الأقباط متحدون | من خالد سعيد لبن لادن!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:١٣ | الجمعة ١٣ مايو ٢٠١١ | ٥ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٩٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

من خالد سعيد لبن لادن!

الجمعة ١٣ مايو ٢٠١١ - ٢١: ٠٢ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: ماجدة سيدهم
** مابين الصرختين -من التحرير إلى إمبابة– معبر من الانكفاءات المتقنة، في وطن العشوائيات الأمور تسير وفق جدولة غياب المسؤولية ودعم المبارزات الدنيئة، والآن وقد بات المشهد منحسرًا على قمة الأزمة ليمرح مابين الصفعتين -صفعة الاستفاقة فى التحرير إلى صفعة الإغماءة في إمبابة.

** ما بين كلنا "خالد سعيد" إلى كلنا "بن لادن" مساحة من التناقضات في حجم الذهول، مساحة من التقيؤ في قامة الاشتعال هي ثروة الأحلام المخذولة، وعلى رصيف التعب والقمامة تتآكل الصحف والوجوه أيضًا لفرط البصق الصادق عليها، بينما تتصدر النكات أبرز العناوين للاختصار المحتمل، وماذا أيضًا عن خيبات اليوم؟

** لم تكن ثورة - بل مظاهرة شبابية شديدة الجمال مادام عمرها غير الأيام الثلاث الأولى، وأمام هول المفاجأة ولفرط ما تعانيه حكومتنا من فقر أخلاقي وضحالة إنسانية لم تطل وحتى الآن بأية مبادرة ناضجة حاسمة لاحتواء أو مواجهة قوة المشهد وتصاعده الخطير، لنشاهد تباعًا انطلاق بأس كل الأفاعي القزمة وثعالب الفكر المتردي، هو نتاج سلفية الفكر السياسي الذي طيلة أعوام كثيرة مارس بدوره كل طرق التخريب والتدمير لقوى الشعب نفسيًا وتعليميا وثقافيًا وصحيًا و..

** اختلط الأمر، ولأننا نمتلك سمات الشعوب المراهقة شديدة التحول والاندفاع بين أقصى الاتجاهين نظرًا لتفشي الجهل والأمية الثقافية والإنسانية والسياسية، فلنعترف إذًا أننا غير مؤهلين لممارسة أية ديمقراطية بها هتفنا ونزفنا، بينما في حقيقة الأمر مع أول اختبار لقبول الاختلاف انقسم الشارع إلى قائمتين - العظمى وهي شديدة النصوع، والأخرى حالكة القتامة حيث مرصع أنت بالخيانة لمجرد الاختلاف - لذا ليس عيبًا أن نعترف كم نحتاج لإعادة تربيتنا على محمل إنساني متحضر وعلمي متطور وثقافي راقي بعد أن تعرى فشل ما تلقينا وتعلمنا..
ولأن التغير أصاب الشخوص فقط بينما ظل الفكر العقيم على حاله راسخًا، ما أدى إلى عزوف حكماء ورموز الوطن الشرفاء وكل صاحب فكر ورؤيا مستنيرة عن الساحة، ما شكل هذا أيضًا دعمًا لثقافة العنف والاتجاه السلفي، الذي لم يتجاوز حدود الحوارات الكرتونية..!

** في الوقت التي كثف الإعلام من متابعة كل تفاصيل محاسبة الرئيس السابق، وما تردد عن تهيئة وتجهيز السجن لاستقباله، راحت تتضاءل تفاصيل المتابعة الخبرية عن محاكمة لصوص مصر الكرام، والانشغال بإعادة البناء - ولخشية ترقب الأحداث زج بقوى الشعب في الانغماس المنهك لتضخيم قضايا طائفية، ربما ربحًا لمزيد من الوقت وإيجاد المخرج بعيدًا عن متابعة الشعب لقضايا الفساد الكبرى، فمحاكمة الرئيس السابق ليست أكثر من اللعب مع الوقت فهو يمثل رمزًا مصريًا لا يستهان به، حتى ولو بدا المسئول الأول لما نحن عليه الآن - فضلًا عن المرحلة العمرية وما يعانيه من ظروف صحية حرجة، فسيد الموقف هنا هو عنصر الوقت، والسؤال: هل نحن على قدر مسؤولية احتواء أزمة ما قد تحدث اثر إعلان نبأ وفاة الرئيس السابق..؟!

** مرحبًا.. بات لأقباط الوطن ملف مثل سائر الملفات المشبوهة -تجارة الأسلحة، المخدرات، القضايا الدولية والسياسية وربما القضايا الأخلاقية وما شابه..! ولكم تتخيلون مصر بلا أقباطها وما ينسب لهم من معابد ومدارس وتراث وتاريخ وعلاقات و...حياة – بينما في ذروة ما نغط فيه من مشكلات مريعة تطفح السطحية ذروتها حول قضايا ما تسمى بالكاميليا، وما تلاها من سذاجة الادعاءات وإتقان الاستغباء بتحويل الكنائس والأديرة إلى ثكنات عسكرية، فليس من غضاضة أو ضرر في اختيار أحدهم حرًا ما يعتقد، وليس للكنيسة السلطة طالما صار الأمر ضمن الحرية الشخصية، لكن يعد فشلًا صائبًا للمجلس العسكري في استمراء حالة الهوس الديني دونما تقويض هدفًا لمزيد من الاشتعال - بينما يتمثل الفشل الأكبر في عدم احترام عقلية المواطن البسيط الذي بفطرته يدرك ويحلل ويتوقع جل الحدث - فكل ما يـُصرح به حتى الآن مثيرًا للتساؤل والغضب والخيبة - فهل يكمن هذا التأرجح في التواطؤ لتغطية فساد أكبر. أم هو لمزيد من الضغط لصالح الإخوان..؟

** في ظل ما نعانى الآن من غيبوبة وكارثة فاقت حد أنها مرحلة انتقالية – راح الكثيرون من ضعاف النفوس يلعبون بدهاء لعبة التأهيل للمرحلة القادمة، من تزوير واختراقات وتجاوزات قانونية حتى متى استقرت الأوضاع ظهرت علينا فئة جديدة في المجتمع حتمًا ستكون الأسوأ..

** يبقى أشد الأسف في هذا الإفراز الهزيل والمستهلك لمن هم بصدد ترشيحات الرئاسة المقبلة، ونسأل: أحقًا هذا نتاج تاريخ وطن بحجم مصر..؟، أين الوجوه الواثقة الجديدة، أين الفكر والحضور والوعي والخبرة والحنكة السياسية و...و..، أين الأقباط، أين المرأة، أين من يحترم ويقنع عقولنا ولا يجعلنا نحتار في من نختار، فالجميع الآن محل علامة صمت وتعجب..!

** رغم أن ما آلت إليه أوضاعنا إلى ذروة الخطورة ما جعل مصر أمام العالم في مأزق حرج، ورحنا بدورنا نعد قصائد الرثاء، رغم أن من يخططون ويبددون ويكذبون ويشرعون بالعودة بنا إلى ما قبل النورهم الأخطر- يبقى بمصر أمناء ودماء حارة حاضرة ترفض ثقافة الجلباب واللحى والعودة إلى الوراء.

** سؤال.. أين شباب 25 يناير من كل هذا المشهد المريع...؟ ألا يكفينا من خيبات أودت بنا للانكفاء السريع، ألم يحن الوقت لنستفيق من جهل تفشي وفراغ اتسع ودجل تألق حتى باتت الشوارع تتربص لحريق يرتفع هنا وشعائر تصعد هناك -ألا يستحق الأمر أن نسال أين فينا "خالد سعيد" الذي معه نزفت دماء لنصبح الآن كلنا "بن لادن" وأيضًا سالت معه الدماء.. ماذا نريد بعد ذلك إذا..؟ لك أن تطرح عزيزي القارئ المزيد من الخيبات فالساحة تتسع -أما إن وقعت في ذات الحيرة فمزق كل ما قرأت وليذهب الوطن إلى الجحيم حينها سنترجى أن نستعمر ونعود نحلم كيف يكون الاستقلال..! لم ولن ينته بعد...




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :