الأقباط متحدون - في نقد وسائل التواصل الاجتماعي
  • ١٥:١٣
  • الاربعاء , ٢٨ فبراير ٢٠١٨
English version

في نقد وسائل التواصل الاجتماعي

مقالات مختارة | بقلم :عمرو الشوبكي

٠٥: ٠٧ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٨ فبراير ٢٠١٨

عمرو الشوبكي
عمرو الشوبكي

 يُسمح في المجتمعات الديمقراطية بمناقشة كثير من القضايا بما فيها معنى الحرية والديمقراطية، في حين أن في الدول غير الديمقراطية فكرة النقاش العام من الأصل غير موجودة، وأن أي نقد لوسائل التعبير عن حرية الرأى سيعتبر فورا دعما للاستبداد والقمع.

وهناك قضايا كثيرة تُناقَش في المجتمعات الديمقراطية مثل أزمة الديمقراطية التمثيلية وانتخابات كل 4 أو 5 سنوات والدور السلبى لمواقع التواصل الاجتماعى، في حين يصبح هذا النقاش صعبا حين يخص مجتمعات تتمنى أن تعرف انتخابات حرة ولو كل عشر سنوات أو تحولت فيها مواقع التواصل الاجتماعى إلى نافذة شبه وحيدة للتعبير عن الرأى.

 
الدول الديمقراطية لا تعطى شيكا على بياض لثورى أو إصلاحى أو رجل دين على عكس مجتمعاتنا التي يميل الرأى العام أو قطاع منه لعدم المساس بكثير من القضايا باعتبارها من «المحرمات» سواء كان من المؤيدين أو المعارضين للحكم.
 
والحقيقة أن مواقع التواصل الاجتماعى تمثل جانبا من هذه القضية، فنتيجة رغبة السلطات في فرض قيود عليها غاب أي نقاش علمى عن عيوبها، ولعل ما نُشر في نهايات العام الماضى في مجلة «الإيكونومست» البريطانية حول الدور السلبى الذي باتت تلعبه وسائل التواصل الاجتماعى، في دنيا السياسة وتقسيم المجتمعات، وكيف أنها أصبحت تستغل منصاتها لنشر المعلومات المغلوطة وتسميم الأجواء، وبث الكراهية، وإلحاق الضرر بقدرة الناخبين على الوصول لأحكام صحيحة، بدلا من أن تُستخدم في تعزيز الممارسة السياسية والديمقراطية، ومحاربة الفساد والتعصب والكذب.
 
ويضيف المقال أنه مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعى بدا الأمر واعدا بأن تسهم في مزيد من الممارسة المستنيرة للسياسة في العالم، بحيث تساعد الساسة الجيدين على مقاومة الفساد والأكاذيب، لكنه، وعوضا عن ذلك، فإن فيسبوك، على سبيل المثال، أقر مؤخرا بأن 124 مليون مستخدم شاهدوا أكاذيب روسية على منصته قبل الانتخابات الأمريكية الرئاسية الماضية وبعدها.
 
صحيح وفق ما جاء في المقال أن وسائل التواصل الاجتماعى، بحد ذاتها، لا تحدث الانقسام في المجتمع، لكنها تعمل على تعميقه مثلما لعبت دورا في تضخيم حنق الناس، إبان الأزمة المالية العالمية بين العامين 2007 و2008 ضد الطبقة الثرية في المجتمعات الغربية، وكيف تلعب دورا سلبيا في الحروب الثقافية في المجتمعات، عبر تقسيم الناخبين واستقطابهم، وفقا لهوياتهم وليس وفقا لطبقتهم الاجتماعية.
 
ورغم ما يراه خبراء من الأثر السلبى لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعى، من قبل ساسة وأحزاب يطرح بعضهم في كثير من الأحيان خطابا شعبويا متطرفا، إلا أنهم يعتبرون أن تلك الوسائل باتت تمثل واقعا لا يمكن تجاهله، وأن اعتماد كثيرين عليها ربما يعكس فقدان الناس الثقة في وسائل الإعلام التقليدية.
 
يقينا مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت واقعا لا يمكن تجاهله، ومن الضرورى التعامل مع عيوبها وحملاتها التحريضية وكثير من الأكاذيب التي تُلقى في وجوه الناس بوجود مؤسسات تدقق في صدقيه المعلومات التي تنشرها على هذه المواقع، وهو ما بدأ في الحدوث الآن.
 
البحث في الآثار السلبية لـ«فيسبوك» أمر مطلوب وصحى، ومواجهتها ليست بالحجب إنما بتصحيح الأخطاء ومواجهة السلبيات.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع