الأقباط متحدون - بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم
  • ١٨:٤٧
  • الخميس , ٨ فبراير ٢٠١٨
English version

بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم

سامية عياد

مع الكرازة

٠٤: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ٨ فبراير ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
8/2/2018
عرض/ سامية عياد
فى فترات التجارب والآلام على مر العصور نادى الكثيرين الرب أن يخرج عن صمته ليخلصهم من الشرير ، صمت الله عن الكلام لا يعنى صمته عن العمل ، الله فى سكوته يعمل بقوة عجيبة ، صمته له قصد إلهى عجيب .. 
 
نيافة الأنبا يوسف أسقف تكساس فى مقاله "يسكت فى محبته" وضح لنا أن حكمة يسوع من صمته أن يعلمنا كيف نتواصل مع حضور الله الصامت ، وهذه هى إحدى مراحل الحياة الروحية التى جازها النساك والمتعبدون ووصفوها بكونها أغنى المراحل الروحية التى اتحدت فيها أرواحهم بالله وفى صمت الاتحاد وحده تلقوا منه كل النعم والأنوار :"لأنه هكذا قال لى الرب إنى أهدأ وأنظر فى مسكنى كالحر الصافى على البقل ، كغيم الندى فى حر الحصاد" لقد انعكس سكون الله على أرواحهم فسكنت وصار فيها هدوء عظيم كالحر الصافى وكغيم الندى. 
 
لقد عرفت العذراء أن تتواصل مع ابنها الصامت فقد اتحد وجدانها بوجدانه فلم يعد للكلمات احتياج ، لقد كانت نظرة واحدة منه كافية لتعرف العذراء مشيئته ، ولا يستطيع الإنسان أن يتواصل مع حضور الله الصامت ما لم يصمت ويهدأ ، لذا حثنا الوحى الإلهى قائلا :"بالرجوع والسكون تخلصون ، بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم" ، أن الله فى صمته يعمل بقوة حينما مات يسوع ووضع فى القبر كان صامتا عن الكلام بينما كان يعمل بقوة مناديا للذين فى الجحيم بالعتق والحرية ، لقد رأى البعض سكوت الله أمر محير فنجد توسل دواد الى الله قائلا: "اللهم لا تصمت لا تسكت ولا تهدأ يا الله" وأيضا "يا إله تسبيحى لا تسكت" ، بينما رأى البعض الآخر أن صمت الله للخير فنجد صفيا النبى تغنى به قائلا:".. لا تخافى يا صهيون ، لا ترنخ يداك ، الرب إلهك فى وسطك جبار يخلص يبتهج بك فرحا يسكت فى محبته يبتهج بك بترنم".
 
ليتنا نتعلم السكوت والهدوء من إلهنا الحبيب فى كلامنا وحواسنا وأفكارنا ومشاعرنا ، ليتنا نفهم قصد الله من سكوته وصمته ..