الأقباط متحدون | أهي ثورة أم إنتفاضة .. أم كشف العفن المستور ...!!؟؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٠٩ | الثلاثاء ١٠ مايو ٢٠١١ | ٢ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٨٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أهي ثورة أم إنتفاضة .. أم كشف العفن المستور ...!!؟؟

الثلاثاء ١٠ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس
في الأول .. إفتكرتهــا ثورة ضد النظام الملاكي الذي جثم علي صدورنا حوالي ستون سنة .. إفتكرتها ثورة ضد الفساد .. إفتكرتها ثورة ضد البطالة .. إفتكرتها ثورة لتحقيق العدالة الإجتماعية والحرية .. إفتكرتها ثورة لتحقيق الدولة المدنية , لكن بعد رحيل رأس الفساد وجدتها أنها ليست ثورة بل رأيتها إنتفاضة ... إنتفاضة علي هؤلاء الذين سلبوا مكدرات وثورات مصر .. فركزنا علي أخبار كل مَنْ تمادي وتجرأ وإستولي وهرّب وهَرَبَ بثرواتنا .. وجهنــا الإنتفاضة إلي كيفية بناء الزنازين (جمع زنزانة) التي سوف تحوي هؤلاء الفاسدين .. جعلنا الإنتفاضة بدلا من أن نهتم بواجباتنا إستخدمناها في إلصاق تُهم الخيانة إلي كل من لم تطأ قدميه ميدان التحرير .. بدل من جعلها إنتفاضة من جهلنا ونومنا في العسل , جعلناها إنتفاضة عشوائية لتضييع الوقت في إنتظار إستحضار المليارات المنهوبة من الخارج .. وكأن هذه الكنوز المنهوبة هي الأمل الوحيد في إسترداد معيشتنا وحياتنا وضمان مستقبل ابنائنا ... و اخيرا وبعد ما حددنا نجاح الإنتفاضة بوجود الرئيس السابق في طره او من عدمه ... وكشفنا كل المستور الذي ظنناه هو المرض الي كان ينخر فينا طيلة السنوات السابقة , إتضح أن كل ما حدث لا هي ثورة ضد الفساد , ولا هي إنتفاضة من غفوتنا , لكنها كانت كشف الغطاء عن العفن الموجود في أعماق مصر طيلة هذه السنوات ...!
عفن وكأنه مارد جبار خرج من القمقم .. عفن وكأنه حية أتت زاحفة وإلتفت بكل قوة عضلاتها علي جسد مصر . عفن لا يرحم .. عفن لا يسمع .. عفن لا يحب إلا نفسه .. عفن يُجمع حواليه كل الحشرات السامة , والحيوانات التي تأتي بالخراب .. عفن يأنف له كل إنسان خيّر , لكنه يجذب كل شرير . انه عفن الشيطان الذي يتلذذ بضرر ويهدم كل مجتمع يسعي لحياة طبيعية التي وهبها الله له . عفن يشتاق إلي تشتت الناس وانقسامهم إلي فرق تتناحر ليس لغرض معين لكن فقط لكي يستمتع هو بهذا التناحر , لأنه عفن مصنوع من الحقد والكراهية .. عفن لا يريد للمجتمع أن يستنشق حياة الحب والطهارة .. عفن يسعي جاهدا إلي خلق كل ما هو عشوائي .. مثل إطلاق الشائعات , وخلق الحكايات الكاذبة , وإستخدام مبدأ التقيه .. في سبيل ضرب المجتمع إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا .
هذا العفن يحتضنه ما يسمون أنفسهم بالسلفيين المسلمين .. وعلي ما أتصور فإن المسلمين الذين نعرفهم ابرياء منهم .. لأننا نعيش وسوف نعيش وعشنا معهم منذ مئات السنوات في حياة آمنة , وحياة محبة . إذا من هم هؤلاء السلفيون ؟؟ ... ماذا يريدون بمصر ؟؟؟ ... هل يريدون أن يستقلوا بالحكم ويجعلوها دولة دينية إسلامية ؟؟؟ .. هل يريدون كسر أنف الكنيسة وإذلالها كما هو موجود في أفكارهم وعقائدهم ..؟؟
لكن سوف لا نتركهم يسحبون البساط من تحت هيبة الدولة .. وإن كان تبرير الحكومة بما يجري الآن بأن مصر في حالة إنتقال من بعد ثورة 25.. فهذا فكر خاطيء وسوف لا نتخذه تبرير .. فما يفعلونه السلفيون هو امر خطير .. والأخطر من هذا أن المسئولين في الحكم مابين المجلس الأعلي للقوات المسلحة ورئيس الوزراء يواجهون هذا الأمر بطريقة رخوية جدا .. حتي أننا نكاد نطلق علي هذه الحكومة بالحكومة الرخوية .. فهي لم تدخل في حسم المشاكل التي بدأت تظهر منذ قطع اذن مسيحي , وحرق كنيسة اطفيح , وغيرها من حصار الكاتدرائية , وسب البابا علنا أثر مطالبتهم برجوع كاميليا إليهم .. وآخرها عدم القبض علي ما يُسمي نفسه البخاري لتحريضه علنا في إحدي الفضائيات يدعو فيه السلفيين إلي الذهاب إلي كنيسة إمبابة لتحرير أخت اسلمت ومحبوسة في كنيسة إمبابة . وإن كان في فكر السلفيين والإخوان المسلمين انهم يستطيعوا القضاء علي الحياة المسيحية فهم يحلمون .. ..!!!
إحتساب الحكومة أن ما يفعلونه هؤلاء السلفييون علي أنه من أعمال بعض البلطجية .. فهذا إستخفاف بعقول المسيحيين ... و إحتسابها ايضا ان هذه الأعمال من قبل فلول الحزب السابق او النظام القديم , فهو الهراء بعينه .. فلماذا أختاروا الهجوم الدائم علي الكنائس والمسيحيين ؟؟ .. إذا كانت هذه الأعمال من فلول النظام القديم أو من بعض البلطجية كان بالأولي لهم ان يقوموا بالهجوم علي الجوامع وعلي المسلمين , لأنها هي الطريقة التي سوف تصل بهم إلي مآربهم من أقصر الطرق واسهلها .. وخصوصا في هذه الحالة وعلي ما أتصور سوف تنضم الحكومة معهم ضدنا , وتنهار مصر سريعا ... وهذا ما يريدونه السلفيون.
هب السلفيون عن بكرة ابيهم في محاولة لهدم الشخصية المسيحية .. ظانين انهم بهذه الطريقة سوف نوافق ونحن صاغرون علي أن تصبح مصر دولة دينية .. وأحب أن اقول لهؤلاء السلفيين أن أغلب مسلمي مصر الحقيقيين يطالبون وينشدون بمصر المدنية ... انتم ترفضون هذه النوعية من الحكم لأنكم لا تستطيعون أن تكيفوا أنفسكم وأن تتعايشوا مع الآخر لأنكم تفتقدون الحب والطهر والقداسة ...!!!
أتمني ان تتخذ الحكومة كل الأمكانيات للحفاظ علي ما وصلت إليها الثورة .. تجنبا من نجاح الثورة المضادة ...!!
نريد أن نؤكد أن يوم 25 يناير كانت ثورة ولم تكن انتفاضة أو كشف العفن المستور ....!!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :