الأقباط متحدون - أناشيد دينية فى المدرسة!
  • ٠٦:٤٥
  • الاثنين , ٥ مارس ٢٠١٨
English version

أناشيد دينية فى المدرسة!

مقالات مختارة | طارق الشناوي

٢٨: ٠٧ ص +02:00 EET

الاثنين ٥ مارس ٢٠١٨

طارق الشناوي
طارق الشناوي

أناشيد ومدائح نبوية فى طابور الصباح بمدرسة ابتدائية خاصة فى مركز الباجور محافظة المنوفية. الذى يقود الفصل فى الإنشاد هو أستاذ اللغة الإنجليزية. كيف تعاملنا كمجتمع مع هذا الخبر؟ الاستحسان والسعادة والحبور كانت هى السائدة، سيطرت تلك المشاعر على الأغلبية فى التعاطى مع هذا الحدث وكأنه شىء عادى، بينما شعرت أنا بقدر من الانزعاج، ليس قطعا بسبب تلك الأناشيد، ولكن لترديدها، ولكل الطلبة، طبعا من حق المدرسة، أى مدرسة، أن تضع شروطها وتحدد نوع طلابها، لكننا لسنا بصدد مدرسة تابعة مباشرة للأزهر الشريف أو للكنيسة المقدسة، فهى مدرسة عامة، وهذا يعنى أنها سوف تمنع الطلبة المسيحين من دخولها، أو سيصبح التحاقهم بالمدرسة غير مرغوب فيه، فهم لن يتقدموا بأوراق أبنائهم، ولا المدرسة- وهى بهذه الحال- سترحب بهم، وسنرى مشاهد تذكرنا مجددا بفيلم المخرج عمرو سلامة (لمؤاخذة).

كان الأستاذ فى بداية مشاهد الفيلم يعتقد بعد أن استمع فى الحصة الأولى إلى أسماء الطلاب أن الجميع مسلمون، بطل الفيلم المسيحى اسمه محايد لا يدل على ديانته، ويضطر الطفل لمجاراتهم فى الوضوء والصلاة وحفظ القرآن، وتتعدد المواقف التى تجبر الطالب على أن يخفى ديانته، فلا أحد يظن أن على نفس (الدكة) من الممكن أن تجد طالبًا مسيحيًا.

الممارسات التى يُقدم عليها البعض مع الأسف تنطوى على العديد من المظاهر تحيل الوطن إلى دار عبادة كبيرة، كثيرا ما نتحدث عن بناء مساجد أو كنائس، رغم أن أرض الله واسعة وتجوز فيها الصلاة، وبيوت الله تكفينا وزيادة. نحن بحاجة ملحة إلى مدارس ومستشفيات. مصر تنتظر حصة دين تتناول تدريس المشترك بين الإسلام والمسيحية لكل الطلبة، وسيكتشفون أن ما يربو على 90% مشترك بين الديانتين، الطالب المسلم الذى يتعرف وهو صغير على الدين المسيحى لن يكفر أبدا مسيحيا، كما أن الطالب المسيحى الذى من الممكن أن يكون قد أصابه (الإسلاموفوبيا) سيشفى منه تماما بعد أن يتعرف على حقيقة الإسلام.

تلك هى قيمة الدروس العملية التى يجب أن يتعرف عليها التلميذ فى المرحلة الابتدائية، من يرد تعليما دينيا، فليذهب بابنه مباشرة إلى المدرسة الملائمة، ويبدأ يومه بتواشيح دينية.

■ ■ ■

ينفرط العقد سريعا، صرنا يوميا- معشر الصحفيين والنقاد الفنيين- نتلقى أخبار رحيل، وكأن بعضنا يشيع بعضنا، قبل خمسة عشر يوما، ودعنا الناقد الكبير على أبوشادى، بعده بأقل من أسبوع جاءنا خبر رحيل الكاتب الصحفى الكبير مجدى عبدالعزيز، وقبل ساعة واحدة من كتابة هذا المقال جاءنى خبر رحيل الناقدة والكاتبة الكبيرة إيريس نظمى.

منذ نحو شهر ونصف على أكثر تقدير، وفى المجلس الأعلى للثقافة وجه الكاتب والناقد الأمير أباظة، رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما ومهرجان الإسكندرية، الدعوة لإقامة ندوة للسيدة إيريس نظمى، للحديث عن إعادة طبع كتابها الذى تناولت فيه مذكرات شادية، وأحاطها الجميع بفيض من الحب والتقدير. سيدة رائعة منحت الصحافة الفنية ومن يمتهنها رونقا وقيمة أدبية، فلقد كانت تتعامل بندية مع النجوم، وحظيت باحترامهم جميعا.

عندما دعيت لإلقاء كلمة عنها، لا أتذكر تحديدا ماذا قلت، ولكنى حرصت على أن أقبلها من يديها ووجنتيها، وقلت لها أحبك، وأحترمك، نعم شىء غامض كان يقول لى إنه يوم الوداع، وكان علينا أن نبلغها جميعا كم نحبها، ونحترمها.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع