بقلم: ماجد سمير
يبدو أن القبيلة البيضاء على موعد جديد مع بدء عملية تغيير جديدة قد تصبح علامة في التاريخ، فقد سبق للقبيلة البيضاء في ثلاثينيات القرن الماضي أن حققت الجمعية العمومية للنادي نقلة كبيرة في تاريخ مصر كإشارة واضحة لطرد المستعمر من أرض الوطن، وشهد المقر الأول للنادي العريق في وسط القاهرة (مكان دار القضاء العالي الآن) عندما قام فتوات بولاق بمنع دخول الأجانب إلى الجمعية العمومية لنادي "قصر النيل" الاسم القديم للقبيلة البيضاء الذي تحوّل فيما بعد إلى "المختلط "ثم "فاروق" وأخيرًا "الزمالك" لتحدث أول عملية تمصير للأندية المصرية وكانت رمزًا لطرد المحتل وتعتبر حركة التمصير من أهم أسباب شعبية النادي العريق بجانب مشاركته في بطولات نافس خلالها فيها أندية الجيش الإنجليزي ونجح في كثير من الأحيان في هزيمتها وتحقيق بطولات على حسابها .
وتكرر الموقف مرة أخرى في 29 مايوم 2009 عندما تجمعت أكبر جمعية عمومية في تاريخ الأندية المصرية لتعلن على الملأ أنها على موعد آخر مع التغير ورفع راية الرفض ضد كل من حاول الحجر على آرائهم فأدلى 25950 عضو عامل في نادي الزمالك يمثلوا ما يزيد عن 89% ممن لهم حق التصويت ليعطوا للوطن عدة دروس أهمها رفض الحجر على أرائهم وقيام الدولة بدور الأب الذي يرى مصلحة أبنائه ويفكر لهم لأنهم باتوا غير قادرين على التفكير المناسب لمستقبلهم.
ورغم اختيارهم "ممدوح عباس" رئيسًا للنادي وهو نفس الرجل الذي اختارته الدولة رئيسًا بالتعيين إلا أن الجمعية قالت كلمتها أنها تريد "ممدوح عباس" لأنه من وجهة نظرها الأنسب ولكن عليه أن يأتي عن بإرادة ديمقراطية وحرية تامة للجمعية العمومية وعن طريق صندوق الانتخاب لا عن طريق الإجبار الحكومي. والدرس الثاني كان إثبات الجمعية العمومية للزمالك أنه لا يمكن خداعها بالصوت العالي الغوغائي الذي يحارب ويقاوم بالتهليل والصريخ ولا يملك إلا الظاهرة الصوتية التي أثّرت في الوطن عدة عقود وأخذت أكثر من حقها عن طريق الصوت فقط دون القيام بأدنى فعل على أرض الواقع.
والدرس الثالث كان التغير والتطلع لوجوه جديدة تحمل معها فكر جديد وأمل لمستقبل باهر، ورفضت بشدة كل الوجوه القديمة التي ظلت قابعة على كرسي القيادة في النادي الأبيض لسنوات طويلة جعلت البعض يعتقد في عدم وجود وجوه جديدة قادرة على قيادة سفينة "البلانكو" المصري كأحد أعرق الأندية في أفريقيا والشرق الأوسط وأن الزعماء الملهمين بنفس وجوههم وأسمائهم هم الورثة الشرعيين للنادي ومَن فيه.
والتشابه بين جمعيتي الثلاثينيات و 2009 كبير فالأولى حملت رسالة للوطن مضمونها أن تمصير الوطن ووصوله للحرية وطرد المستعمر الإنجليزي أمر وارد جدًا، والثانية تحمل رسالة مماثلة لمصر فالتغيير ممكن ونستطيع كشعب قيادة الوطن إلى المزيد من الحرية والمزيد من العدل ونملك فعليًا قدرة اختيار الأنسب دون وصاية من أحد.
وكما نجح الأجداد "فتوات بولاق" في طرد الأجانب من نادينا العريق، نجح الأحفاد والأبناء أبطال "ميت عقبة" و"المهندسين" في تغيير أمر كان البعض يراه مستحيلاً والبعض الآخر كان يريد أن يجعله أمرًا واقعيًا لا مفر منه، وكل المطلوب أن يستوعب الشعب تمامًا الدرس الزمالكاوي للوطن.
شكة: أجاب السيد "دبوس" مسئول التنمية في دولة "عبث ستان" مؤكدًا على نيّة الإصلاح في الوطن قائلاً بدون "شك".