الأقباط متحدون - ستريس وazoospermia: عقم الرجال قد يهدد الجنس البشري في الـ50 عاماً المقبلة
  • ١١:١٣
  • الخميس , ١ مارس ٢٠١٨
English version

ستريس وazoospermia: عقم الرجال قد يهدد الجنس البشري في الـ50 عاماً المقبلة

صحة | رصيف22

١٧: ٠٥ م +02:00 EET

الخميس ١ مارس ٢٠١٨

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ورد في تقرير مطوّل لصحيفة التلغراف أن دراسات علمية عدة كشفت أنّ عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال انخفض بنسبة 60% في غضون 40 عاماً.

وعلى مدى السنوات الماضية، كان يتم التعامل مع مشكلة الحيوانات المنوية بصورة مجتزأة على حساب التركيز على معدل خصوبة الإناث، إلا أن علامات التحذير ترتفعت في السنوات الأخيرة.

ففي العام 2012، كشفت دراسة أجريت على أكثر من 26 ألف رجل فرنسي، أنَّ عدد الحيوانات المنوية قد انخفض بمعدل الثلث بين عامي 1989 و2005. كذلك أظهر تقرير نشر في العام 2007 في مجلة "علم الذكورة" أنه في مدينة بريطانية واحدة انخفض عدد الحيوانات المنوية بنسبة 29% خلال 13 سنة بين عامي 1989 و2002.

ما الذي يحدث بالفعل؟
إزاء هذه المعطيات الدقيقة، تساءلت "التلغراف" هل نحن على أعتاب كارثة اجتماعية وبيولوجية كبرى أم أن هذه الإحصاءات مضللة؟

أقوال جاهزة
عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال انخفض بنسبة 60% في غضون 40 عاماً

"لا نفهم طبيعة الحيوانات المنوية ولا نعرف لماذا يتعطل بعضها، ولا كيفية التعامل مع هذه المشكلة"

الطبيب البريطاني ستيفان شمليك، مؤسس مجموعة الطب الجديد في هارلي ستيرت كان حاسماً في توقعاته، إذ قال: "هناك علاجات طبية ضئيلة فيما يتعلق بمعدل الخصوبة لدى الذكور. وفي ظل المعدلات الحالية لانخفاض الحيوانات المنوية، فإنّ الجنس البشري سيتعرض للعقم خلال خمسين عاماً".


وتابع شمليك: "بدأت أرى أطفال أنابيب لآباء كانوا أيضاً أطفال أنابيب. لا أصدر حكماً، ولكن من الصعب ألا تتساءل ماذا يحدث حين نرى الجيل العاشر من أطفال الأنابيب؟".

فاتورة الضغوط اليومية
يحدث العقم الذكوري نتيجة إنتاج عدد قليل من الحيوانات المنوية، وضعف قدرتها على الحركة باتجاه البويضة، أو لأسباب مورفولوجية أو نتيجة انعدام الحيوانات المنوية لدى الرجل، وهي حالة تعرف باسم "azoospermia".

أسباب كثيرة وراء انخفاض خصوبة الرجال، إلا أن الضغوط الحياتية أهمها على حدّ قول شمليك: "لم يعش أي جيل بشري في أي وقت مضى تحت هذا النوع من الضغوط الذي يواجهه الناس اليوم في البلدان المتقدمة. فنحن لم نعد نشعر بالقلق من عدم وجود سقف فوق رؤوسنا، بقدر ما نشعر بالتوتر من تلقي رسائل البريد الإلكتروني، والمواعيد النهائية في العمل، والالتزامات المنزلية".

ويضيف شمليك: "النتيجة هي أنَ الدماغ لن يكون قادراً على التمييز بين التهديد الفيزيولوجي والنفسي، وبالتالي لا يصدر إلا استجابة واحدة فقط، هي إفراز الأدرينالين الذي يؤثر بشكل سلبي على إنتاج الحيوانات المنوية".

تشير التقديرات إلى أنّ 1 من كل 6 أزواج يعانون مشاكل في الحمل، وتنقسم أسباب ذلك بين الرجال والنساء بالنسبة ذاتها. ثمة حالات عقم تبقى من دون أسباب واضحة.

أواني الطهو وواقي الشمس
صحيح أن الكحول، والتدخين، والإجهاد، والسمنة المفرطة، ومضادات الاكتئاب، كلها أمور تشكل حاجزاً أمام الرجال الذين يأملون في إنجاب الأطفال، إلا أن هناك أدلة تؤكد أن منتجات واقي الشمس وأواني الطهو غير اللاصقة للطعام (التي تستخدم موادَّ مشبّعة بالفلور في عملية تصنيعها) قد تؤثر أيضاً على إنتاج الحيوانات المنوية، تماماً كارتداء السراويل الضيقة والتعرض للإشعاعات الكهروماغناطيسية من أجهزة الواي فاي، وتناول حبوب منع العمل.

وفي المدة الأخيرة، تكاثرت الشكوك حول مدى ارتباط دواء "إيبوبروفين" (مضاد للالتهاب)، من بين أدوية عديدة، بالخصوبة، بعدما أظهرت دراسة في المجلة العلمية Proceedings of the National Academy of Sciences أن الذين يتناولون جرعاتٍ زائدة من هذا الدواء فترة طويلة، يعانون ضرراً في إنتاج الهرمونات الجنسية الذكورية.


كذلك جرى الربط بين العقم لدى الذكور والمضافات الكيميائية في الأطعمة، أو المبيدات الحشرية والملوثات الصناعية، وتبيّن أن الدهانات المائية تحتوي على مادة "إيثيرات غليكول" المرتبطة بانخفاض حركة الحيوانات المنوية.

تعزيز الحيوانات المنوية
سبق أن اعترفت منظمة الصحة العالمية بنقص المعلومات بشأن مرض عقم الذكور. أما الدكتورة "سارة مارتنز دا سيلفا"، المحاضرة السريرية في طب الإنجاب والمختصة في أبحاث الخصوبة في جامعة دندي، فأوضحت: "لا نفهم طبيعة الحيوانات المنوية ولا نعرف لماذا يتعطل بعضها، ولا كيفية التعامل مع هذه المشكلة".

وأشارت "دا سيلفا" إلى أنه في غياب الوعي حول خصوبة الذكور، يتجه الأزواج إلى العلاج عن طريق عمليات التلقيح الصناعي والحقن المجهري، وهي العمليات نفسها المعتمدة لدى علاج المرأة".

وقد نصحت الطبيبة بجرعات عالية من فيتامين "سي" وتناول الوجبات الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة لتعزيز الحيوانات المنوية، على أمل الوصول في يوم من الأيام إلى "حبة سحرية" قادرة على تحسين معدل الحيوانات المنوية، مشيرةً إلى أن الرجال باتوا أكثر انفتاحاً لجهة البوح بمشاكلهم والسعي للمعرفة والحصول على علاجات فعالة لمشاكل الخصوبة.

وسط حالة الارتباك هذه، هناك أمر واحد مؤكد: التغيرات في معدلات الخصوبة تحدث بسرعة كبيرة جداً، مما ينفي كونها وليدة عوامل وراثية فقط، بحسب ما تذكره الصحيفة البريطانية.

وعليه، فإن إحداث تغيير طفيف مثل الحدّ من التوتر، وإتباع نظام غذائي أفضل يعتمد على الفاكهة والخضار ويقلل من اللحوم، والإقلاع عن التدخين، والنوم بشكل أفضل، قد تكون هذه التدابير كلها الحل المطلوب لتفادي مشكلة الخصوبة.