الأقباط متحدون | اعتذر لك يهوذا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٥٤ | الاربعاء ١١ مايو ٢٠١١ | ٣ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٩٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

اعتذر لك يهوذا

الاربعاء ١١ مايو ٢٠١١ - ١٣: ١٢ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: ماجدة سيدهم

عبر التاريخ المثخن بالجروح، وعبر الأرض التي باتت رقعة للرقص القبيح، وما بين الجمال واغتياله برزخ من الأحلام، ويهوذا اختفت وجوه وانطوت ملامح وتغيرت مقاييس وتبدلت شعوب، ومازلت أنت يهوذا فتيا عفيا عاشقًا للخيانة المذهلة، تتربع عرش الوقاحة إذ صرت علامة دهريه للنفور .

لكن في هذا أيضًا وعبر المشهد الساخر بشارعي الآن اعتذر منك فأنت لدي لست بهذا التشوه القميء، إذ قبلا كنت تخفى خطة التآمر وتغافلنا، تشعر في ضميرك أن ثمة جرم عظيم ترتكب- ثم تمضي حيث تدرك حجم فعلتك الخبيثة لتهيل الموت حيًا يقظًا هو اعتذارًا منك لجمال اغتيل وتتويجا للهالك فيك الآن .

الآن إليك أنت الذي لست "يهوذا" أشكرك وقد بت أكثر تبجحًا، وأكثر عريًا وضحالة صريحة، الآن وقد صرت بتلقائية مثل مخبول القبور المرتعد وبيتا رائعًا يليق بالأشباح المرتقبة كي تمرح العمق فيك متلوثة بقيئها- احترمك لأنك الآن أنت أكثر صدقا بل صادق جدًا، تمقت الكذب ولا تهادن حقيقة ما تضمر بل وتناضل ليعرفك العالم حق المعرفة، تبغضني وتثور جدًا أني يوما حملت بعض الذكريات الطيبة نحوك وقد فلحت، فليكن لك الآن ما تريد، لن أقاومك ولن أبغضك وأيضًا لن ارتعد أو أتنازل ولن اقبل، فقط اعترف جدًا انك أنت هو وليس غيرك.

لذا يا عزيزي المشوه - أشكرك إذ أتقنت دور البطولة لتشارك في خطة الإله، شكرًا فبعدم أمانتك ارتفع صوت الصليب إلى أقصى مداه وبتربصك المضني، اهتز عرش العلى، بعدائك المميت دفعت بقوة أرجاء التسبيح لتنطلق كنسر صارخ إلى فضاءات شهوة الترنم، شكرا إذ سارعت كي تمنح أحباءنا أكاليل السعادة، وراحت الجموع تسير الميادين والشوارع أمام عينيك والعالم كله،هل رأيتم قبلاً صليبًا مرفوعًا يزف في ميادين شارعي –أو مثل هذا الاحتشاد المهلل يعلن عن قوته ويقينه الذي لا يخزل- لذا لا تعودا إلى جحوركم ،لا تهرولوا إلى مخابئكم .

كم عظيم فكرك أيها السيد ابعد هو عن ارتفاعات الرؤية وكم مدهش هو رأيك إذ يتسع لأكثر من الامتدادات البعيدة – شكرًا مجددًا للمغيبين إذ كنتم أجدر منا في أن يصل إلى مسامعكم صوت تهليل الأغاني واضحًا مدويًا لا غش فيه – ليس ثمة موت ليس ثمة هدم فالكل يصير لمجد الاسم المهوب، لكن ما رأيكم ألان في أنكم فتيان عتاة لغرض إتمام القصد الإلهي وما تعليقكم بكلمات ترانيمنا،هل سمعتموها جيدًا، ما رأيكم في مشهد امتلاء الفضاء بآلاف الصلبان.
انتبهوا جيدًا ليس لأحد قوة إلا وسمح له من الأعلى ليتم العمل بأكمله، مرتفعًا الاسم العظيم على كل المسكوووونه وليس أخيرًا ..لك أنت الذي تتعرج في خطوك، تتعثر في دربك المعبد بالانحناءات الكثيرة، وتحت أي مسمى الست بفكرك المخرب تسعى بكل وحشية لتجهز مدمرًا عقل وإيمان شعب كثير مازال يقطن الفطنة والأرصفة والقرى النجوع البعيدة، هو يرفضك ولن يقبلك أكثر مني – فعبر عن رأيك وحلكتك وحدك، ثق لم تكن غلبة للموت يومًا، بينما هناك مازال الرب يلتقط أحباءه واحد تلو العشرة تلو الألف هل من يفهمني ..؟




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :