الأقباط متحدون - لمصر.. لا لعبد الفتاح السيسى
  • ٠٢:٢٨
  • الثلاثاء , ٢٧ فبراير ٢٠١٨
English version

لمصر.. لا لعبد الفتاح السيسى

مقالات مختارة | بقلم:دكتور مهندس/ ماهر عزيز 

١٢: ٠٨ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠١٨

السيسي
السيسي

 استشارى الطاقة والبيئة وتغير المناخ

لماذا يتحتم أن أذهب إلى الصندوق.. 
 
وأضع صوتى باختياره يوم الانتخاب؟
 
لماذا يتحتم أن أذهب إلى الصندوق لأنتخب الرئيس عبد الفتاح السيسى لفترة ثانية؟
لا .. ليس لهذا السبب سأذهب إلى الصندوق..
 
فلقد حسمنا اختيارنا منذ زمن وعقدنا العزم على انتخابه.. بل لقد انتخبناه ثانيةً فعلاً قبل أن يحل الانتخاب بوقت طويل..
نعم.. منذ زمن انتخبناه للفترة الثانية ولم نَعُدّ بحاجة للذهاب إلى الصندوق..
... ...
عقدنا العزم على انتخابه لعلة جوهرية فى مسار الوطن..
 
فهو الذى تقدم ببسالة الرجال واضعاً رأسه على كفه لإنقاذ مصر من التبدد والضياع..
 
وقاد حرباً ضروساً ضد قوى عاتية تتكاتف كل يوم بخطط وأموال وفتاوى وممارسات سافرة وخفية لوأد الوطن وتشريد المصريين..
 
وانطلق يبنى ويعمر فى كل اتجاه ليقبض على الزمن الذى ضاع والوقت الذى هرب والأيام التى انصرمت.. بقامة شامخة وأمل متجدد وعزيمة لا تلين..
 
وحقق فى سنوات لا تتجاوز الأربع ما لم يحققه آخرون فى عشرات السنين.. رغم الطعنات الخسيسة الغادرة التى توجه لظهره الباسل كل يوم من أقرب الذين خانوه وخانوا الوطن فى الداخل والخارج..
 
وخاطر بقرارت جسور فى مواجهة انتقادات وانتقاصات بحجم الأرض كلها.. فإذا هو الفائز لشعبه ضد كل تشكيك وضعف.. واستعاد لوطنه فى حنكة وتبصر الكرامة المهدرة والعزة السكيبة والهامة التى كانت مطأطئة ومُذَلَّة.
 
وكان ذلك انجازاً هائلاً فى زمن غارق فى التحدى والخطر.. رغم ما بقى من قضايا مصيرية جوهرية حاسمة فى مقدرات الوطن لا تزال تنتظر معوله الجسور ليقلبها رأساً على عقب.
 
ولكن يبقى السؤال: 
لماذا يتحتم أن أذهب إلى الصندوق.. 
 
وأضع صوتى باختياره يوم الانتخاب؟
للإجابة عن هذا السؤال يتعين أن نعود القهقرى إلى الوقت الذى تجلت فيه بطولته الصافية حين تقدم قبل 30 يونيو 2013 حاملاً رأسه على كفه ليسأل الشعب جميعاً تفويضاً للجيش بالتقدم.. فإذا بالتفويض يأتيه كموج هادر من المصريين الذين غطوا وجه مصر كلها، وجابوا فضاءها الفسيح وشوارعها المترامية من كل صوب وفِجًّ عميق..
 
حينها كان يبدو راغباً فى تفويض يأتيه من كل فئات الشعب.. سواء التقدمية أو الرجعية.. بخلوص النية أو بالتوائها.. سواء بانتفاض اللحظة أو بوعى التاريخ.. نحو النجاة أو هروباً من السقوط العظيم!!!
 
ولذا تجلى المشهد العام بتحالف قوى متنوعة شديدة التباين للنجاة بالوطن.. وعلى نحو غالب كان التفويض كاسحاً.. وفى باطنه كانت هنالك تعاهدات معرقلة معوقة تمنع التوجه الحاسم نحو الدولة المدنية وسيادة القانون والارتقاء بالمواطنة والمساواة وحقوق الإنسان..
 
وذلك ما عبرت عنه القوى الرجعية على نحو سافر بمساندتها للرئيس ووقوفها ظاهرياً مع توجهه الصاعد نحو الإنسانية الكاملة.. ولكن استناداً لعهد ضمنت فيه الحفاظ على انحدارها وتخلفها العتيد.. وليس استناداً للإرادة الخالصة لأجل الوطن.. فى تحد ظاهر لأى تقدم نحو مستقبل تزدهر فيه الحرية والكرامة الإنسانية والمساواة المطلقة أمام الدستور والقانون.. مستقبل يتجه بحسم إلى توطيد أركان الدولة المدنية الحديثة.. وليس فقط فى تحد ظاهر بل وفى إصرار مكين على الهبوط بالدولة إلى حضيض الجهل والخرافة والغيبية.. وإلى مهاوى الفرقة والإنقسام والظلم والجور والتفرقة العنصرية التى تفرضها الرجعية الدوجماطيقية لقوى سلفية تدوس بنعالها الحقوق المتساوية للإنسان. 
º
 
فإذا كانت فترة الأربع سنوات الأولى لرئاسة الرئيس قد مرت بتعاهدات مع القوى الرجعية السلفية التى تُرِكَتْ ترعى بكل سبيل ضد نهضة الوطن.. ومن واقع هذه التعاهدات ذاتها أمنت على نفسها.. بينما سعيها كله فى جملته طيلة السنوات الأربع كان تهديداً مستمراً للوطن، ومعوقاً عاتياً لتقدمه، وقوة مانعة عنيدة لأى تماسك حقيقى للمصريين على أرضه..
 
لكن مصر الآن على مفترق طرق جديد.. والتفويض الحتمى للرئيس هذه المرة يجب أن يأتيه قوياً عاتياً خلواً من أية تعهدات تكبله.. ليحقق للوطن فى الفترة الثانية القادمة كل الأمانى الكبار فى الدولة المدنية وسيادة القانون غير مديونٍ لفريق أو آخر من واقع تعاهدات تكبله.
سأذهب إلى الصندوق إذن لأمنحه تفويضاً جديداً غير مشروط..
 
لأحرره من أى عهد لقوى رجعية سلفية تشل تقدم الوطن وازدهاره..
 
إذ تزعم القوى الرجعية أنها ساندت الرئيس فى 30 يونيو وفقاً لعهد يرعاه الرئيس معها.. وبمقتضى هذا العهد فعلت ما فعلته طيلة السنوات الماضية دون مؤاخذة ودون حساب..
 
فإذا كانت القوى الرجعية تباهى بأنها على عهد مع الرئيس ونظام الدولة لتفعل ما تشاء دون حساب.. يتيح التفويض المطلق للرئيس الانسلاخ من أى عهد تزعمه القوى الرجعية لأنه عندئذ لن يكون مديوناً لأى قوى على الإطلاق..
هذا العهد مع القوى "السلفورجعية" جعلها تفلت من طائلة القانون فى كل موقف طغت أو بغت فيه.. وفى كل لحظة نفثت فيها سموماً حارقة فى وجه الوطن على الملأ كله.
 
سأذهب حتماً إلى الصندوق لأؤكد له إيمانى بأنه سيكون قادراً فى فترته الثانية على أن يضرب ضربته الكبرى لإصحاح التشريع والتعليم والإعلام والثقافة.. القوى الأربع الكبرى التى إما أن تتحرر وتتقدم بالوطن إلى أعلى عليين أو تبقى فى قبضة "السلفورجعية" العتيدة.. فيموت الوطن.
التشريع المنصف العادل يرفع شأن الأمة.. 
 
والتعليم العقلانى المستنير يحفظ مجد الوطن.. 
 
والإعلام الصادق الشفاف يرقى بوعى الناس.. 
 
والثقافة الإنسانية السامية تربى وجدان الشعب..
 
التشريع والتعليم والإعلام والثقافة.. قوى النهضة الأربع الهائلة.. يجب أن تكون هى مناط المعركة الشرسة فى الدورة الرئاسية القادمة ضد قوى الرجعية والجهل والتخلف والعنصرية وسحق الكرامة الإنسانية للبشر..
لهذا نحن اخترناه..
 
ولهذا سأذهب حتماً إلى الصندوق وأعطيه صوتى 
لأجدد التفويض له بالرئاسة يوم الانتخاب!!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع