بقلم: مايكل مجدي

أتقدم حديثي هذا باعتذار لكل صاحب رأى وفكر مسيحي كان أو مسلم، لكل من قرر بكل إرادته وفكره دون ضغط أو تهديد من أحد ودون مساومة أو قمع من آخر، لكل من درس وبحث وسأل عن الله، لكل شخص أمين مع نفسه رفض السير مع القطيع دون تفكير، ولكل من قال لا عندما قال الجميع نعم ، لكل شخص حقيقي وصريح، لكل إنسان جريء يرضى الله ولا يجامل الناس لكل شجاع يخشى الخالق دون المخلوق، اعتذر.

اعتذر بغض النظر عن معتقدي وإيماني، ولكنني أشمل بحديثي كل من أعلن تغيير دينه مسيحي أو مسلم، وأعلن أننا على درب الحرية سائرون ولا أنكر أشواك الطريق، وأقول لهم تقدموا ولا تتراجعوا، وبمعرفتي المحدودة للكتاب المقدس لم أجد ولا أيه أو معنى يقول بمنع من يريد الارتداد عن المسيحية، وحتى السيد المسيح نفسه له المجد لم يمنع أو يقتل من تركه رغم احتياجه الشديد في الجسد لم يقف بجانبه، حتى في صلاته قبل القبض عليه لم يستطع أحد من أقرب أتباعه الصلاة بجانبه، ووقت الجد حين قبض عليه لم يتبعه ولا واحد غير "بطرس"، وحتى هذا البطل الشجاع باع "يسوع" عن أول سؤال، وأقول بكل يقين أنه لا توجد ردة في المسيحية، ومن هذا المنطلق أتساءل لماذا تحدث ضجة بذهاب أي شخص للإسلام ؟ أتركوهم يذهبوا لأنهم بالفعل قد ذهبوا بقلوبهم وهذا ما يهم الرب فعلاً، فماذا نفعل بجسد دون روح؟!، أعمل جيدًا أن كل مسيحي يعرف هذا الكلام ولكن يصعب عليه تنفيذ والسبب هو ( الثقافة ) فيظل محتجز بين هذه الجدران العتيقة، التي مكتوب عليه الدين المسيحي ولكن المسيح لا يعرفها، لو كان المسيح بالجسد اليوم بيننا لقال لكم اتركوا "عبير" واتركوا "كاميليا" إن أرادت، ورغم أنني غير مقتنع ولكن لنفرض جدلاً أن التي ظهرت على الشاشات هذه، هي دارسة ومفكره وباحثة تحققت من كلا الدينين ودرست خلفياتهم وتفسيراتهم وقررت بكل إرادتها الحرة تغيير دينها.

مادمنا قد طلبنا العيش بحرية وفتحنا بابها فلن نستطيع غلقه أبدًا، هذه هي تعاليم المسيح الذي اعرفه، نداء أخير أحبوا أولادكم وبناتكم واسمعوهم، تحاوروا معهم، سددوا احتياجاتهم، كما قال المسيح " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله"، وماذا قال لكم أيها الآباء والأمهات في معامله بناتكم وأولادكم ؟، ولكل رجل دين أهتم بالنفوس التي تضيع منك حتى تبحث هي عنك، ولا تقمعها أو تستخدم سلطتك الدينية للترهيب والوعيد، ولتعلم جيدًا أن سلطانك هو مدعوم بالحب فقط، وأنت بلا سلطان دون ذلك ولا يعرفك الله، ولتعلم جيدًا أن قول "يسوع" صريح في أنه لا يسكن هياكل مصنوعة من أيادي بل هياكل بشرية، أيها الراعي أترك الطقوس والمباني والأموال، وأنظر لرعيتك فهذا دورك الأساسي قبل أن يجئ يوم تعطى فيه حساب وكالتك، من كل قلبي وبالنيابة عن من يوافقني الرأي أقول أسف لكل بنت جُرحت من أبوها ، لكل بنت تم بيعها لزوج كسلعه، لكل بنت تم الاعتداء عليها في بيت أهلها بأي شكل ونوع، التربية هي الحب.

وبالنسبة للأخوة المسلمين أقول أنكم أنتم يا من تطالبون بالحرية الآن عليكم تطبيقها قبلنا وترك من يعتنق الفكر المسيحي أو البهائي وشأنه، أو حتى اللا ديني دون ترهيب أو تهديد ولا قتل ولا تهديد، وليعيش بسلام وأمان فهو لم يؤذى أي أحد فقط أتركوه لربه، فلو كان الله حكمه على تارك دينه هو القتل لأمات هو بيده كل من غير دينه فإن كان الله بذاته يترك لي كامل الحرية للتفكير واختيار الدين الذي أحبه واقتنع به، فمالك أنت يا من تجعل من نفسك وصى على وحاجر على تفكيري ؟ من أنت ومن أدراك بأنك أخير من وأعلم منى بالدين الحق ؟ دع الخلق للخالق ، وأنا معكم وأطالب بحرية العقيدة لكل الأديان ولكل الأطراف دون تمييز أو تفريق في قانون موحد وتحمى القانون قبضة من حديد، ولا تقفوا في وجه المسيحيين الجدد بأحكام ردة فعلمائكم أدرى بها وبتاريخها وظروف هذه الأحكام ومدى فاعليتها، وليسود على الجميع حكم القانون وهيبة الدولة، فليس أحد هنا مكلف بالدفاع عن حقوق الله تعالى فسبحانه هو القوى وصاحب السلطان فهل يحتاج لتدخل الكائن البشرى الضعيف ؟!؟ بالطبع لا الله موجود ويستطيع حماية من يريد إتباعه، وأي تحرك مثل ما حدث في "إمبابة" هو عبث وفوضى بل وتعدى على الأماكن المقدسة للآخر، ولا أعتقد أنكم ستكونون سعداء لو رد المسيحيين على هذا الاعتداء بنفس النوع ولكن تعاليم مسيحهم تمنعهم وتحثهم على احترام الأخر وقبول.


توجد دولة ويوجد نظام وجهات مختصة هي المكلفة بالدفاع عن الحقوق الشخصية، يكفى وصاية على الشعب، وأقول لكم يا من بسبب إشاعة عن احتجاز سيدة أزهقتم الأرواح وأرقتم الدماء، دمرتم البيوت وسلبتم مصادر الأرزاق، فماذا نفعل نحن يا من حولتم البلد بأكملها لسجن كبير لكل من قرر أن يكون إنسان ويفكر في معتقده ؟ كفا ظلم وقيود، يا من جلتم من أنفسكم أسياد وولاة على شعب بسيط وكأنكم مكلفون بيد إلهيه، يفصل بين العلم والجهل حائط يفصل بين الظلام والنور حائط، أنه حائط العبودية وقد جاء وقت هدمه، لنهدمه سويًا فاتحين أبواب الحب للجميع وندعوا الكل للتفكير والبحث عن من يعبد ومن يتبع بكل حياديه، وإيماني الشخصي وثقتي تقول أن هذا الإله يريد للبشر معرفته بالحق وليس بالضلال وهو يتجاوب مع من يبحث بصدق.