الأقباط متحدون | حقيقة علاقة الحضارة الدينية بين "مصر" و"ليبيا"
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٤٨ | الخميس ١٢ مايو ٢٠١١ | ٤ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٩١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

حقيقة علاقة الحضارة الدينية بين "مصر" و"ليبيا"

الخميس ١٢ مايو ٢٠١١ - ٥٦: ٠٤ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

كتبت: ميرفت عياد
يعتبر كثير من الباحثين أن كلًا من أرض "مصر" و"ليبيا" امتداد طبيعي لبعضهما البعض، حيث لا توجد أي حواجز طبيعية، ولهذا أطلق العديد من علماء الجغرافيا اسم الصحراء الليبية على كل من صحراء "مصر" و"ليبيا" معًا، وقد أدى هذا التواصل الجغرافي الطبيعي إلى نوع من التواصل الثقافي والحضاري.

مار مرقس مؤسس الكنيسة الليبية
وعن علاقة الحضارة الدينية بين "مصر" و"ليبيا" خلال العصر المسيحي الأول وأثرها على العقيدة المسيحية، قال الدكتور "لؤي محمود سعيد"- مدير إدارة الآثار القبطية: "إن غالبية الدراسات أكَّدت على أن القديس "مرقس" الرسول وُلد في "ليبيا"، على الرغم من أن والديه عاشا بصعيد "مصر"، وعلى الرغم من أنه لم يكن من تلاميذ السيد المسيح الإثني عشر، إلا أن بيته كان يعد أول كنيسة مسيحية أكل فيها التلاميذ الفصح، واختبأوا فيها بعد صلب السيد المسيح، وحل عليهم الروح القدس في هذا البيت؛ لهذا يُعد القديس "مرقس" من السبعين رسولًا الذين قاموا بالتبشير بالمسيحية في أنحاء العالم القديم، وكانت "ليبيا" هي أولى محطات تبشيره التي بدأ بها أعمال كرازته في أفريقيا، ولهذا يُعد مرقس هو مؤسس الكنيسة الليبية التي ارتحل إليها عدة مرات".

التواصل البشري والعقائدي
وأشار "سعيد" إلى أن القديس "مرقس" اصطحب معه إلى "ليبيا" العديد من المسيحيين المصريين ليعاونوه في خدمته التبشيرية بالمدن الخمس الغربية، وبسبب هذا التواجد المتكرر للقديس "مرقس" في مصر وليبيا، وبسبب التواصل البشري والعقائدي؛ فقد تمتع البلدان بوحدة دينية واحدة تحت رئاسة مرقس وخلفائه، حيث جرى تبادل مستمر للكهنة بين البلدين، وتمتعا بطقوس كنسية واحدة، وبهذا بدأت المسيحية بالانتشار التدريجي داخل الصحراء الليبية حتى جاء منتصف القرن السادس الميلادي فتحول جميع سكان الواحات إلى المسيحية بسبب الحملات التي أرسلها إليها الإمبراطور "جستنيان".

الإسكندرية ثقل حضاري وثقافي

تعد "الإسكندرية" أهم محطات كرازة مار مرقس الرسول وتبشيره بالمسيحية، وقد علل د. "سعيد" هذا بأن "الإسكندرية" هي العاصمة الإدارية والثقافية لمصر التي كانت تستقبل معظم أبناء الطبقات الأرستقراطية لتلقي تعليمهم، كما كانت المركز التجاري العالمي الذي يضم خليطًا معقدًا للغاية من العقائد والفلسفات اليونانية والعلوم والثقافات المختلفة، لهذا كان التبشير في هذه المدينة يمثِّل تحديًا كبيرًا لهذا الدين الجديد الذي انتشر في "الإسكندرية" بصورة كبيرة، ومنها إلى أرجاء العالم القديم، لما تمثله "الإسكندرية" من ثقل حضاري وثقافي في ذلك الوقت.

مار "مرقس" كاروز مصر وليبيا معًا
وأوضح "سعيد" أن القديس "مرقس" الرسول يمثل تجسيدًا لذلك التواصل الحضاري العربي، حيث تعدَّدت روافد ثقافته وإيمانه ما بين "فلسطين" و"ليبيا"، ثم قام بكرازة الإنجيل في كل من "مصر" و"ليبيا"، وبهذا صار مار مرقس كاروز "مصر وليبيا" معًا، وبسببه أقرَّت كنيسة الإسكندرية في مجمع نيقية المسكوني الذي عقد عام 325 ميلادية تبعية المدن الخمس الغربية لكنيسة "الإسكندرية"، كما أن آثار مار مرقس في "ليبيا" يدل عليها العديد من الاكتشافات الأثرية في منطقة الجبل الأخضر الذي يعد المقر التبشيري للقديس "مرقس".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :