الأقباط متحدون - أيها المؤيدون تبرعوا لصندوق تحيا مصر.. ونشكركم
  • ١٦:٥٠
  • الثلاثاء , ٢٧ فبراير ٢٠١٨
English version

أيها المؤيدون تبرعوا لصندوق تحيا مصر.. ونشكركم

مقالات مختارة | عادل نعمان

٠٨: ١٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠١٨

عادل نعمان
عادل نعمان

لا أظن أن السيد الرئيس، وهو يعرف تماما حجم ما يتم إنفاقه على الحملات الانتخابية لمنصب الرئيس على المستوى الشعبي، سيمانع لمن يريد تأييده، أو مساندته في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة، أن يتبرع بقيمة هذه الأموال إلى صندوق تحيا مصر، ولن يمانع أيضا في نشر أسماء السادة المؤيدين والداعمين في صحيفة يومية مصرية واسعة الانتشار، لإرضائهم، واطمئنانهم لمعرفة سيادته تأييدهم ومحبتهم الجارفة له، وتأكدهم من وصول الرسالة إليه وهو الهدف والمبتغى، ونعدهم أن نحتشد أمام صناديق الاقتراع حشداً يعادل حجم التبرعات، ونؤكد لهم أيضا أننا سنذهب لصناديق الانتخاب ونقف أمامها من الصباح الباكر ليس بسبب هذه الدعاية التي يقوم بها المؤيدون، بل سنذهب تأييداً للرجل ولإخلاصه، ورغبة في استمرار مسيرة الإصلاح التي بدأها، واطمئنانا لوطنيته، وحسن قراراته التي يرى فيها مصلحة الوطن والمواطن، وهو ليس بحاجة إلى هذا الحشد، وهذه المؤتمرات وهذه المسيرات، لكن الوطن في حاجة إلى هذه الأموال في دعم مسيرة البناء التي يقوم بها، ونكون بذلك قد فاز الجميع، وربحنا جميعاً.

وأنا لا أتصور أن هدف الحملة الشعبية أو الرسمية للسيد الرئيس، هي محاولة التغلب على خصمه ومنافسه على منصب الرئيس، فالمسافة بعيدة بين الاثنين كبُعد المشرق عن المغرب، وليست أيضا دعاية لإنجازاته في دورته الرئاسية الأولى، بل الشعب يراها رأى العين، ويلمسها بيديه، لكنها وأكاد أجزم موجهة فى المقام الأول إلى حث المؤيدين، وتحريض المساندين، وتحريك الداعمين، وتحفيز المشجعين، وهز المناصرين، إلى المشاركة في العملية الانتخابية، والنزول أيام الانتخاب للتصويت، وعدم الاكتفاء بالنتيجة الحتمية والمحسومة لصالح الرئيس، والركون إلى النتيجة كما تعودنا إذا حسمت دون مساهمة ودون مشاركة، حيث إن هذا التخلف والتراخي له قراءة مختلفة عند الآخرين، ونظرة خاصة عند المعارضين، ويحسبون هذا التخلف وهذا الإحجام دليلاً على مخاصمة الشعب للنظام وللرئيس، ويضيفون هذه الصفوف إلى خنادقهم وصفوفهم، وهى حسبة ليست عادلة، ولهذا استوجب حشد المؤيدين للنزول حتى نزيل هذه الصورة القاتمة عن شعبنا أمام العالم، وتكون هذه الصفوف وحساباتها في وضعها الصحيح مؤيدة وليست معارضة، فمن كان مع الرئيس وجب أن يقف معه وفى صفوفه سواء ضمن النتيجة أو لم يضمنها، فهو ليس يوم فوز مرشح بالرئاسة، فهذا أمر محسوم، لكنه يوم حساب أعداد، مَن مع ومَن ضد، واضحة وصريحة، صفوف سوف تُرصد، وأعداد سوف تُحسب، وإقبال سوف ينظر ويصور، وساعتها لن تقبل قواعد الديمقراطية ومن يرصدها مبرراً لعدم المشاركة، حتى لو كان المبرر هو ضمان النجاح وحسم النتيجة، وهم معذورون لأن قواعد الديمقراطية في بلادهم توجب المشاركة والتفاعل، وتستلزم الأداء ، وترتقي لمستوى القاعدة القانونية لا يتخلف عن الالتزام بها مريض أو سليم، وهى حق للجميع ، من فرّط فيها كمن فرّط في غده، ومن تهاون فيها كمن تهاون في حقه وحق أولاده، وهم في هذا معذورون إذا كالوا بهذا المكيال أو وزنوا بهذا الميزان، واعتبروا أن الشعب في وادٍ والنظام في وادٍ آخر، حيث إن قرارات الدول وتوصياتها لا تنفصل عن هذا الدليل وهذا الميزان وبهذا الكيل، فهذه معطيات رئيسية، وركائز أساسية فى توجيه دفة القرارات من تأييد ومن مساندة، واستثمار وغيره، فهذا نظام فى حمى وتأييد شعب له وزن وله موقف، وذاك نظام بلا حماية ولا تأييد شعبي فلا وزن له ولا قيمة، هكذا تدار السياسة، وهكذا تكون مواقف الدول، متى تساند، ومتى تؤيد ومتى تستجيب ومتى تلبى. صحيح ربما لو عرفوا طبيعة الشعب المصري لغفروا وسامحوا، واعتبروه صاحب طبيعة خاصة، فهو إذا اطمأن لأمر تركه لغيره، وإذا اطمأن إلى لقمة عيشه نام واستكان، وإذا اطمأن للنجاح ترك الكتاب وبحث عن شيء يسلّيه ويسره، وإذا اطمأن لعفو الله ورحمته وأمن العقاب طاح وعربد وبحث عن قليل من المعاصي يريح بها خاطره، ينام نصف عين إذا خاف، وينام نصف موت إذا أمن وارتاح واطمأن على البيت والولد والوطن، كل هذا مقبول فى غير هذا الأوان، فالراصدون والمتآمرون يأخذون بالظاهر هذه المرة، فالحكم على الواضح من القول والفعل، وليس بما يضمره القلب وتطويه النفوس، اليوم شكل وأمس شكل آخر، واليوم حكم وحساب وغداً حكم وحساب آخر، نحن أمام حسابات الأرقام ولسنا فى حسابات الضمائر، وهذا هو المرتجى والمأمول من هذه المؤتمرات والتأييدات والمناظرات، لكنني أزعم أن بعض هذه الوجوه التي نراها فى كل أحوالنا وأعمارنا، وفى كل اتجاه وكل مسار، فى الأمس البعيد والقريب، تلوّنت وعارضت وأيدت وخاصمت وناصرت، معنا ومع غيرنا، لن تدفع هذا الشعب لما يراد منه ونأمل، بل على العكس فربما الإفراط فى هذا الأمر، والإلحاح المستمر من البعض خصوصا من هؤلاء، قد يأتينا بعكس ما نأمل وغير المراد، وينقص ولا يزيد، ويصرف ولا يجمع، ويبعد ولا يقرب .

هكذا يجب أن نوضح للناس الحقيقة، ما لهم وما عليهم، صريحة واضحة جلية، يقرؤها الناس دون مواربة أو لف أو دوران، نحن شعب لا يحشد ليوم قادم، نحن شعب نحشد فى ذات اليوم، من الدار للنار، يوم الانتخابات هو يوم الحشد والشحن والتصويت والرصد، أما ما كان قبله فيتفتر الهمة ويبرد الحماس مهما كان الحب والتأييد قائما.. لقاؤنا يوم العد والحساب.
نقلا عن مصراوى

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع