عمارة الإيموبيليا: مبنى قديم مليان حواديت في وسط البلد
منوعات | القاهرة 360
الثلاثاء ٦ فبراير ٢٠١٨
وسط زحمة الناس اللي رايحة شغلها، واللي ماشيين سرحانين، والبياعين، والعربيات اللي رايحة واللي جاية في وسط البلد، فيه عمارة تاريخها مجهول لناس كتيرة، برغم إنها كانت من أشهر العمارات زمان وسكن فيها فنانين كتير.. بنتكلم عن عمارة الإيموبيليا، اللي عمرها عشرات السنين، وواقفة شاهدة على التغيرات المهمة اللي حصلت للقاهرة.
تاريخ الإيموبيليا
العمارة موجودة على ناصية شارع شريف وقصر النيل في وسط البلد، وتم الانتهاء من بُناها سنة 1938 م. والعمارة عبارة عن برجين على شكل حرف U وكل برج 13 دور. كمان كل برج كان له 3 مداخل واحد “بريمو” للسكان و2 للخدم والحشم وكان اسمه “سكوندو”، وكل مدخل له 3 أسانسير و 3 سلالم طوارئ. واللي امتلك 50 % من العمارة هو أحمد باشا عبود من أغنى أغنياء مصر وكان رئيس النادي الأهلي، أما الباقي فكان من نصيب إسماعيل باشا صدقي وحسين باشا سري وألفونس ألفي وزهير جراني واليهودي الخواجة نصيري.
رحلتنا للتعرف على المبنى المهم ده بدأت من عالم الكتب، وبالتحديد من كتاب مهم وشيق هو “عمارة الإيموبيليا” اللي كتبه محمود المصري، واللي أشار فيه لتنوع سكان العمارة ما بين سياسين واقتصاديين وحتى يهود، زي الخواجة ريمون شملا صاحب محلات شاملة وسيلفادور شيكوريل، وتأسس بها مكتب لوكالة رويترز.
العمارة كمان عاش فيها فنانين كتير زي ليلى مراد وأنور وجدي ونجيب الريحاني، ده غير زيارات الملك المتكررة للعمارة واللي بيقال إنها كانت للفنانة كاميليا، لكن المعلومة دي غير موثقة حتى الآن، ولما اتأسست نقابة الصحفيين سنة 1941 خدوا دورين في العمارة وكان رئيسها في الوقت ده مصطفى القشاش.
حواديت إيموبيليا
حكى بواب العمارة عم عوض محمد حسن النوبي، اللي عمره فوق التمانين سنة لمؤلف الكتاب حكايات مهمة عن العمارة، وهننقلها لكم علشان تتعرفوا على تاريخ العمارة معانا.
بيمسك عم عوض كوباية الشاي وهو مبتسم للكاتب محمود المصري ويقول له :” عندك مثلًا أنور وجدي كان خلقه ضيق وعلى طول يتخانق على أتفه الأسباب زي لما غلايات المياة تنطفي أو بسبب عطل في الأسانسير، أما الستُ ليلى فكانت مهذبة جدًا، بس خسارة ماعندهاش حظ على طول كانت بتتخانق مع أنور وجدي في شقتهم داخل العمارة.
يًحكى كمان إن نجيب الريحاني كان بيقنع عبد الوهاب يسكن في العمارة دي وعبد الوهاب كان خايف لما يحصل قذف أيام الحرب يضربوا العمارة لحد ما نجيب الريحاني أقنعه أنه يسكن في الدور الثالث علشان لو العمارة اضربت يضربوا الأدوار اللي فوق الأول ويبقى الضرب بعيد عنه!
كمل عم عوض حكي وهو بيضحك:” أما عبد الوهاب فكان حكاية، كان يُخرج وهو حاطط منديل على بوقه علشان ما يعطينا بقشيش، ماتعرفش ليه البخل ده يا أخي! برضه أم كلثوم كانت بخيلة وما بتديناش بقشيش كبير.
“لكن أكثر حاجة مش ممكن ننساها لما فكري باشا وكان ساعتها رئيس تحرير مجلة المصور وعضو بمجلس النواب، وكان نظره ضعيف وبيلبس نضارة كعب كوبايا ومش بيشوف قدامه كويس، فكان الأسانسير العادي عطلان فحب يركب أسناسير البضاعة ما شفش أنه مش موجود وكان في إيده كيس مشمش كبير، فوقع منه، وأول ما رحنا نلحق ونوقف الأسناسير اللي كان في التاسع علشان ماينزلش عليه، قوم هو يزعق فينا بعد ما نفض هدومه، وفضل يقول لنا فين المشمش؟! أنزلوا هاتوا المشمش ولموه، وفضل يكتب في الجريدة بتاعه مقالات عن الإهمال في العمارة وجاب صحفيين يصوروا البئر اللي وقع فيه، وماوقفش كتابة لحد ما صاحب العمارة في الوقت ده فؤاد يونس رئيس مجلس إدارة شركة الشمس ومحمد الشواربي نائب رئيس مجلس الإدارة قدموا له أعتذارهم.
رحلة لعمارة الإيموبيليا
لما روحنا كفريق كايرو 360 لعمارة الإيموبيليا حسينا إن الزمن رجع بينا عشرات السنين، شوفنا في المبنى تاريخ مهم، بيحكي عن القاهرة لما كانت لوحة فنية، كل حجر فيها معمول بفن وصبر، المبنى يديك إحساس إن اللي صممه عمل ده بحب شديد، وخد باله من كل التفاصيل.
وإحنا داخلين مدخلها الرئيسي كنا حاسين إننا ممكن نقابل أنور وجدي، أو نسمع صوت ليلى مراد وهي بتغني، إحساس بعظمة مصر في فترة مهمة من تاريخها.
يمكن للأسف واجهة العمارة بان عليها الإهمال زي حاجات كتير في مصر، لكن العظمة لسة موجودة.