الأقباط متحدون - استقلال مصر
  • ٢٢:١٣
  • الثلاثاء , ٢٠ فبراير ٢٠١٨
English version

استقلال مصر

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٢: ٠٧ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٠ فبراير ٢٠١٨

صوره_أرشيفية
صوره_أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
 اليوم ومنذ حوالي ست وتسعين عاماً، استقلت مصر يا حضرات السادة القراء بعد ان ألغت بريطانيا الحماية التي فرضتها عليها في عام 1914، في ظروف الحرب العالمية الأولى، صحيح كانت بريطانيا موجودة في مصر منذ عام 1882، بيد أن وجودها كان مصحوباً بتوافق مع الاحتلال العثماني وقتها أو السيطرة العثمانية، لكن حينما تواجهت القوتين العثمانية والإنجليزية واختلفت مصالح البلدين، فرضت بريطانيا على مصر الحماية، وجرى ذلك على أرض سيناء مواجهة بين القوتين المصرية والعثمانية، انتهت بهزيمة القوات العثمانية، واستمرت الحماية البريطانية هذه قائمة حتى عام 1922، إذ زالت نتيجة لكفاح شعب مصر وإشعاله ثورة عام 1919، للدفاع عن ممن عرف وقتها بزعيم الأمة واستعادته من النفي الزعيم سعد زغلول.

 

إلغاء الحماية البريطانية واستقلال مصر اسمياً لم يلغي أبداً الوجود الإنجليزي، ففي مصر ترى هذا جلياً بوضوح في ما عرف بعد بمعاهدة 1936 التي تقنن أوضاع ووجود المحتل الإنجليزي، ولكن الشعب المصري يثور ويثور وخاصةً عندما اظهرت بريطانيا مساوئ المعاهدة بتدخلها بتعيين حكومة الوفد في 1942، وهذا كان في نفس شهر الاستقلال، وقد قبل الوفد وطنية منه وكما نرى فالوفد حزب متأصلة الوطنية فيه، وإن غابت عنه قليلاً لظروف، لكن الأصل النقي يعود ويظهر كما نرى، المهم تستمر المأساة في الصراع المصري الإنجليزي الشعبي في الأساس والسياسي في الشكل إلى أن حدثت واقعت طلبة كوبري عباس في التاسع من فبرير لعام 1946، فيما عُرِف فيما بعد بيوم الجلاء، فقررت اللجنة العامة للعمال والطلبة المصريين أن تدعو لإضراب عام ضد سلطات الاحتلال البريطاني، وتضامن مع اللجنة المصرية لبنان والأردن وسوريا والسودان ليقفوا لجوار طلاب مصر.
 
وهذا يريك كيف كانت مصر مؤثرة ومهمة في وطنها العربي حتى من قبل حضور بعض الزعماء لكرسي الرئاسة وادعائهم أنهم من صنعوا لمصر هذا الوجود وهذه الجاذبية والكاريزمة، فالكل يحب مصر منذ زمن، شعب مصر يحب مصر والشعوب العربية تحبها وتقدر طلابها حتى السودان التي انفصلت عن مصر فيما بعد تضامنت مع مصر وطلبتها، فمصر كانت مقر الجامعة العربية وتأثيرها السياسي كبير وعظيم.
 
وبمناسبة السياسة دعوني أذكركم أعزائي القراء، أن في مثل اليوم أيضاً ولأول مرة زار ريتشارد نيكسون الصين تكليلاً لما عُرف بدبلوماسية البنج بونج والتي أعادت العلاقات بين أمريكا والصين الشعبية بعد انقطاع دام منذ تأسيسها في عام 1949، مما يعد نصرا لنيكسون ورجله ومهندس سياساته كيسنجر الذي كان  دوره كبير في عملية السلام المصرية الإسرائيلية التي أوصلتنا أن نصدر الغاز ونستورده لإسرائيل ومن إسرائيل وسط غضبة شعبية.
 
المختصر المفيد كل سنة ومصر مستقلة بجد.