أشهر المراسلين الحربيين بالمنطقة: الكل خاسر في الحرب الأهلية.. وكنت محظوظ

"ميور": الجيش الإسرائيلي حاصر عاصمة عربية.. والعرب صمتوا وتظاهر الإسرائيليون

كتب - نعيم يوسف
مخيم تل زعتر
قال الكاتب الصحفي "جيم ميور"، أشهر مراسلي الحرب اللبنانية، وانتفاضة الأكراد ضد صدام حسين، وتغطية الأحداث في عدة بلدان أخرى مثل مصر والجزائر، إنه كان يقوم بعمله مثل "المجنون"، لافتا إلى أن معركة "مخيم تل زعتر" في لبنان أثرت فيه كثيرا لأنها أول مجزرة يراها.

مخيم دون حماية
وأضاف "ميور" في لقاء مع برنامج "المشهد" المذاع على "بي بي سي عربية"، اليوم الجمعة، أنه لم يكن هناك حماية للمخيم، لافتا إلى أنه دخل مع أحد الشباب، وقال له فيما بعد إنه قتل 60 شخصا، موضحا أن ضابطين من القوات السورية كانا في غرفة عمليات القوات التي نفذت العملية.

وشدد المراسل الحربي، أن الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون في هذا المخيم، كانوا يطلقون على اللبنانيين المسيحيين على أنهم إسرائيليين، لافتا إلى أن هذه المعركة كانت مجزرة كبيرة.

الاجتياح الإسرائيلي
أما عن الاجتياح الإسرائيلي للبنان، فقد قال إنه حضر إلى بيروت الغربية وقت الحصار، وكانت مشاهد فظيعة ولأول مرة في المنطقة كان الجيش الإسرائيلي يحاصر عاصمة عربية، وكان العرب صامتون، ولا يوجد مظاهرات رافضة لحصار بيروت إلا في إسرائيل!

أوضاع صعبة
ولفت إلى أن الأوضاع كانت صعبة جدًا ولم يكن لديهم مياة، وكان هناك حصار شديد، حيث كان الإسرائيليون يفتشون السيارات، ويرفضون دخول المواد الغذائية، وغيرها، مؤكدًا أنه كان هناك تجويع للناس، والمياة كانوا يشربونها من آبار غير نظيفة.

الجميع خاسرون
وأوضح أنه من الصعب عليه أن يخبر أولاده بما رآه، لافتا إلى أنه في مرة سأل ابنه: هل تريد أن تصبح صحيفا مثلي؟؟ فرفض، لأنه رأى حياته وصعوبتها، مؤكدا أنه نجا من الموت وكان محظوظًا.

وشدد على أنه في الحرب الأهلية الكل خاسر، حتى لو تصوروا إمكانية الانتصار عن طريق تحالفات خارجية، موضحا أن العالم العربي معظمه الأن يخوض حروبًا أهلية.

مراسل في عدد من البلدان
الجدير بالذكر أن "ميور" كان أول المراسلين الذين دخلوا مخيّم تلّ الزعتر للّاجئين الفلسطينيين عند سقوطه في العام 1976، وأول من نقل الأحداث ومواجهة الإخوان المسلمين في سوريا في بداية الثمانينات. كذلك أخبار اللاجئين الأكراد العالقين على الحدود، خلال انتفاضتهم على الرئيس صدّام حسين عام 1991، كما شهد على الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وعلى مغادرة الفلسطينيين ومجازر صبرا وشاتيلا. عمل أيضاً في مصر في التسعينات خلال المواجهة بين السلطة والإرهابيين، وفي إيران خلال ولاية الرئيس محمد خاتمي، وفي أفغانستان والعراق.