الأقباط متحدون | إنقاذ مصر وبروفات الحرب الأهلية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٣٥ | الخميس ١٢ مايو ٢٠١١ | ٤ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٩١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

إنقاذ مصر وبروفات الحرب الأهلية

الخميس ١٢ مايو ٢٠١١ - ١٠: ١١ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: القمص أثناسيوس ﭽورﭺ
إن الله ينقذ بلُطفه وعنايته بلادنا العزيزة والمباركة من كل حريق وأزمة٬ لأن العلاقة بيننا كمصريين صارت للأسف ملتبسة ويسودها التربُّص والغوغائية وسوء النية٬ وأصبحت الرغبة في الانتقام والتشفِّي جاهزة بلا سبب أو بتلفيق الأسباب٬ والأحداث الجارية هي عبارة عن بروفات للحرب الأهلية٬ ولا علاج لها إلا بالتشخيص المتعقل البعيد عن التهوين والتهويل.
 

من غير المعقول أن تسود مجتمعنا ثقافة الاعتداءات والتهديد والهجمات والذرائع والإشاعات حتى أصبح الوطن الذي يجمعنا منذ آلاف السنين ويبدو أنه قد ضاق بنا٬ بحيث أنه في كل شهر تحدث بروفة لحرب أهلية٬ ففي شهر يناير تم تفجير كنيسة القديسين بالأسكندرية٬ وفي شهر فبراير تم تفجير كنيسة رفح بالعريش٬ وفي شهر مارس تم هدم وحرق كنيسة أطفيح٬ وفي شهر أبريل اعتداءات المنيا وأبو قرقاص٬ وفي شهر مايو تم حرق كنائس إمبابة وسط استشهاد عشرات الأبرياء الأقباط وتدنيس مقدساتهم واستباحة ممتلكاتهم٬ وتأتي هذه الأحداث جميعها في سياق واحد بلغ ذروته في محاصرة الكاتدرائية والكنائس والتعدِّي على حرمتها ورموزها.
 

وحادث إمبابة ليس حلقة منفصلة عن مذبحة أطفيح والمقطم وما سبقهما من مذابح٬ وليس منفصلاً عن إقامة الحدود ورفض مجرد تعيين محافظ قبطي٬ والفاعل في هذه الأحداث واحد يحرِّض ويموِّل وينفذ... وجميعها يرتكبها التلفيون الذين يُتلفون الحياة٬ يرتكبها الفلسيون الذين يُفلسون الوطن في جرائم مكتملة الأركان٬ وقد رأُينا ألسنة اللهب تتصاعد والكتب المقدسة وأدوات العبادة وهي تُحرق٬ بل وقتلوا كثيرين وألقوا بهم في النيران حتى تفحمت أجسادهم٬ وتفحمت جدران الكنيسة وصارت على ما هي عليه شاهدة على ظلم الإنسان لأخيه الإنسان. إننا حقًا أمّة في خطر ونحتاج إلى أزمنة مناعة من أجل إنقاذ بلادنا من خفافيش الظلام الذين ينشرون فيها الكُره الأسود والرماد والخراب.


العلاج ليس في ترويض الشعور الارتيابي عند الأقباط وليس في الحلول التقليدية٬ لكنه في استخدام ترسانة القوانين الموجودة بالفعل٬ والتي لا بُد لها أن تُفعَّل الآن لأنه إذا لم تُفعَّل الآن فمتى إذن ستُفعَّل؟! وطبعًا بعيدًا عن التوازنات والتسييس والتسويف... لأن ترك الأمر للزمن طلبًا للعافية وإيثارًا للسلامة٬ ووضع الأمور في مطبخ الوقت سيحرق الوطن كله لا قدَّر الله.
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :