بطرس غالي.. عميد الدبلوماسية المصرية
أخبار مصرية | البوابة نيوز
السبت ١٧ فبراير ٢٠١٨
تحل أمس الجمعة، ذكرى وفاة أحد أعظم رجال الدبلوماسية المصرية، الذي استطاع أن يصل إلى منصب أمين عام واحدة من أكبر المنظمات في العالم، حيث شغل منصب أمين عام الأمم المتحدة، هو بطرس بطرس غالي، الذي ولد في محافظة القاهرة، في الرابع عشر من نوفمبر 1922، وهو عم وزير المالية الهارب منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير يوسف بطرس غالي.
تُوفي الدبلوماسي المخضرم بطرس بطرس غالي في السادس عشر من شهر فبراير من عام 2016، هو دبلوماسي مصري شغل العديد من المناصب الرسمية المحلية والإقليمية والدولية، حيث كان الأمين العام السادس للأمم المتحدة للأعوام من 1992 لـ1996، وهو أكاديمي ونائب وزارة الخارجية المصرية السابق، وقد أشرف على الأمم المتحدة في وقت تناولت فيه العديد من الأزمات العالمية، بما في ذلك تفكك يوغوسلافيا والإبادة الجماعية في رواندا، كما أنه شغل أول منصب أمين عام للمنظمة الدولية للفرنكوفونية في الفترة من 16 نوفمبر 1997 إلى 31 ديسمبر 2002.
تخرج بطرس غالي في جامعة القاهرة سنة 1946 وحصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي العام من جامعة باريس ودبلوم في العلاقات الدولية من معهد الدراسات السياسية بباريس في عام 1949، وخلال 1949- 1979 تم تعيينه أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة القاهرة، ثم أصبح رئيسًا لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية عام 1975 ورئيس الجمعية الإفريقية للدراسات السياسية عام 1980، وكان باحث فولبرايت في جامعة كولومبيا من 1954 إلى 1955، ومدير مركز بحوث أكاديمية لاهاي للقانون الدولي من 1963 إلى 1964، وأستاذ زائر في كلية الحقوق في جامعة باريس من 1967 إلى 1968، وفي عام 1986 حصل على الدكتوراه الفخرية من كلية الحقوق جامعة أوبسالا السويد، وكان رئيسًا فخريًا لمعهد الدراسات العليا لدراسات السلام، في فرع من جامعة كيونغي- سول.
تطورت الحياة العملية لـ"بطرس غالي" في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث كان عضوًا في اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي في الفترة من 1974 إلى 1977، وشغل منصب وزير خارجية مصر من عام 1977 حتى أوائل عام 1991، ثم أصبح نائب وزير الشئون الخارجية لعدة أشهر قبل الانتقال إلى الأمم المتحدة- بوصفه وزيرًا للدولة للشئون الخارجية، كما أنه لعب دورًا كبيرًا في اتفاقية السلام بين الرئيس السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن.
انتخب بطرس غالي إلى منصبه عام 1991 كأمين عام، المنصب الأعلى في الأمم المتحدة، وما زال منصبه مثيرًا للجدل، في عام 1992، قدم "خطة للسلام"، وهو اقتراح حول كيفية استجابة الأمم المتحدة للصراع العنيف، لكن تعرض لانتقادات بسبب فشل الأمم المتحدة في التصرف خلال الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 التي أسفرت عن مصرع أكثر من مليون شخص، وظهر أنه غير قادر على حشد التأييد في الأمم المتحدة للتدخل في الحرب الأهلية الانغولية المستمرة، كان من أصعب المهام خلال فترة ولايته معالجة أزمة حروب يوغوسلافيا بعد تفكك جمهورية يوغوسلافيا الاشتراكية الاتحادية السابقة، وأصبحت سمعته متشابكة في الجدل الأكبر حول فعالية الأمم المتحدة ودور الولايات المتحدة في الأمم المتحدة.
اعترضت الولايات المتحدة الأمريكية على ترشح "يوسف بطرس غالي" لفترة رئاسية ثانية، حيث قدمت 10 دول برئاسة مصر وغينيا بيساو وبوتسوانا بترشيحه لولاية ثانية عام 1996 لكن أمريكا استخدمت حق الفيتو.
تزوج من ليا نادلر، وهي ابنة لأسرة يهودية مصرية من الإسكندرية، والتي تحولت فميا بعد إلى الديانة المسيحية على المذهب الكاثوليكي في شبابها، وتوفى الدبلوماسي المصري يوم الثلاثاء 16 فبراير 2016 عن عمر ناهز 93 عامًا، في مستشفى في القاهرة، بعد معاناة مع المرض، وجرت له جنازة عسكرية مع صلاة قادها البابا القبطي تواضروس الثاني، ودفن في الكنيسة البطرسية في العباسية.