الـدكـتـور رءوف هـندي
إن الاضطراب الذي يزلزل أركان الشئون الإنسانية لم يسبق له مثيل وكثير من عواقبه وخيمة مدمرّة والأخطار التي تـتكالب على إنسانـية حائرة فاقت التصور والخيال على مدى التاريخ بأكمله والـمؤسسات التي طال احترامها عبر الزمان باتتْ عاجزة عن سدّاحتياجات إنسانية دائمة التطور بل البعض من تلك المؤسسات كان سببا للفوضى والغليان فالظروف التي تحيط بالمجتمع الإنساني وهي ظروف صعبه لاتُطاق هي الدليل على انَّ فشلنا جماعيا بدون استثناء وهنا يتبادر سؤال:هل تستمرا لإنسانية في محنتها متمسكةً بأفكار بالية ومعـتقدات عـقيمة عفا عليها الزمن أم سيهبُّ قادتها متحـدين وبغضّ النظـرعن العقائد إلى التشاور والحوار فيما بينهم بحثا عن حلول مناسبة وعاجلة لبشرية باتتْ معذبة؟وفي رأيي أنّ التعـصب بأنواعه سواء أكان جـنسيا أوعرقيا أودينيا أولونيا او طبـقيا أولغويا هوا لسبب الرئيـسي لانتشار الفوضى والإرهاب في العالم وأن النـزاع القائم بين أهـل الأديان والمذاهـب المخـتلـفة لم يكُن ناشئا عن أصـل الدين نفـسه بل عن فـقـدان الأديان لجوهرها الإنساني واستبداله بالطقوس والتقاليد والخرافات والاوهام فالدين الحقيقي في رأيي هو جوهروقيم إنسانية وليس مظاهر دراماتيكية وباختصار أن الدين ورجاله بدلا من أن يكونوا سببا لسعادة ورفاهية الـبشرية أصبحوا سببا للتوتر والنزاع والغليان فكلُ يدّعي أنه يملك حقيقة مطلقة بل ومفاتيح الجنة والنار لتسكين البشر فيها كما يحلو له!!
إن الاضطراب الذي يزلزل أركان الشئون الإنسانية لم يسبق له مثيل وكثير من عواقبه وخيمة مدمرّة والأخطار التي تـتكالب على إنسانـية حائرة فاقت التصور والخيال على مدى التاريخ بأكمله والـمؤسسات التي طال احترامها عبر الزمان باتتْ عاجزة عن سدّاحتياجات إنسانية دائمة التطور بل البعض من تلك المؤسسات كان سببا للفوضى والغليان فالظروف التي تحيط بالمجتمع الإنساني وهي ظروف صعبه لاتُطاق هي الدليل على انَّ فشلنا جماعيا بدون استثناء وهنا يتبادر سؤال:هل تستمرا لإنسانية في محنتها متمسكةً بأفكار بالية ومعـتقدات عـقيمة عفا عليها الزمن أم سيهبُّ قادتها متحـدين وبغضّ النظـرعن العقائد إلى التشاور والحوار فيما بينهم بحثا عن حلول مناسبة وعاجلة لبشرية باتتْ معذبة؟وفي رأيي أنّ التعـصب بأنواعه سواء أكان جـنسيا أوعرقيا أودينيا أولونيا او طبـقيا أولغويا هوا لسبب الرئيـسي لانتشار الفوضى والإرهاب في العالم وأن النـزاع القائم بين أهـل الأديان والمذاهـب المخـتلـفة لم يكُن ناشئا عن أصـل الدين نفـسه بل عن فـقـدان الأديان لجوهرها الإنساني واستبداله بالطقوس والتقاليد والخرافات والاوهام فالدين الحقيقي في رأيي هو جوهروقيم إنسانية وليس مظاهر دراماتيكية وباختصار أن الدين ورجاله بدلا من أن يكونوا سببا لسعادة ورفاهية الـبشرية أصبحوا سببا للتوتر والنزاع والغليان فكلُ يدّعي أنه يملك حقيقة مطلقة بل ومفاتيح الجنة والنار لتسكين البشر فيها كما يحلو له!!
وفي رأيي أنَّ من يدّعي أنَّ دينه ومعتقده حقيقة مطلقة هو في الواقع أسيرا لكذبة مطلقة فإذا كان دينك هو الحقيقة المطلقة لماذا لايكتشفه العالم كما اكتشفوا أن الماء ذرتان هيدروجين وذرة أكسجين!؟.
ويقول فولتير:لايمكن إصلاح مشكلة بنفس العقول التي أوجدت المشكلة.وفي رأيي ان الإنسان هوأعظم الأرقام في معادلة الحياة وهوأعلى الكائنات شأنا وأعلاها مقاما وإدراكا هو قيمة في ذاته وهنا أقصدالإنسان بدون وصف عنصري أوتمييزاوتفريق أقصدالإنسان في كل مكان وفي كل بقعة وبكل مايملك من حرية فكرومعتقد فالحرية شعور إنساني متدفق بالحق في الوجود والحياة هي حق إنساني ليس هبةً ولا منحة من احد-يولد جميع الـناس أحرارا.أقصدا لإنسان بكل تنوعه وتعدده وألوانه وإبداعاته فكل ماهوعظيم وملهم صنعه إنسان عمل بحرية فدينك لايهمني وعـقيدتك لاتعنيني وفكرك أنت حُرفيه مايهمني أن تكون إنسانا محبا لأخيك الإنسان بعض النظر عن دينه وفكره ومعتقده ويقول جبران خليل جبران مخاطبا الإنسان :أنت أخي وأنا أحبك سواء أكنت راكعا في مسجدأومصليا في كنيستك أوجالسا أمام صنمك أنت اخي وأحبك لأنك إنسان .
ولذا فأنا أرى أنه يجب علي قادة الفكر والمؤسسات العالمية والمحلية وضمن خطة شـاملة تشارك فيها جميع الدول لـترسيخ مفهوم القـيم الإنسانية المشتركة في ظل احـترام التنوع والتعدد الفكري والعقائدي والثقافي لكل الشعوب تحت مظلة قانونيةعالمية تضمنها مواثيق وعهود الأمم المتحدة فهذا هو المخرج الوحيد المتاح حاليا لنجاة إنسانية باتتْ معذبة من ويلات التعصب والكراهية والإرهاب الذي يكـتوي به الجميع كل ذلك من الممكن ان يتم إذا توافرت إرادة حقيقـية لـقادة العالم من خلال نظـرية الأمن الجماعي الشامل فالإنسانية كما قال سقراط (هي اوسع دائرة للـمحبة والاخوّة والإنسانية ليست دينا بل مرتبةً ساميه يصل إليها بعض البشر) فإذا رسخنا ذلك المفهوم من خلال المناهج التعليمية والتثقيفية والإعلامية وقادة الفكرسيؤدي ذلك بكل تاكيد لتغيير وتجديدالخطاب المجتمعي نحو السلام والتسامح بمفهومه الشامل والتعايش المشترك علينا التركيز في حوارنا وإن أمكن في نصوص الدستورذاته على المشتركات الإنسانية التي تجمعنا ولاتفرقناولا تسبب جدلا أواحتقانا بين أبناء الوطن الواحد أوحتى مع أهل العالم وفي رأيي إننا في احتياج مُلّح لإرادة سياسية جادة وحقيقيةلإحداث ثورة ثقافية تنويرية لتغييرالعقل والفكرالجمعي من اجل خلق مجتمع متسامح متعايش مع كل تنوع وتعدد سواء في محيطه الداخلي والخارجي لذا فبناء منظومة تعليمية جديدة بمناهج عصريةحديثة ترسخ لتلك القيم والمفاهيم باتت ضرورة ُملُّحة وهامة كما أن إحيياء القـوة الناعمة بكل روافـدها هي عوامل فاعلة ومؤثرة في تغـيير ثقافة المجتمع نحوالرقي والتحضرواستيعاب مفهوم المشتركات الإنسانية التي تجمعنا وتؤلف نسيجنا الواحد كبشرنعيش في ظل كوكب واحدوأسرةإنسانية واحدة لذا فعلينا البدءوبسرعةوهمّة وإرادة ومحبة للإنسانيةمن أجل خلق أجيال جديدة بفكرجديد وطموحات جديدة قادرةعلى التعايش والتناغم مع أهل العالم والكوكب كله وتمهيدالمرحلة قادمةبلاشك يتمُّ فيها القبول طواعية لكل الامم القبول بمبدأوحدةالجنس البشري وهو مطلب هام أساسي يجب توفره في عملية إعادة تنظيم العالم وإداراته كوطن واحدلأبناءالبشر جميعا وللقضاء على التعصب والعنف والإرهاب يجب إعلان هذا المبدأ في كل أنحاء العالم وجعله مادة تُدرّس في جميع مراحل التعليم وعليه فإنَّ القيم الإنسانيةالعلياالتي تجمعنا تجعلنا جميعا أثمار شجرةواحدة وأورق غصن واحد حينئذِ سيبدوالعالم وكأنه وطنٌ واحد والبشرسكانه لذا فإن الوعي العالمي بهذا التوجه نحوالمشتركات الإنسانيةالتي تجمعنا كبشرسيقربنا بشدة نحوالصورة الطبيعية المألوفة لهذاالكوكب بلونيه الأزرق والأبيض الذي يسبح في فضاء أسودلامتناهِ فيعكس لنا صورة تخبرنا بحقيقتناكشعبٍ واحديعيش على أرض واحدة غنيّ وثري بالتعددوالتنوع الحضاري والثقافي