الأقباط متحدون - الحلفاوى يقاطع BBC
  • ٢٢:٤٠
  • الاربعاء , ٢٨ فبراير ٢٠١٨
English version

الحلفاوى يقاطع BBC

مقالات مختارة | حمدي رزق

٥٦: ٠١ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٨ فبراير ٢٠١٨

حمدي رزق
حمدي رزق

الوطنية كالحنية لا تباع ولا تشترى فى الأسواق، الوطنية التزام بقضايا الوطن، وما طلبه رئيس هيئة الاستعلامات الصديق ضياء رشوان من النخبة المصرية الوطنية بمقاطعة هيئة الإذاعة البريطانية BBC، والامتناع عن إجراء مقابلات أو لقاءات مع مراسليها ومحرريها، حتى تعتذر رسميا، وتنشر رد الهيئة على ما ورد فى تقرير «زبيدة» قبل يومين، وتضمن أخطاء وتجاوزات مهنية ومزاعم بشأن الأوضاع فى مصر، خليق بالالتزام وطنياً من النخب الوطنية.

رشوان طلبها التزاما من المسؤولين، واختياريا من النخب، ولم يرغم عليها أحدا، وخاطب من يرغب من النخبة، مقاطعة معلقة على شرط عادل، الاعتذار عن الإساءات المتعمدة التى ارتكبتها الهيئة فى حق مصر، مرارا وتكرارا، وتعمد مراسليها إلصاق تهم كاذبة مكذوبة موجهة إلى السلطات المصرية دون وازع مهنى تؤشر عليه أدبيات الهيئة المستقرة من عقود طويلة، ما يشى باستهداف ممنهج ثبت يقينا من خلال تقارير وتغطيات مراسلى الهيئة مرارا وتكرارا رغم نداءات هيئة الاستعلامات بتحرى الموضوعية وإيراد الحقائق، بعيدا عن زيف الدعايات الإخوانية التى تلون ما يصدر عن الهيئة فى تقاريرها عن مصر.

هل من مجيب ومستجيب التزاماً وطنياً ومصر فى حالة حرب، قضية مصر فى مواجهة BBC عادلة تماما، وليست قضية حكومة مستهدفة فحسب، ولا تمس حرية الإعلام من قريب أو بعيد، إذا كان هناك محتسب للحريات الإعلامية، دعوة المقاطعة لم تمس حق BBC فى العمل على الأراضى المصرية والحصول على المعلومات من مصادرها، وتمكين مراسليها من التواصل للحصول على المعلومات بحرية تامة.

المطلوب جبل BBC على الاعتذار أولا عن جنايتها المهنية فى قضية «زبيدة» ونشر تصحيح هيئة الاستعلامات فى سياق هذه الواقعة، وإلى أن يحدث ذلك فإن على النخب المصرية أن ترسل برسالة ضاغطة على هيئة الإذاعة البريطانية لتصحيح المسار الذى تسير فيه سيرا متعمدا للإساءة إلى الأوضاع فى مصر، بتقارير مرجعيتها إخوانية تتصف بالجزافية ولا ترعوى إلى قواعد مهنية مرعية كانت علامة جودة مهنية لهذه الهيئة العريقة.

الضغط الشعبى أكثر تأثيرا من بيانات هيئة الاستعلامات، وهذا واجب وطنى طلبه رشوان اختياريا، وأراه واجبا بل التزاما، ولكم فى الفنان الكبير نبيل الحلفاوى أسوة حسنة، الحلفاوى مقاطع منذ أمد بعيد، وغرّد بالأمس من خلال حسابه الرسمى على موقع التغريدات القصيرة «تويتر» ما نصه: «بسبب عديد من سوابق الـBBC عندما تلقيت رسالة على (الواتس آب) من مكتبهم تفيد بأنهم يتصلون ولا أرد.. تجاهلتها».

يقيناً BBC تستهدف النخب المصرية لتأمين ضيوف لمقابلاتها الحصرية، ولتلوين تقاريرها المخاتلة، ولذا المقاطعة حلا، مثلا حاولوا مع الحلفاوى حتى كلت أقدامهم ولكن كان موقفه وطنيا صارما، يقول: «تكرر الاتصال وتكررت الرسالة، ثم فوجئت وأنا فى غرفتى بالمسرح بالأمن يخبرنى بأنهم حضروا لتصوير لقاء فرفضت، وعاد ليخبرنى أن المحررة ستتكلم معى فحسب. فرفضت مقابلتها أصلاً».

ويطرح مفهومه بالمقاطعة جلياً واضحاً: «لا أفهم كيف يجرؤ حتى من يكره مصر أو يناهض النظام على الاستشهاد بها (أى BBC) أو الدفاع عنها وهم يعرفون مقدمًا أن مصداقيتهم ستصاب فى مقتل.. بعد كل هذه السوابق من الفبركة الفاشلة والكذب المفضوح».
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع