الأقباط متحدون | ألا تخجلون !؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٠١ | الخميس ١٢ مايو ٢٠١١ | ٤ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٩١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ألا تخجلون !؟

الخميس ١٢ مايو ٢٠١١ - ٥١: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: عزمي إبراهيم
كتبت في مقال سابق أن السلفيون.يعلكون قشور الدين، ويتمسكون بسطحيات الدين، ويدَّعون الإلتزام بالدين، ويفرِّقون الملايين المواطنين، ويحاربون الآخرين الذين هم من غير الدين، بل حتى الذين هم من نفس الدين. إنهم لا يعملون ولا ينتجون ولا يزرعون ولا يصنعون ولا يخترعون ولا يبدعون. كتبت هذا ولكني الآن أقر وأعترف أني قد أخطأت في آخر كلمتين بالفقرة السابقة، فالسلفيون حقاً قد ابتدعوا واخترعوا. لقد ابتدعوا لنا مجالا جديدا لنوال ما نشاء بحق أو بغير حق، واخترعوا لنا الوسيلة التي نحقق بها الوصول إلى هذا الذي نشاء حلالا أو حراما. لقد ابتدعوا اختراعاً رائعاً أقترح أن نستعمله جميعاً، نحن أبناء مصر، وربما يعجب أبناء الدول الأخرى فيستوردوه ويطبِّقوه ويكون الفضل فيه للسلفيين الذين عصروا أذهانهم وأمخاخهم وابتدعوه.


فلنتجَمَع ولنتظاهر من أجل أي سبب، مناسب أو غر مناسب، أو نفتعل سبباً أو حتى بغير سبب. ولنعلن ولاءنا لدولة أجنبية تمَوِّلنا وتملأ أيدينا وجيوبنا بالآف بل ملايين الدينارات لنصرف منها على أنفسنا وعائلاتنا ودعوتنا. دعوة تباركها تلك الدولة. فليس علينا عندئذ أن نعمل أو ننتج أو نزرع أو نصنع أو نتعب أو نعرق. بل ولا حتى أن نبدع أو نخترع فقد ابتدعوا واخترعوا لنا ما يفسح الطريق لدعوتنا ويضمن لنا مطالبنا، أو بالأصح دعوة ومطالب تلك الدولة الأجنبية التي لها ولاؤنا والمتكفلة بمعيشتنا ومعاشنا وجيوبنا وحساباتنا بالبنوك، في حياتنا وبعد مماتنا أدام الله بقاءها.


إني أسأل السلفيين وقياداتهم في مصر، هل يحق رفع علم مصر في مظاهرة مواطنين سعوديين لشأنٍ سعودي على أرضٍ سعودية؟ هل يحق رفع علم انجترا في مظاهرة مواطنين أمريكيين لشأن أمريكي على أرض أمريكية؟ هل يحق رفع علم لبنان في مظاهرة مواطنين إيرانيين لشأن إيراني على أرض إيرانية؟. ما هذا العبث والهوس والفوضى وعدم الولاء الوطني؟. إنه لإهدار لأمتنا وامتهان لمصر والمصريين. فإن كنتم تقيِّمون وتقدِّرون بلداً أجنبية أعز على قلوبكم من مصر فكفونا شرَّكم وارحلوا إليها غير مأسوف عليكم!! فأبناء مصر الأشراف الأحرار المخلصين لا يرضوا بغير مصر ولا بغير علم مصر بديلا.


وأعجب لموقف جيش مصر الموقر وهو حاكم البلاد في وقتنا أن لم يعتقل ويحاكم المسئولين عن رفع العلم السعودي في مظاهرات السلفيين على أرض الوطن. إن العلم رمز الدولة، ورفعه يمثـِّل إعزازَ المواطن لدولته. يحمله الجندي وهو يحارب في سبيلها، ويحمله وهو جريح ينزف ويحتضنه حين يموت فداءًا عنها، ويُلـَفُّ به جسد الشهيد إكراماً لولائه لها ودلالة على تقديرها لتضحيته بحياته في سبيلها. وقادة الجيش ورجاله الأبطال حماة الوطن والمواطنين أول وأحق من يعرف هذا.
ومع احترامي لجميع دول الشرق، كيف يقارن السلفيون مصر بأية دولة من دول الشرق؟ مصر بحضارتها التي لا توازيها حضارة في العالم أجمع وعلى مدى التاريخ بطوله وعرضه. وبحضارة نهضتها الحديثة في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين حين كانت سيدة الشرق جميعاً وحاملة شعلة الثقافة والتحضر الاجتماعي والاقتصادي والصناعي والأدبي فكانت في مجالات العلم والتعليم والفن والدين منارة لكل دول وأبناء الشرق بلا استثناء. إنه لجهل من السلفيين المصريين وخيانة لا تغتفر. لعن الله البترول، ولعن الله أمواله فقد بثت فساداً في ثنايا وأنحاء ودروب مجتمعات الشرق جميعا.


إن لم تتذكروا يا سلفيي مصر... اقرأوا واستوعبوا واعدلوا. وليكن عندكم بعض الولاء والوطنية لمصر أمّكم الطيبة الأصيلة بجميع أبنائها وطوائفها فكلهم مواطنون. لقد أثبتم بأعمالكم الهمجية والإجرامية والغير دينية والغير قانونية والغير وطنية ودعواتكم المغرضة ومظاهراتكم الفوضوية وخاصة رفع علم دولة أجنبية على أرض مصر العتيقة الطاهرة أن مصر ليست في قلوبكم وأن قلوبكم ليست في مصر بل في بلاد أجنبية ولأسباب مشبوهة. لقد أثبتم بتصرفاتكم الهوجاء بدون لـَبس أو شكِ أنكم مجرد أصابع سوداء ملوثة أو حمراء دامية تعيث في أرض مصر فساداً. وأنكم مجرد أفواه وأصابع من دفعكم أو بالأصح من دفع لكم... لا فرق بينكم وبين المرتزقة المأجورين. لا أستبعد أن لو دفعت لكم إسرائيل أكثر مما تدفع السعودية أن ترفعوا علم اسرائيل في مصر بلا تردد أو خجل، فمن يبيع وطنه مرة يبيعه مرات، ومن يبيع وطنه بدولار أو دينار يبيعه بفلس.
إن أعمالكم في مصر، خاصة بعد أن سالت الدماء النقية الشريفة، دماء الشباب الحر في ميدان التحرير تحريراً لها تحت عَلـَمها الغالي، لـَوصمة في جبينكم.. أن أعمالكم خليط من الحماقة والجاسوسية. بل إنها خيانة لمصر. خيانة لو أتت من غير أبنائها لكانت جريمة، ولو أتت من أبنائها فهي خيانة عظمى!!
اتقوا الله في سلامة وكرامة مصر!
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :