هل تكون العراق سوقاً بديلاً للعمالة المصرية العائدة من الخليج؟
اقتصاد | مصراوى
الجمعة ٢ فبراير ٢٠١٨
قال عاملون في شركات إلحاق العمالة، إن دولة العراق مرشحة لاستيعاب جزء كبير من العمالة المصرية التي فقدت وظائفها في دول الخليج مؤخرا، وخاصة السعودية، التي تغلق الباب بشكل تدريجي أمام العمالة الوافدة لصالح مواطنيها.
كانت العراق واحدة من أهم الدول التي توفر فرص عمل للمصريين، قبل الغزو الأمريكي في 2003، ومع اتجاه السعودية نحو "سعودة" الوظائف وحظر كثير منها على الوافدين بما في ذلك المصريين، الذين يبلغ عددهم في المملكة نحو 3 ملايين شخص، فإن العراق قد تعود مجددا كملاذ للباحثين عن عمل.
لكن شعبة إلحاق العمالة بغرفة القاهرة التجارية، أصدرت بيانا يوم الأربعاء، تطالب فيه الشركات بالتمهل في تسفير العمالة للعراق، حتى يتم الانتهاء من الترتيبات اللازمة قبل تنفيذ أي عمليات توظيف.
وقال حمدي إمام، رئيس شعبة شركات إلحاق العمالة، في غرفة القاهرة التجارية، إن السوق العراقي من المتوقع أن يوفر فرص عمل أمام المصريين العائدين من الخليج، بدلا من عودتهم لمصر، كما أنه أيضا سيفتح الباب أمام المصريين في الداخل للحصول على وظائف.
وأضاف إمام أنه جار حاليا بحث السوق العراقي، لمعرفة فرص العمل المتاحة، وإمكانية بدء الشركات في إلحاق العمالة بها، بعد الترتيب مع الجهات الأمنية والخارجية المصرية.
"هناك ترتيبات حاليا مع وزارة الخارجية والجهات الأمنية، لإرسال وفد مصري إلى العراق بعد شهرين لمعرفة مايحتاجه السوق العراقي والبدء في تنفيذ عمليات التوظيف" بحسب ماقاله إمام لمصراوي.
وقال إمام إن العراق سوف تستوعب مايقرب من نصف العمالة المصرية التي تبحث عن فرص عمل بالخارج، في كل المجالات وخاصة "الزراعة والمقاولات".
ويتوقع ممثلو شركات إلحاق العمالة، أن تشهد الفترة المقبلة عودة الكثير من المصريين من دول الخليج، بعد ارتفاع تكلفة المعيشة، مع زيادة أسعار الوقود وضريبة القيمة المضافة، وفرض رسوم على العاملين الأجانب ومرافقيهم.
ويبلغ عدد المصريين في الخارج نحو 9.5 مليون مصري، منهم 6.2 مليون في الدول العربية، أغلبهم في السعودية والإمارات والأردن والكويت وقطر، بحسب تعداد السكان لعام 2017.
وتبلغ نسبة البطالة في مصر 11.9%، وهو ما يعني أن كثير من المصريين، خاصة الذين في عمر الشباب، يحتاجون للوظائف.
وكانت ليبيا واحدة من أهم الدول العربية التي توفر فرص عمل للمصريين، لكن كثير منهم عاد للبلاد بعد سقوط نظام القذافي.
وتستضيف دولة الكويت في الفترة من 12 إلى 14 فبراير الجاري، مؤتمر "إعادة إعمار العراق"، بمشاركة مالايقل عن ألف شركة ورجل أعمال، بحسب وكالة رويترز. ومن المقرر أن تشارك مصر في خطط إعادة الإعمار.
وقال محمود رجب نائب رئيس شعبة إلحاق العمالة في غرفة الجيزة، إن "إعادة إعمار العراق ستجعلها سوق خصب لتوفير عدد كبير من فرص العمل، خاصة أنها كانت تستوعب نحو 5 ملايين مصري قبل الغزو الأمريكي عام 2003".
وكان رئيس الوفد العراقي مهدي العلاق قال في مؤتمر صحفي بالكويت إن المبلغ الذي تحتاجه بلاده لإعادة الاعمار لا يقل عن 100 مليار دولار، لدعم القطاع السكني الذي تضرر على نحو كبير وقطاعات النفط والاتصالات والصناعات والخدمات الأساسية منها توفير الماء والصرف الصحي، بحسب وكالة رويترز.
وقال رجب إن العراق سوق كبير يتسع لكافة مجالات العمل خاصة بعدما يتم إعادة إعماره، متوقعا أن يكون للمصريين نصيب كبير فيه.