بقلم: بباوي صادق
تنتابنى الدهشة كثيراً عما اسمع من مسيحيين مصر عن جزء من مطالبهم وهو الحماية الدولية لهم ، وكأننا أقلية أو لسنا اصحاب بلد .
واننى أتساءل أيضاً عن ماهية هذه الدول التى ستتلوى امر حمايتنا بدل الرب يسوع وماذا عنها وماذا عن مسيحى مصر وايمانهم بالمسيح مخلصاً لهم .
فتارة تعرض إيطليا بانها تريد ان تتولي امر الحماية هذه وتارة يلجأ بعض الاقباط المضطهدون الى امريكا وكأناه الاب الروحي لهم والراعي الامين ، فكنت أضحك بينى وبين نفسى عن كل هذا ولكن لما وصل الامر الى المطالبة به فى اعتصامات ماسبيروا لابد وان اتكلم واقول رأيي وخاصة انى مسيحي مث لاذين يطالبون بهذه الحماية واعيش بنفس ظروفهم ومعهم بقلبى واعتصر ألماً بسبب اضطهادهم الاليم فى بلدهم من ابليس اللئيم واعوانه .
ولكن ماهى هذه الدول التى تريد فرض الوصاية على المسيحيين او حمايتهم ؟
ولماذا يريدون المسيحيين الحماية الان ؟
وماهو موقف الكتاب المقدس من الحماية هذه ؟
1 - فالدول التى تريد فرض الوصاية على المسيحيين او حمايتهم هى دول لها مصالح خاصة فأين كانت ايطاليا هذه التى نسمع عنها الان ايام اضطهاد الاباطرة والملوك والقادة والولاة الرومان للمسيحيين فى مصر والعالم العربي ولا هو اضطهدا الرومان احسن من اضطهاد المسلمن يعني ولا ايه كله مش كله اضطهاد ولازم ولنفرح فى الضيقات كما يقول الكتاب عن الضيقات يا مطالبين بمنع هذه الاهات : -
1 - رو 5: 3 وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا والصبر تزكية والتزكية رجاء 5 والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا. 6 لان المسيح اذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لاجل الفجار. 7 فانه بالجهد يموت احد لاجل بار.ربما لاجل الصالح يجسر احد ايضا ان يموت. 8 ولكن الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا.
أي ان الضيق الذى نعيش فيه هذا هو مفيد جدا جدا لنا روحيا وعمليا
فوائد الضيقات : -
1 - روحيا : الشركة مع الطبيعة الالهية
اذ اننا كما يوقل الرسول بولس فى رسالته الى كولوسى : كو 1: 24الذي الآن افرح في آلامي لاجلكم واكمل نقائص شدائد المسيح في جسمي لاجل جسده الذي هو الكنيسة
اى اننا نمات من اجله كل النهار ونكمل نقائص شدائده لنكون شركاء الطبيعة الالهية فهو و ان كان قد فدان على خشبة العار محتملا كل االلام الكفارية والاهوتية نيابة عن العالم كله لكنه ترك لنا لنا لكل واحد مقدار فى هذه الالام بمعنى بسيط ان يحمل صليبه ويتبع الرب دوما ويالعظمة متبعى الرب وحاملين صليبه فهو قال : مت 10: 38ومن لا ياخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. ... وقال للجميع ان اراد احد ان يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني. هذه هى الفائدة الروحية من الالضطهاد الذى نعيش فيه من قديم الزمن ومن قبل الرومان .
2 – عملياً : - المحبة الفائقة الوصف
يقول الكتاب : مت 24: 12ولكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين ، فلم ارى تججمع للمسيحيين طيلة الثلاثون عاماً الماضية سوى فى هذه الايام الحالكة السواد ولم أري حبهم لبعضهم سوي الان فنستفاد نحن من الاضطهاد هذا بحبنا للبعض والخوف على البعض ولنحمل نير البعض كما يقول الكتاب : واحملو بعضكم اثقال بعض وهكذا تمموا ناموس المسيح.
3 – جسدياً : الصوم
الذى يفيد الجسد ويروى كامل البنيان كما يوقل الرسول عن الجسد : بل اقمع جسدي واستعبده حتى بعد ما كرزت للآخرين لا اصير انا نفسي مرفوضا فالصوم يزداد فى فترات الاضطهاد باروع معانيه وارفع درجاته من صوم انقطاعى بصلاة ذات لجاجة ومعانى كبيرة لايعرفها الانسان الطبيعى لانه لا يقبل ما لروح الله لانه عنده جهالة.ولا يقدر ان يعرفه لانه انما يحكم فيه روحيا.
4 – فكرياً : الانشغال عن العالم
اذ اننا فى الضيقات ننشغل عن العالم واحتياجاته المادية واضعين فى الحسبان و كل امرنا ماذا نفعل فى الضيقات ونفكر فى هذه الامر كثيرا الذا ننقاد بروح المسيح الى الصلاة ساجدين بقلوبنا الى الله ليرفع عنا البلاء رغم ان الرب بكل حبه كان صريحا وقال : ومتى قدموكم الى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف او بما تحتجّون او بما تقولون.
اى ان الروح القدس المتكلم عنا لكننا سرعن مايسيطر علينا الجسد مرة اخري .
5 – كتابياً : عدم محبة الجسد
فالجسد بطبيعته ضعيف ويميل الى الارضيات اما الروح فهى لانها من فوق فتجعلنا ننظر للمسيح الجالسش عن يمين الاب .
وعدم محبة الجسد لان الكتاب يقول : ولكن اقول لكم يا احبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر. فكيف نخشى احد ومن ذا الذى يستطيع ان يقتلنا دو نعلمه وارادته هو فهو سيد الالسياد ورب الارباب .
وهو الذى قال بفمه المبارك عن الالمات التى نجتاز فيها هذه :
مت 10: 17ولكن احذروا من الناس.لانهم سيسلمونكم الى مجالس وفي مجامعهم يجلدونكم
.مت 24: 9حينئذ يسلمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الامم لاجل اسمي
.مر 13: 9فانظروا الى نفوسكم.لانهم سيسلمونكم الى مجالس وتجلدون في مجامع وتوقفون امام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم
.لو 21: 12وقبل هذا كله يلقون ايديهم عليكم ويطردونكم ويسلمونكم الى مجامع وسجون وتساقون امام ملوك وولاة لاجل اسمي.
هذا ماينبغى ان يحدث لنا لكننا نسينا الحق وتركناه ونسينا اننا ان الرب قال لنا بفمه المبارك : لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته.ولكن لانكم لستم من العالم بل انا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم.
عرفنا الان لماذا نحن مضطهدون ام اننا فى حاجة الى المزيد فمصر الاسلامية التى نعيش فيها هذه نعتبرها كحاكم الرومان الذين اجازو القديسين فى النار فصببراً وهنئناً لهم لاحتمالهم الالام والعذاب لاجل الرب وحتى القتل بحد السيف والنشر والجلد ولم يترك احد ايمانه حتى الفتيات والعذارى تمسكوه بالمسيح وعذبوهن واهانوهن ولم يرجعا عما يؤمنا به وليس مايحدث فى ايامنا هذه قصة حب بين فتاة تسمى فقط على اسمه تخطى وتهرب مع العاشق وتبدأ الحرب\وب بسببها لماذا كل هذا العانء الذى نحيا فيه فلنرجع الى الحق .
2 كو 12: 10لذلك اسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لاجل المسيح.لاني حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي
1 تس 3: 3كي لا يتزعزع احد في هذه الضيقات فانكم انتم تعلمون اننا موضوعون لهذا
.2 تس 1: 4حتى اننا نحن انفسنا نفتخر بكم في كل كنائس الله من اجل صبركم وايمانكم في جميع اضطهاداتكم والضيقات التي تحتملونها
2 – لماذا يطلب بعض المسيحيين الحماية الدولية الان : -
وان كان بسبب اضطهدا السلفيين والمسلمين لهم فلا داعى للحامية هذه لاننا بهذا نقول للرب كما قيل له فى القديم :
ولماذا الحماية اذن : -
1 – رفض الرب
والنص مأخوذ من سفر صموئيل الاول ( 8 : 4 – 10 )
فاجتمع كل شيوخ اسرائيل وجاءوا الى صموئيل الى الرامة 5 وقالوا له هوذا انت قد شخت وابناك لم يسيرا في طريقك.فالان اجعل لنا ملكا يقضي لنا كسائر الشعوب. 6 فساء الامر في عيني صموئيل اذ قالوا اعطنا ملكا يقضي لنا.وصلى صموئيل الى الرب. 7 فقال الرب لصموئيل اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك.لانهم لم يرفضوك انت بل اياي رفضوا حتى لا املك عليهم. 8 حسب كل اعمالهم التي عملوا من يوم اصعدتهم من مصر الى هذا اليوم وتركوني وعبدوا الهة اخرى هكذا هم عاملون بك ايضا. 9 فالان اسمع لصوتهم.ولكن اشهدن عليهم واخبرهم بقضاء الملك الذي يملك عليهم .
2-الشك فى حماية الرب
وعنايته ورعايته لنا ليلاً نهاراً ولذنا الى طلب الحماية بسبب بعض اعمال الارهاب التى لم تصل الى الاضطهاد الذى ينبغى ان نعيش فيه معهم ونسينا ان الرب قال : من يمسكم يمسّ حدقة عينه. ( زكريا 2 : 8 )
2 – ضعف الايمان اذ بالايمان فماذا عن المؤمنين القدامى :
بالايمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون 25 مفضلا بالاحرى ان يذل مع شعب الله على ان يكون له تمتع وقتي بالخطية 26 حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر لانه كان ينظر الى المجازاة. 27 بالايمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لانه تشدد كانه يرى من لا يرى
هذه هو الايمان الذى ينبغى ان نسير عليه فنحن اذ ضعف ايماننا تناسينا ان حامينا هو حامى اسرائيل انه لاينعس ولاينام حاميك وان لم يحرسنا هو فباطل يتعب الحراس وسياسة بلادنا تهون كل مصيبة وتتكلم عنها وكأنها عمل فردىة لافتنة فاننا لاننجو ان احتمينا بالعالم منهم لانهم من العالم واما نحن فلسنا من العالم ولابد ان نكون قد اقتنعان الان باننا غرباء عن هذا العالم .
ماذا اقول ايضا لانه يعوزني الوقت ان اخبرت عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والانبياء 33 الذين بالايمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا افواه اسود 34 اطفاوا قوة النار نجوا من حد السيف تقووا من ضعف صاروا اشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء. 35 اخذت نساء امواتهن بقيامة.واخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة افضل. 36 واخرون تجربوا في هزء وجلد ثم في قيود ايضا وحبس. 37 رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلا بالسيف طافوا في جلود غنم وجلود معزى معتازين مكروبين مذلين. 38 وهم لم يكن العالم مستحقا لهم.تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الارض. 39 فهؤلاء كلهم مشهودا لهم بالايمان لم ينالوا الموعد 40 اذ سبق الله فنظر لنا شيئا افضل لكي لا يكملوا بدوننا
وماذا يريد منا الرب الان ؟
يقول هو : توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي اوقات الفرج من وجه الرب. اشهد الرب على اسرائيل وعلى يهوذا عن يد جميع الانبياء وكل راء قائلا ارجعوا عن طرقكم الرديّة واحفظوا وصاياي فرائضي حسب كل الشريعة التي اوصيت بها آباءكم والتي ارسلتها اليكم عن يد عبيدي الانبياء.
3 - موقف الكتاب المقدس من الحماية هذه ؟
كتاب الله صريح جدا جدا بخصوص حماية البشر لنا فبعد ان قال
فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في ارض مصر.لانهم يصرخون الى الرب بسبب المضايقين فيرسل لهم مخلصا ومحاميا وينقذهم. ( إش 19 : 20 )
قال أيضاً : اصرخ الى الله العلي الى الله المحامي عني. وقال ايضاً : الرب يحامي عني.يا رب رحمتك الى الابد.عن اعمال يديك لا تتخل
وبعد هذ كله ماذات نقول غير ملعون كل من يتكل على ذراع بشر فاهلاً بالاضطهاد فنحن لسنا أقل ممن كانو يتركون بيوتهم ويسعون من مدينة الى مدينة كى يقتلوا على اسم المسيح .
لماذ نطلب الحماية الدولية هل لاننا شككنا فى قدرة حماية الرب لنا وعينه التى لاتزال علينا وفى الختام لماذا نضطهد ؟
سئوال لم يخطر ببال الكثيرين لكنىن سارد بموجز قليل من بعض ايات الكتاب المقدس لاجل هذا الامر .
نحن نضطهد لاننا تركنا الرب فيقول الكتاب عنا : اغاروني بما ليس الها اغاظوني باباطيلهم.فانا اغيرهم بما ليس شعبا.بامّة غبية اغيظهم.
ولكن هل يقبلنا لو رجعان له
وان رجعتم اليّ وحفظتم وصاياي وعملتموها ان كان المنفيون منكم في اقصاء السموات فمن هناك اجمعهم وآتي بهم الى المكان الذي اخترت لاسكان اسمي فيه. فهلم نرجع الى الرب فيشفينا . فلنصرخ له الان رحمان يا الله ثم ارحمنا