الأقباط متحدون - نظرة متعمقة 1-3
  • ٠٥:٢٣
  • الخميس , ١ مارس ٢٠١٨
English version

نظرة متعمقة 1-3

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٣: ٠٨ م +02:00 EET

الخميس ١ مارس ٢٠١٨

صوره_أرشيفية
صوره_أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
 الناظر لمنطقة الشرق الأوسط، يستطيع أن يتبين أن العراق قد تخففت أخيراً من ويلات الدمار التي كانت تعانيها، تقلصت أعمال الإرهاب، وقل التناحر المذهبي الشيعي السني، وربما هذا يعود لوجود داعش حيث تجمعت جميع القوى حول الخلاص والانتقام منها، وتحرير البلاد منها، وهذا التحول الشعبي حول الخلاص من داعش جعل العراقيون يتخلصون من الكثير من بذور الفتنة والشقاق أو ربما أن الخلاص من داعش جعل بعض الميلشيات كالحشد الشعبي وغيرها يستطيعون أن يسيطروا على الأمور، ويوقفوا نوبات الدمار التي كانت تجتاح العراق - والحمد لله- وربما أن مشتريات السلاح الروسي التي تزايدت والتدخل الروسي في العراق كبح جماح الوجود الأمريكي مما جعل الأصابع المؤذية تذهب بدون رجعة - بإذن الله- عن العراق.

 

دعني أذكرك أن الجيش العراقي كان قد اشترى كمية هائلة من السلاح الأمريكي قبل ظهور واجتياح داعش للعراق بالتحديد شمالها، وكل السلاح سقط في ايدي داعش بعد انسحاب الجيش العراقي وتخليه عن السلاح في مواجهته لداعش، ولم تكف أمريكا بل ولم تكتفي بالسلاح الذي بأيدي داعش والذي وقع بأيديهم على إثر ترك الجيش العراقي له بل كانت تمدهم بطريق الخطأ بحسب زعمها بالسلاح بداعي أنها تمد البشر بالمؤن والمقاومين بالسلاح!
 
وبالنظر لسوريا وهي الأكثر تعقيداً، فداعش يتقلص مجهودها ووجودها بل يكاد يتلاشىى لولا قبلات الحياة التي يقوم بها أردوغان الإرهابي التركي بعفرين لدعم بل ولإحياء داعش من خلال مقاومته وقتاله ضد وحدات قوات الشعب الكردي التي تحارب داعش، ولأن أردوغان يصعب عليه أن يذهب مجهوده في ولادة داعش هباءً، فهو يدفع بجيشه بنفسه لمساندة البقية الباقية من داعش، وهذا لا لشيء إلا لانه يكره الأكراد ويحب المشروع الداعشي الذي يربطه به أواصل المودة منذ زمن ولو من باب ألا يكون ناكر لإمدادات النفط المجانية التي كان يتمتع بها إبان سطوة داعش علي حقول البترول السورية.
 
أما التواجد الروسي، فهو متزايد ومتنامي برغم المزاعم الروسية بتقليص أعداد قواته ووحداته، حتى أنها دفعت بطائرات أربع من طراز حديث لم ينزل ساحات المعارك، ولم تتلقى القوات الروسية الجوية نفسها تدريبات كافية عليه، وهو السوخوي الشبح التي تمتص إشعاعات الرادار وذلك إما لتجربتها، وقد اعتدنا هذا من القوات العظمى، فكما فعلت امريكا بهيروشيما باليابان جربت القنبلة الذرية وغيرها من الأحداث، هكذا تجرب أيضاً روسيا الطائرة الجديدة، وربما لمواجهة تواجد واضح للطائرة إف 22 والتي ربما تستخدمها إسرائيل في غاراتها على القواعد الإيرانية.
 
نتوقف عند هذا الحد ونلتقي الاثنين القادم في استكمال لنظرة فاحصة لدول الشرق الأوسط.
 
المختصر المفيد السلاح والسياسة سيشعلان العالم كله ما لم تنتصر الإنسانية.