الأقباط متحدون - هل رجل واحد لا يكفي؟
  • ٠٠:٠٨
  • الثلاثاء , ٢٧ فبراير ٢٠١٨
English version

هل رجل واحد لا يكفي؟

مقالات مختارة | سحر الجعارة

٠١: ٠٨ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠١٨

سحر الجعارة
سحر الجعارة

ليس غريبا أن تظهر من فترة لأخرى دعوات لـ «تعدد الزوجات»، وقبل أن نتناقش على «أرضية دينية»، يجب أن نعلم أولا: أن «التعدد» ليس حلا لأزمة العنوسة، بل هو في حقيقة الأمر تكريسا لفكرة «زواج المسيار» المنتشرة في بعض دول الخليج، والتى تنزع عن المرأة حقها في «السكن»، ويمر عليه الزوج وهو «سائر» لمضاجعتها فقط، مقابل بعض الهبات المادية وهو زواج مقنن ومعروف في السعودية.. وبذلك يفتقد الزواج الذي هو في الأصل «تكوين أسرة» للمودة و«الرحمة والسكن».. الذي نص عليهم القرآن الكريم!.

فالحل الاجتماعى لظاهرة العنوسة أو تأخر سن الزواج هو تخفيف أعباء الزواج، والاكتفاء بشقة «استوديو 60 مترا»، والتنازل عن الشبكة الألماس والأفراح الخمس نجوم والمظاهر المستفزة.

نأتى إلى السيدة «منى أبوشنب»، وهى كما يقال إعلامية أو هي رئيسة تحرير برامج في القناة الأولى، والتى تقول إنها أسست «مؤسسة» لنشر «فكرة التعدد»، وتزعم «أبوشنب» أن (التعدد يحل مشاكل اقتصادية واجتماعية وصحية، وحل مناسب للقضاء على العنوسة وتزويج المطلقات، لافتة إلى أن المرأة ليست نصف المجتمع بل المجتمع كله).. ووفقا للإحصاءات والمنطق أيضا فأمام كل امرأة مطلقة رجل مطلق، وبالتالى يستطيع الاثنان تكوين أسرة بدلا من التعدد.. أما (حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية).. فقد رددت على جزء منه.. نأتى إلى المشاكل الاجتماعية، بحسب المقال المنشور للسيدة «منى» في موقع «البشاير» بتاريخ 5 ابريل 2017، فهى تقول نصا: (اكتشفت أن المرأة لا تكتفى برجل واحد إلا ما رحم ربى أهو واحد بيصرف وواجهة اجتماعية وواحد للحب والعلاقة الجنسية)!!.

ثم تعود لتكرر نفس الرأى الذي يعد (سبا وقذفا) في حق المرأة المصرية، في لقاء مع الإعلامي «سيد علي» على شاشة «الحدث اليوم»، لتقول: (إن أغلب العلاقات بين الجنسين على موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» علاقات جنسية وتتحول فيما بعد لعلاقات جسدية على أرض الواقع.. فيما أضافت أن 96% هي نسبة الخيانة الزوجية من جانب المرأة في مصر)!!.

والحقيقة أنها يجب أن تحاكم بتهمة «سب نساء مصر»، تماما كما حدث مع «تيمور السبكى» أدمن صفحة «يوميات زوج مطحون» على «الفيسبوك»، بعدما اتهم في حواره مع الإعلامى «خيرى رمضان»، معظم المصريات بالخيانة، وهو ما اعتبرته المحكمة: (سبّا وقذفا لسيدات مصر، على نحو يمس الأعراض، وإشاعة أخبار كاذبة من شأنها تكدير السلم العام، وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة).

فإذا كانت المرأة هي المتهم بالخيانة، والهوس الجنسى، من وجهة نظر «أبوشنب»، هل يجب أن نوفر لها «الجنس الحلال»؟.. وكيف إذا كانت «أبوشنب» تؤكد أنها لا تكتفى بالجنس بل تبحث عن الحب.. فهل تخترع «أبوشنب» شرعا جديدا- مثلا- يسمح للمرأة بالتعدد ؟!.

السؤال الأهم: لماذا نهتم بالكتابة عن أفكار رجعية ومتناقضة؟.. أولا لأنها تهدر تاريخ نضال الحركة النسوية في مصر، وتهلل للزواج السرى بل وتحرض عليه، لتسقط عن المرأة حقوقها القانونية التي كافحنا من أجلها وتجعلها مجرد «جارية»، فتقول «أبوشنب»: (بشرى سارة لكل من أراد التعدد، قضت المحكمة بعدم دستورية قانون رقم 200 لسنة 85، والذى ينص على معاقبة الزوج بالسجن في حالة عدم إخطار الزوجة الأولى، وأحقيتها في طلب الطلاق في عدم إخطارها، ألف مبروك التعدد شرع الله، التعدد الأصل في الإسلام، التعدد حفاظا على المرأة قبل الرجل، لكل بنت فاتها قطار الزواج، لكل مطلقة أو أرملة وافقى على أن تكونى زوجة ثانية، لا تنظرى لمن يتلاعب بعقلك ويوهمك أن التعدد خراب البيوت)!.

وهى دعوة للتفكك الأسرى، وفتح بيوت قد تمتلأ بأطفال لا يعرفون إخوانهم، وإثارة مشاكل عديدة حول «الميراث وخلافه».. وتقنين للخيانة الزوجية تحت لافتة «الزواج الرسمى»!.

لم تقل لنا «أبوشنب» كيف سيتحقق للمرأة الإشباع العاطفى والجنسى إذا ما قبلت بنصف زوج: (نصف وقت وبضع حب وليلة شهوة)؟!.. هل ستفتش المرأة عما ينقصها على صفحات التواصل الاجتماعى؟.

ولأن «أبو شنب» لا تعرف شيئا عن فكرة «تعدد الزوجات» في الإسلام، فهى لا تعلم أن سيدنا «محمد»، عليه الصلاة والسلام، لم يتزوج على السيدة «خديجة» حال حياتها، كما أن الرسول الكريم رفض طلب الإمام «على بن أبى طالب»، عندما طلب منه أن يتزوج على السيدة «فاطمة الزهراء»، وخيره الرسول (ص)، إما الإبقاء على زوجته «فاطمة» وإما الطلاق، وبالفعل تراجع الإمام «على».. لكن ما تروج له «أبوشنب» لا علاقة له بالإسلام، إنه «ضغينة» و«كيد نساء».. يبدو أن خلفته «حادثة ما»!..

لقد وضعتنى «أبوشنب» في مأزق ألا أناقشها بالفقه أو بالمنطق.. النقاش الوحيد الذي يجب أن يتم معها بـ«القانون» لأنها وصمت 96% من نساء مصر بالخيانة.. وهو ما يستحق المساءلة القضائية.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع