الأقباط متحدون - ما محبة إلا بعد عداوة
  • ١٥:٠٤
  • الخميس , ١ فبراير ٢٠١٨
English version

ما محبة إلا بعد عداوة

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ١ فبراير ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
لم تكن العداوة هي السمة السائدة، ولا البغضة هي السمة الغالبة، تقلبت الأمور بحسب العلاقات بين مصر والحبشة قل أثيوبيا، توترت تارة وتحسنت تارة أخرى جمعت البلاد المزيج الغريب بين الحروب التصادمية في أيام الفراعنة حتى العصر الخديوي، فكان التبادل التجاري أيام ناصر كان الحب والوئام سيدان للموقف الإنساني بين الدولتين، ثم أيام مبارك النزاع والغضب والتأهب المستمر لضرب سد كانت أثيوبيا مزمعة أن تقيمه، أما والآن وقد تفاهم الجميع، ونبذوا البغضة، وطلع الشيطان من بينهم، وقطر طلعت شريرة والعمودي طلع وحش، والكل جلس وتصافى الزعماء الثلاثة المصري والسوداني والإثيوبي، فالحمد لله مياه النيل في مأمن واشربوا في أمان.

كنا قلقين طوال سبع سنوات من خطورة بناء السد، وكانت المفاوضات بطيئة، والمماطلة الإثيوبية لا أكثر منها، وبينما هذا يحدث، بزغ نجم مذكرة تفاهم موقعة في الخرطوم ثم عادت السحب تسود الموقف، والضباب يكتنف الأحداث، وتوقفت المفاوضات أخيراً من جانب مصر التي كانت متمسكة بأن تبقى على تفاوضها، والسد يبنى، وفجأة قرر رئيس الوزراء الأثيوبي زيارة مصر مستهيناً بسيل الاتهمات بالتآمر الموجه لهم مع إسرائيل وقطر وتركيا، وبعض رجال الأعمال السعوديين ضد مصر وطبعاً الإخوان، وما أن جاء رئيس الوزراء الإثيوبي وجلس وشرب الشاي بالياسمين، إلا وبدأت الغمة تنقشع، ثم زارهم الرئيس السيسي وجلس معهم الزعيم  السوداني وهو أحد المتآمرين بالمناسبة على مصر بتخليه عن سواكن للمتآمر الأكبر أردوغان، وكمان لأنه فاوض الإثيوبيين على بيع مصر والتخلي عنها وقد كان، لكن ما كان كان وذهب لحين، وأتت المفاوضات الثلاثية الأخيرة التي جعلت وزير الخارجية المصري يخرج ليؤكد أنه في غضون شهر كل شيء سيكون على ما يرام، ثم تبعه الرئيس السيسي بالتصريح الأهم والأبقى والأعلى وهو يطمن المصريين على ماء النيل أنها ستستمر في فيضها على المصريين بخيرها ورخائها، ففرح الكل كليلة، وتهلل الجميع، وأصبح الكل في سعادة غامرة ولم يبقى سوى التبات والنبات ولتنجب مصر السودان وأثيوبيا الولاد والبنات توتة توتة فرغت الحدوتة، حلوة والا ملتوتة.

لو حضرتك شايفها ملتوتة ده مش ذنبي، ممكن ترجع لمخرج الروائع والأعمال الواقعية اللي أخرج ما سردته على حضرتك وتراجعه، فما سبق ليس تأليف ولكن سرد تاريخي لعلاقة بلاد بعضها ببعض، يرصده الإعلام بعينه الرائية للمتآمرين يحدقون ببلاده، والسياسيون المتفاوضون، والرؤساء الواثقون، ولك أن تختار ماذا عليك أن تقوله عن تلك الحدوتة، ما حدث رويته وعلى الباغي تدور الدوائر.

المختصر المفيد خلينا نستنى شهر، عريان سبع سنين مش حايتخانق مع الوزير على شهر.