CET 08:46:16 - 04/06/2009

مقالات مختارة

بقلم: سعد هجرس

هذا هو شعار مجلس الشورى باعتباره "مالك" المؤسسات الصحفية القومية، أو بالدقة "النائب عن المالك"، لان المالك الحقيقى هو الشعب بطبيعة الحال.
لكن بما أن الشعب "مالك غائب" فان النائب عنه – الذى هو مجلس الشورى - هو الذى يملك ويحكم.
ومن هنا أصدر قراره الأخير بالنقل والدمج لبعض المؤسسات الصحفية وبناء على هذا القرار تم نقل صحفييى جريدة "المسائية" إلى مؤسسة "أخبار اليوم"، و"المجلة الزراعية" و"جريدة التعاون" إلى مؤسسة الأهرام، ودمج أصول المؤسستين اللتان تصدر عنها هذه المطبوعات، وهما "دار التعاون" و "دار الشعب" وضمها إلى الشركة القومية للتوزيع.
ورغم أن أنباء هذا القرار كانت قد تسربت قبل بضعة اسابيع، بطريقة أو أخرى، فإنه قد تم الاعلان عنها دون مقدمات ودون تمهيد.
وهذا هو بيت القصيد، فرغم أن مجلس الشورى هيئة نيابية، بما يعنى أن المفترض فيها أنها هيئة صديقة للديموقراطية والشفافية، فانه لم يكلف نفسه عناء استطلاع رأى الناس سواء فى المؤسسات الصحفية التى تم نقل محرريها أو فى المؤسسات الصحفية التى تم نقلهم إليها.
ولم يهتم بأخذ موافقة مجالس الادارة، أو الجمعيات العمومية، فى هذه المؤسسات، وكأن وجود هذه المجالس والجمعيات كعدمه.
ولم يكلف خاطره بسؤال نقابة الصحفيين عن رأيها فى هذه العملية التى تؤثر على أوضاع عشرات من الصحفيين، كما تؤثر على أوضاع مهنة الصحافة فى مصر بشكل عام.
وكانت نتيجة هذا التجاهل الشامل أن اندلعت موجة جديدة من الحرب الأهلية الصحفية.
صحيح أن هذه الحرب الأهلية الصحفية ليست جديدة، لكن موجتها الأولى كانت حرباً "فردية"، أى أنها حرب بين "اشخاص" من هنا أو هناك.
لكن الخطير فى الموجة الجديدة أنها أصبحت حرباً أهلية بين "مؤسسات". حيث شهدنا احتجاجات صاخبة من مؤسسات "الشمال" الغنية، نعنى "الاهرام" و"الاخبار"، ترفض "الغزو" و"الاحتلال" القادم من مؤسسات "الجنوب".
وشهدنا احتجاجات صاخبة مضادة من مؤسسات "الجنوب"، نعنى من الصحفيين من أبناء "المسائية" و"التعاون" و"المجلة الزراعية" الذين أحسوا بالاهانة، لرفض بعض زملائهم فى الاهرام والاخبار انضمامهم إلى "جنتهم"، وتجاوز بعض هذا البعض فى تبرير هذا الرفض إلى حد إلصاق صفات سلبية بزملائهم فى المسائية والتعاون والمجلة الزراعية، من بينها التشكيك فى مهنيتهم، بل والتعالى الطبقى عليهم وكأنهم غير لائقين اجتماعيا للدخول تحت مظلة هذه المؤسسات الصحفية "الراقية".
وهذا كلام لا يليق، فضلا عن أنه غير صحيح. فليس كل العاملين فى مؤسسات الشمال أكفاء مهنيا، بل إن منهم من دخل إلى هذه المؤسسات لأسباب لا علاقة لها بالمهنة أصلا. وليس كل العاملين فى مؤسسات الجنوب معوقين مهنياً، بل إن منهم كفاءات نادرة، ويكفى أن نتذكر على سبيل المثال ان صلاح الدين حافظ الذى يفاخر به "الاهرام" عن حق، كان فى الاصل أحد أبناء مؤسسة من مؤسسات الجنوب.
والخطير أن يبتلع الصحفيون الطعم، وأن يتنابذوا بالمؤسسات، وأن ينزلقوا إلى تقطيع هدوم بعضهم البعض، بينما الواجب أن يتحدوا ويتكاتفوا - فى إطار نقابتهم وتحت مظلتها - دفاعاً عن مهنة تنهار وعن مؤسسات تعانى من سؤ الإدارة .. وينتظرها سوء المصير.. دون تفرقة بين مؤسسات فى الشمال أو مؤسسات فى الجنوب.

* نقلاً عن الحوار المتمدن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع