بقلم شريف منصور
هناك أية في القران الكريم تقول "قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ( 64 ) "
تفسير أبن كثير
هذا الخطاب يعم أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، ومن جرى مجراهم ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة ) والكلمة تطلق على الجملة المفيدة كما قال هاهنا . ثم وصفها بقوله: ( سواء بيننا وبينكم ) أي : عدل ونصف ، نستوي نحن وأنتم فيها . ثم فسرها بقوله: ( ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ) [ ص: 56 ] لا وثنا ، ولا صنما ، ولا صليبا ولا طاغوتا ، ولا نارا ، ولا شيئا بل نفرد العبادة لله وحده لا شريك له . وهذه دعوة جميع الرسل، قال الله تعالى: ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) [ الأنبياء: 25 ]. [ وقال تعالى ] ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) [ النحل: 36 ]

وبالبحث أن كان هناك أي مقالات تحمل نفس المعني الذي أردت أن اطرقه بيننا وبين السلفيون في مصر، وجدت مقالا بعنوان "تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم !"
بقلم د. حسناء عبد العزيز القـنيعـير منشورة بجريدة الرياض السعودية منذ 23 يوما من تاريخ كتابتي اليوم 10 مايو 2011لهذه المقال.
عندما استخدمت الكاتبة العنوان الذي اتخذته استشهادا بالآية،و في اعتقادي أنها اتخذت من هذه الآية بسبب عدواه السلفيين لمن يحتكم للعقل و الإنسانية و المنطق السليم من المسلمين كما يفعل المسيحيين و اليهود و وبهذا عرفوا في تفسير ابن كثير( من جري مجراهم) .
ولكن هل التفسير ينطبق علي السلفيين ايضا من وجهة أنهم مشركين لأنهم يفسرون القرآن و الحديث علي هواهم بطريقة تجعلهم يعتبرون من الخوارج علي صحيح الإسلام ؟
في الواقع أنا لم أجد أي فائدة في محاولتي لشرح للسلفيين ومن هم علي شاكلتهم أن المسيحيين و اليهود لا يشركون بالله و لا يعبدون بشر ولا يعبدون الصليب كما يزعم هؤلاء و كما عمم و زعم خطأ ابن كثير في تفسيره أيضا.
ولكن أن كان السلفيين لا يوجد لديهم أي مرجعية للاحتكام أو الاحترام لأي إنسان مهما بلغت درجة علمه أو أيمانه بسبب تعاليم مشايخهم و من يسمون أنفسهم بالأمراء، ولا وسيلة للخطاب غير العنف و القتل و الحرق و الخطف و التدمير. أليس بهذا يعتبرون أنهم من يسيء إلي الله بل هم من يصورون الله بصورة تتنافي مع صورة الله عز وجل ؟
آل سعود يخشون من الثورة في السعودية ويقمعونها لأنها تتعارض مع مُلك آل سعود !! فيحاربون السلفية علي أرضهم ؟ ويتهمونهم بالكفر و السلفية يتهمون آل سعود بالكفر . و آله الأعلام السعودي مثلها مثل آله الأعلام في كل بلد عربي . تأتمر بأمر الحاكم و تدوس علي الحقيقة بل تلويها و تلونها و تشكلها مستخدمة الدين بشتي الوسائل. ولا يغلبون في أيجاد تفسير يناسب الموقف الذي يريده الحاكم . آل سعود يكفرون السلفية في أرضهم لأنهم يطالبون بزوال حكم آل سعود و يضربون بهم الثورة في مصر لأنها تطالب بمحاكمة رجلهم الذي كان يغذي التيار السلفي الوهابي متسلما راية السلفية من شهيد السلفية السادات.
و آل سعود يمولون السلفية الوهابية في مصر لقتل ثورة مصر ضد استبداد الحكام العرب ؟ ويمولون السلفية الوهابيين في سوريا و كانت لهم اليد العليا في مقاومة ثورة اليمن عدوهم اللدود منذ ثورة الستينيات التي أطاحت بالبدر ربيب السعودية، السعودية أرسلت سلاح وعتاد وأموال لكي تحارب الجيش المصري عندما وقف مع الثورة بقيادة السلالال. وهي من أطاح بصدام حسين وحكمة بتمويل آلة الحرب الأمريكية. وهي من رفضت استقبال جثمان أسامة بن لادن من خلقته وربته علي نشر الإسلام بالإرهاب.
بعد كل هذا أحاول أن نصلَ إلي أصل "كلمة سواء". وهل هناك كلمة سواء بعد كل هذا ؟ فكلمة سواء أصبحت كلمة مطاطية جدا لدرجة أنها لم تعد تجدي. كلمة السواء بين العنيف الذي يملك المال و السلاح تعني لدي آل سعود و أذنابهم السلفيين هو أن يذعن كل من لا يتفق معهم علي كلمتهم وبهذا تكون هذه هي كلمة السواء. و تحولت إلي بنينا وبينكم كلمة سوء... ما حاجه ابن كثير لتفسير ما فسر بعد أن فسرها وقال الكلمة السواء تعني عدل ونصف، نستوي نحن وأنتم فيها. وكأنه وجد أن هذا يعطي للمظلوم حق فوق الظالم. فقوي الظالم وقال من ضمن "ولا صليبا". في حين أن عقلاء المسلمين يعرفون أن المسيحيين لا يعبدون الصليب بل هو رمز لهم و ألا فلماذا يضع المسلمون الهلال فوق الجوامع ؟ هل لأنهم يعبدون الهلال ؟ فمتي يمكن لمن هم بهذه العقلية يتأتى في يوم من الأيام أن يكون بيننا وبينهم كلمة سواء وليس كلمة سوء منهم في حقنا.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :