حقاً فوضى2-2
د. مينا ملاك عازر
١٦:
٠٩
م +02:00 EET
الخميس ٨ فبراير ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
نستكمل اليوم ما بدأناه المقال السابق بخصوص مجالات تعرضت لفوضى عارمة، وعلينا رصدها للدفاع ولتأييد الرئيس أمام من هاجموا خطابه ولتوضيح مقصود الرئيس من الفوضى التي تعانيها البلاد مما يجعل العباد يعانون للأسف.
في مجال التشريع، فأكم من قوانين بها عوار دستوري، وهناك قوانين حكمت المحكمة الدستورية بعدم دستورية بعض موادها، وللأسف لم يحرك أحد ساكناً وكأنهم يقصدوا ذلك العوار الدستوري ويفرحون به وينشدونه، كما أن البرلمان يرفض تنفيذ حكم محكمة النقض بأسقاط عضوية أحمد مرتضى منصور، وتصعيد الدكتور عمرو الشبكي في مخالفة دستورية لا يحاسب أحد البرلمان عليها، في ما يعد فوضى من البرلمان ومن الأجهزة الرقابية، بل أن البرلمان نفسه يعيش حالة فوضى كبرى بسبب ما يجري داخله من تأخر إصدار القوانين، وإصداره قوانين بالمخالفة لرغبة الحكومة، وارجع لحالة قانون المجتمع المدني، ومسألة تأخر قانون الاستثمار أكبر دليل على التراخي في الإصلاح الاقتصادي والفوضى التشريعية التي يعشيها المستثمر في مصر، حتى أن إصداره تأخر ثلاث سنوات، وتأخرت بعدها إصدار لائحته أشهر طوال، ما يعني أنها حقاً فوضى يا سادة، ولنكتفي بهذا القدر مرة أخرى في الفوضة القانونية والتشريعية التي تعيشها البلاد، لا حد لها حتى أن قانون السلطة القضائية نفسه به عوار دستوري، وشق صف القضاة، وذلك لتنفيذ فوضى دستورية أكبر تشريعياً بالموافقة على اتفاقية ترسيم حدود بين مصر والسعودية هي الفوضى بعينها إذ تجعل مصر وبغير سند دستوري ولا تاريخي ولا جغرافي مقبول تتنازل عن جزيرتين للشقيقة السعودية.
أما المجال الرياضي فصحيح ثمة إنجاز لقانون الرياضة، ولكن هذا القانون يبدو أنه سمح للأندية الرياضية بما لم يسمح به قانون المنظمات الحقوقية، إذ لدينا نادي مثل النادي الأهلي يأخذ تبرعات خارجية من رجال أعمال وأمراء عرب تدفع في صفقات شراء لاعبي كرة قدم، في حين أن قانون المجتمع المدني يضيق تضييق يكاد يصل للمنع لتبرعات خارجية ومعونات حقوقية تقدم لنواحي العمل الخدمي والمدني، وهذا في حد ذاته فوضى كما ترون.
يا سادة صدقوا الرئيس، ولا تنزعجوا منه، فهي حقا فوضى، فحين ترتع التكاتك في أرض الوطن دون ضابط قانوني ولا تنظيم ولا ترخيص وتستخدم للسرقة والقتل والاغتصاب، وحين يسير الإرهابي في أرض مصر آمناً لأكثر من ثلث ساعة دون أن يجد شرطي يوقفه، ويتنقل بين ربوع الوطن في سويعات قلائل ينفذ العديد من العمليات فهي حقاً فوضى، وحين لا يتاح للكنائس البناء وتعيش قرى بدون كنائس لإرضاء السلفيين، وتبنى كنيسة كبرى بالصحراء ليلتقط بها صور قداس العيد، فهي حقاً فوضى، الفوضى تسير على قدميها، وتحكم البلد، وللرئيس كل الحق في أن يقول أننا نعيش فيها، وعلينا أن نوقفها ونحاسب كل من يتسبب فيها، وكل من يتساهل في إخفاء المعلومات عن الشعب والهروب من محاسبته، بل علينا أن نفهم تلك الفوضى التي تسببت في اعتقال أحد المرشحين لانتخابات الرئاسة من جهات غير معلومة، يدعي أنه تابع لها، مع أنه اسمه موجود في كشوفات الناخبين منذ حوالي الأربع سنوات، وهذا إلى جانب ما مُرِس على مرشح آخر حتى أنه تنحى عن انتوائه الترشيح ثم عدنا لنبحث عن مرشحين مشكوك في قدراتهم وأحقيتهم للترشيح لسد خانة ولتزيين تورتة من الفوضى، الارتجال الفوضوي ما أدى لضغط أحد الأجهزة على رجلها القديم، فرفض حزبه فلجأ جهاز آخر لرجله القديم ليترشح وقبول أوراقه، والفوضى هنا في أن يقبل أوراقه بعد إغلاق باب الكشف الطبي بيوم كامل، ألا تتفقوا مع الرئيس أن ما يجري فوضى.
المختصر المفيد صدقت يا ريس هي فوضى.