحماستكم وغيرتكم قد أظهرتموها في ساعة التجربة٬ أنتم بالحق الشعب البسيطالبار٬ شعب الله الحافظ الأمانة٬ سلالة الشهداء٬ أقوياء في صمودكم وثباتكم٬ وقد تعزينا عندما شاهدنا الصلاة على أجسادكم... لم تفرّوا ولم تتخاذلوا بل ذهبتم وفي وسط الأتون مخضّبين بالدماء لتشهدوا بإيمانكم وتقرّوا بالاعتراف الحسن.

أتيتم إلى تجنيز شهدائكم بعد ليلة مريرة اعتدى عليكم فيها الظلاميون بعد أن أعياكم السهر والضرب والترويع والحريق والإهدار المعنوي والنفسي وآلام الفراق وجزع مشاهد الذبح والدم والأكفان الجماعية٬ أتيتم لتطلبوا الرحمة والعدل ولتطلبوا من صاحب القوات كي يشغل يمينه ويعمل معجزات (أنا عايزك أنت يا صاحب القوات٬ تشغل يمينك وتعمل معجزات) وقد علت صرخاتكم ونداؤكم لله من أجل الإنقاذ الإلهي (يا رب ... يا رب) ونثق أنه يعمل ويستجيب٬ وسيقوم شهداؤكم إلى قيامة الحياة الأبدية٬ أما القتلة فإلى الدينونة والعار والازدراء الأبدي مع كل القوى المعادية لله ولكنيسته.

فالذين ألقوا عليكم الحجارة والمولوتوف وحرقوا كنائسكم (كنيسة السيدة العذراء بإمبابة) و(كنيسة مارمينا بإمبابة) وقتلوا إخوتكم بالرصاص والسيوف٬ سيجازيهم الله ضيقًا٬ أما أنتم فلكم الفخر مرفوعين الرؤوس لأنكم لستم من المجرمين ولا المعتدين ولا القتلة الدمويين... وقد أعطيتم الحكم للحاكم العادل٬ والكنيسة كلهاتتكلم بفم واحد من دم هابيل الصديق ومن دم مارمرقس الكاروز إلى الدماء التي ما لبثت أن تجف٬ دماء "شهداء نجع حمادي"و"شهداء الأسكندرية" و"العمرانية" و"المقطم" إلى دمكم في "إمبابة"... والتي يحاول إبليس المشتكي إرهابنا بها كأسد من أجل ابتلاعنا لكن يعظم انتصارنا بالذي أحبنا... والقتلة الذين ذهبوا إلى الكاتدرائية المرقسيةبالعباسية والذين أتوا إليكم في إمبابة إنما هم يناطحون صخر الدهور٬ وهم لا شك مهزومون لأنه صعب عليهم أن يقاوموا رب الأرباب٬ وستبقى كنيستكم ثابتة ولن تندثر كما يريد لها الوحش.

ها شهداؤنا في إمبابة يلبسون ثوب الأرجوان الذي للحمل الحقيقي الذي فدانا وأحيانا٬ ويفصلوه لأنفسهم ليصيرثوبهم الخاص بهم٬ لأنهم أتوا من الضيقة العظيمة مع كل شهداء الكنيسة الذين غسلوا ثيابهم وبيّضوها في دم الحمل: ثياب تقديس النعمة السماوية والمعمودية الثانية التي هي نعمتها أعمق وقوتها أعظم وكرامتها أثمن من الأولى.

المجد لكِ يا كنيسة الشهداء٬ سأحفظ لكِ عهد وفائي وودادي وسأخدم بيعة أجدادي٬ الطوبىَ لكم يا شهداء إمبابة "جرجس بشرى" "رامي رضوان" "أبانوب كرم" "صلاح عزيز" "نشأت رتيب" "مجدي بهجت"٬ الأكاليل لكم يا من شهدتم للرب شهادة فاخرة بالدم القاني٬ ولم تجبنوا أمام شر الفجار وبطشهم بل قمتم وانتصبتم٬ فكرمتكم الكنيسة ووضعت أجسادكم بإكرام جزيل في مدفنة الآباء الكهنة... إننا نفتخر بكم٬ وقد روت دماؤكم البريئة شجرة كنيسة مصر٬ وصراخ دمائكم مسموعة عند السيد والقدوس والحق٬ وليُعزِّ الله الكنيسة كلها٬ ولتجلب دماؤكم العار والمذمّة على الأشرارالذين قتلوكم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :