الأقباط متحدون - عفارين2-2
  • ١٣:٢٥
  • الاثنين , ٢٦ فبراير ٢٠١٨
English version

عفارين2-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٦: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٦ فبراير ٢٠١٨

صور_أرشيفية
صور_أرشيفية

 د. مينا ملاك عازر

شرحت لحضرتك في المقال السابق، الكثير عن جغرافية عفارين ومناخها وحدودها وتضاريسها وصناعتها وتجارتها وزراعتها، واليوم نلتقي لنستكمل الحديث عن منطقة عفارين المنطقة الأسخن رغم شتائها بسبب الأطماع والطموحات والدموية وأسباب أخرى قد نتعرض لها في هذا المقال لكن الآن علينا أن نتحدث عن اجتماعيات هذه المنطقة.
 
في القرن التاسع عشر توطدت السلطة المركزية في الدولة العثمانية في سوريا،وترسخت على حساب الحكم الذاتي المحلي، مما أدى إلى زوال الزعامات التقليدية المحلية وظهور طبقة أرستقراطية جديدة تشكلت من مُلاّكي الأراضي كبار الإقطاعيين، وبالتالي فقدت الزعامات القديمة سلطتها ونفوذها مفسحة المجال للزعامات الجديدة، وهكذا اختفت العشائر والعلاقات العشائرية وتحولت البنية العشائرية لبنية إقطاعية كما باقي المناطق، فبعد أن كان الزعيم يستمد سلطته ونفوذه سابقاً من العلاقات الاجتماعية  العشيرية أصبح يستمدها من قوته الاقتصادية، ومن اتساع رقعة الأرض التي يملكها،وبعد أن كان الولاء للعشيرة وشيخها أصبح للأرض ومالكها الإقطاعي، فلم يعد الفلاح مرتبطاً بعشيرة أو زعيم معين، وإنما بالأرض التي يعمل فيها وبالإقطاعي الأغـا المالك، وتطورت العلاقة والبنية الاجتماعية وتحولت من العشائرية إلى الإقطاعية واستمر الوضع على هذا النحو حتى بداية ستينات القرن العشرين، حيث بدأ بعدها الزعماء الإقطاعيون يفقدون سلطتهم ونفوذهم تدريجياً بعد تفكك وتفتت الإقطاعيات وانتهى عصر الإقطاع في عفرين وكافة مناطق سوريا
 
واصبحللينابيع الطبيعية والجبال والمناطق الخضراء وانتشار المواقع الأثرية الهامة دور لجذب السياح إلى عفرين، وكانت المنطقة تشهد بوجه عام حركة سياحية داخلية كان من المتوقع أن تزداد وتنشط لجذب المزيد من السياح والمصطافين إلى هذه المنطقة،ولكن بسبب الاحداث الاخيرة ضعفت
السياحةوافتقدت  تسليط الضوء عليها، بالرغم من أن عفرين كانت تملك جميع الامكانيات اللازمة للسياحة اعتباراً من الطقس المعتدل والجميل وصفاء سمائها وجوها العليل إلى توفر الغابات الجميلة والخلابة وينابيع المياه العذبة ونهر عفرين، كما أنها تحتوي على العديد من الأماكن الأثرية مثل مغارة دودارية وقلعةالنبي هوري وغيرها الكثير، لكنها تفتقد إلى الخدمات اللازمة للسياحة من المطاعم والفنادق وغيرها، كما أنها لا تجد الشهرة بسبب ضعف الدعاية لها طبعاً، والآن في عفرين قوات المليشيات التي تتناحر على أرضها تقوم لها ولسياحتها بخير دعاية منفرة، آملين من الله أن يرحم عفرين ومن شابه من حماقات البشر، وأطماعهم ويعود الناس يستمتعون بما يصنعه أقرانهم وبما خلقه الله لهم من طقس ممتع وتضاريس وغيره.
 
المختصر المفيد مرة أخرى نلعن حماقات البشر وأطماعهم وخرابهم ودمارهم ،ونشكر الله على عظيم خلقه وجمال صنعه.