الأقباط متحدون - أين المجابهة الفكرية؟
  • ٠٠:٤٩
  • الأحد , ١٨ فبراير ٢٠١٨
English version

أين المجابهة الفكرية؟

د. عايدة نصيف

مساحة رأي

٤١: ١١ ص +02:00 EET

الأحد ١٨ فبراير ٢٠١٨

الجيش المصرى
الجيش المصرى

 د/ عايدة نصيف


أطلقت مصر من خلال القوات المسلحة العملية الشاملة للقضاء على الإرهاب بمعاونة قوات الشرطة في ربوع مصر في عملية في تقديري لا تقل عن عبور 73، وكان ذلك ردي -من نحو أسبوع- في حوار لي على الفضائية المصرية عندما طرح عليَّ المحاور: ما تقديرك لِمَ تقوم بها القوات المسلحة في القضاء على الإرهاب؟ نعم عزيزى القارئ ما تقوم به مصر الآن سوف يُسطر في التاريخ بأن إرادة مصر تنتصر على إرهاب دولي ممنهج من دول عظمى في محاولة لتفتيت المنطقة، وبالفعل نجح الإرهاب أن يفتت سوريا والعراق وليبيا، ولكن عندما حاول أن يخترق مصر بتوجيه هجمات وضربات في دور العبادة هدفها بث الطائفية وتفتيت اللُحمة الوطنية لم يجد أمامه منفذًا بل وجد حائط صد من الجيش والشرطة والشعب المصرى.
 
وقد أرسل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ نحو ثلاثة شهور رسالة في حديث له إلى قيادات القوات المسلحة بأنه يريد سيناء خالية من الإرهاب تمامًا، وبالفعل تم تخطيط تحرك استباقي على المستوى الجغرافي في مصر، ورأينا انطلاق العملية الشاملة "سيناء 2018"، ويتابع الشعب المصري الخطوات من خلال بيانات القوات المسلحة ومن خلال ما رأيناه مضبوطًا، وهو عدد كبير من الإرهابيين الأجانب وكم الأسلحة والمتفجرات الموجودة...
 
نجاح كبير لمصر ونجاح تاريخي للقوات المسلحة بمعاونة قوات الشرطة في عنوان كبير "مصر تحارب وتنتصر" بهدف سلامة الوطن ووحدة أراضيه وتوفير الأمان في كل ربوع مصر، وهو ما تعهد به الرئيس أمام كل المصريين عندما أعطى له المصريون تفويضًا بالقضاء على الإرهاب.
 
ولكن يبقى السؤال: القوات المسلحة وقوات الشرطة تقوم بما عليهما، ماذا عن المجابهة الفكرية وماذا عن القضاء على التطرف؟ وماذا فعلت وزارة الثقافة وتفعل وزارة التعليم والشباب وكل الهيئات والمؤسسات المعنية بالتربية الفكرية والتوعية والإدراك؟ بل أطرح سؤالًا آخر: هل انتبهوا إلى حديث الرئيس عندما وجه تعليمات بالقضاء على الإرهاب في ثلاثة شهور في مصر؟ ولماذا لم يتم وضع مشروع لمجابهة الأفكار المتطرفة التي تدرس في بعض المدرجات بالجامعات والفصول بالمدارس.
 
لماذا لم تنتبه وزارة الثقافة بما تحمل من آليات في ربوع مصر إلى القضاء على الأفكار المتطرفة بالتوعية لمصر وهوية مصر وأرضها وتاريخها وجغرافيتها، وما أقوله عن وزارة الثقافة ينطبق على معظم الوزارات والمؤسسات فالإرهاب يبدأ من الفكر المتطرف الذي يحمله البعض ويحمل على عاتقه تفريخ جيل جديد من المتطرفين، ألم يأتِ الوقت بأن يكون هناك تحرك نحو القضاء على الفكر المتطرف ليوازي ما تقوم به القوات المسلحة بالقضاء على الإرهابيين؟ متى سوف ننهض لنحصن الجيل القادم من التطرف الفكري الذي يأتي إلينا عبر كل الوسائل؟ سؤال أطرحه على من يهمه أمر مصر.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد