الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم..مقتل احمد حسنيين باشا
  • ٠٧:١٢
  • الاثنين , ١٩ فبراير ٢٠١٨
English version

في مثل هذا اليوم..مقتل احمد حسنيين باشا

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٥٢: ١١ ص +02:00 EET

الاثنين ١٩ فبراير ٢٠١٨

احمد حسنيين باشا
احمد حسنيين باشا

 فى مثل هذا اليوم 19 فبراير 1946

سامح جميل
أحمد محمد مخلوف حسنين باشا (31 أكتوبر 1889 - 19 فبراير 1946). والده عالم الأزهر محمد حسنين وجده أحمد حسنين الذي حمل لقب أمير التجار. كان والده أحد المقربين من الخديوي عباس ثم السلطان حسين كامل وعند تولى الملك فؤاد الحكم تمكن والده من الحصول على توصية من رجال البلاط لابنه الوحيد أحمد من اللورد ميلر لإلحاقه بإحدى الجامعات البريطانية حيث تخرج من أكسفورد وبعد ذلك شغل عدة وظائف ففى عام 1920 عمل كمساعد مفتش بوزارة الداخلية ثم منتدباً لمفاوضة إيطاليا بشأن الحدود الغربية عام 1924 ثم أميناً للملك فؤاد عام 1924 كما تم انتدابه لملازمة ولى العهد فاروق في رحلته الدراسية بلندن في أكتوبر 1935 وقد ساعد ذلك في توليه منصب رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق عام 1940.
 
تزوج من لطيفة هانم سري ابنة شويكار خانم أفندي مطلقة الملك فؤاد وأنجب منها ولدين هما هشام والذي أصبح ضابط بالجيش والثاني طارق الذي عمل بالتجارة وأنجب بنتين هما جيدة ونازلي.
 
قام أحمد حسنين بعدة رحلات لاستكشاف الصحراء الغربية بمصر وليبيا الأولى عام 1920 برفقة روزيتا نوريس وهي سيدة إنجليزية وتمكن من اكتشاف واحتي العوينات وأركنو - كان لم يتم اكتشافهم من قبل - وتم منحه الميدالية الذهبية من الجمعية الجغرافية العالمية للاكتشافات ومنحته الجمعية البريطانية لقب رحالة عظيم. كما كان أحمد حسنين باشا رياضياً وبطلاً في لعبة السيف (الشيش) حيث رأس الفريق المصري في الألعاب الأوليمبية ببروكسل عام 1920 كما تولى رئاسة النادي الاهلي المصري ونادي السلاح الملكي.
 
أصدر أحمد حسنين باشا كتابه "الواحات المفقودة" باللغة الإنجليزية عام 1925 باللغة الإنجليزية وأيضا باللغة العربية، ثم ترجم أمير نبيه وعبد الرحمن حجازي في عام 2006 الكتاب الانجليزى ضمن سلسلة المشروع القومي للترجمة عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر والذي لم يرق لمستوى اللغة الشعرية التوثيقية للباشا. وقد نظم أمير الشعراء أحمد شوقي بك قصيدة يصف فيها أحمد حسنين المغامر والرحالة الذي اكتشف واحتي أركينو والعوينات المفقودتين في الصحراء الغربية، وكطيار جريء قام بأكثر من محاولةٍ للطيران من مصر إلى أوروبا. وكانت هذه القصيدة تدرس للتلاميذ في كتب المطالعة كما ضمها الباشا في كتابه العربي.
 
كما كان بطلاً دولياً في الشيش وممثل العرب الوحيد في دورة استكهولم التي جرت عام 1912 وكان في ذلك الوقت طالباً في إنجلترا، لكنه خرج من التصفية الأولى في فردي الشيش في سيف المبارزة..وهو ما أثار فزع الأمير محمد علي توفيق حينما تحداه ذات يومٍ للمبارزة. وقد جرى تعيينه سكرتيراً أول للمفوضية المصرية بواشنطن، بعدها نُِقلَ إلى المنصب نفسه في سفارة لندن. وقد نجح في جذب قلب لطفية هانم -ابنة الأميرة شويكار وسيف الله يسري باشا- وتم له الزواج منها. بعدها عُينَ عام 1926 أميناً أول في قصر عابدين، ولما سافر الملك فؤاد في رحلته إلى أوروبا اصطحبه معه.
 
وكان ابن أحد رجال الأزهر. وكان أحمد حسنين شخصاً شديد الذكاء والتحضر، والاهتمام بالأناقة

مقتله:
في ظهر يوم ١٩ فبراير شباط عام ١٩٤٦ في الساعة الثالثة ظهراً غادر أحمد حسنين قصر عابدين في سيارته متجهاً إلى بيته في الدقي. وعندما كانت السيارة تعبر كوبري قصر النيل، فجأة وبلا مقدمات جاءت من الناحية الأخرى المضادة سيارة "لوري" تابعة لقوات الجيش الإنجليزي بسرعة جنونية، ودار "اللوري" الإنجليزي في لحظة حول سيارة أحمد حسنين وصدمها صدمة هائلة. والتفت سائق سيارة حسنين مذعوراً إلى الخلف، وقال أحمد حسنين: "يا ساتر.. يا ساتر يارب"
 
وتقهقرت سيارة "اللوري" الإنجليزية إلي الخلف بعد أن ارتبك سائقها، ودار نصف دورة حول سيارة أحمد حسنين، ففوجئ بسيارة قادمة من الاتجاه الآخر، فعاد إلى الخلف مرة أخرى ليصدم سيارة أحمد حسنين مرة ثانية.. وكان أحمد حسنين قد انحنى قليلاً في مكانه بالسيارة وبدأ الدم ينزف من أنفه وتصادف مرور سيارة أحمد باشا عبد الغفار وزير الزراعة، فأسرع بنقل أحمد حسنين بسيارته إلى مستشفى الأنجلو أمريكان، لكن روح أحمد حسنين فاضت إلى بارئها في الطريق إلى المستشفى، فنقلوا جثمانه من المستشفى إلى بيته في الدقي جثة هامدة. وخرجت صحف مصر والصحف العالمية في اليوم التالي تحمل أخبار الحادث الذي راح ضحية له أحمد باشا حسنين رئيس الديوان الملكي..!!