الأقباط متحدون - رسالة إلى نيافة الأنبا أنجيلوس
  • ١٤:٥٢
  • الاثنين , ٥ مارس ٢٠١٨
English version

رسالة إلى نيافة الأنبا أنجيلوس

أوليفر

مساحة رأي

٥١: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ٥ مارس ٢٠١٨

 الأنبا أنجيلوس
الأنبا أنجيلوس

 Oliver كتبها

أبى الحبيب الأنبا أنجيلوس الذى أخذ من الروح القدس نعمة الأسقفية و معها نعم كثيرة و أنواع سلطان.و ضمن ما أخذت من النعم  نعمة الإتضاع التي عليها تستند كل الفضائل وز أنا عليها أستند لكي أكلم نيافتكم كتلميذ يحاور معلمه.
 
سمعت لك جزء من عظة و كنت أود أن أسمعها كلها لكن المقطع المتاح هو ما سمعته و هو كاف ليوضح فكرتكم التي بدأتها بالإعتراض علي التفسير الحرفي للكتاب و طلبت من الحاضرين أن ينسوا كل ما سمعوه عن قصة السقوط لكي تعلمهم الجديد الذى هو أن شخصية الحية رمزية و هي لم تكن حية و سألت الحاضرين اين هو الشيطان في كل القصة بل هو غير موجود في أسفار موسي النبي الخمسة و أضيف لك من عندي أن الشيطان غير موجود في معظم أسفار العهد القديم و أن المرة الأولي التي ذكر فيها الشيطان في العهد القديم كانت في سفر أخبار الأيام  الذى كتب في القرن السادس قبل الميلاد أي بعد ما يقرب من ثمانمائة سنة من سفر التكوين فهل بقي شعب الله لا يعرف للشيطان إسماً ثمانمائة سنة؟ حتي ظهر إسمه.لما أغوي الشيطان داود النبي لكي يحصى اسرائيل 1 أخ 21: 1 .وتقول حيث أن إسم الشيطان غير موجود فقصة السقوط رمزية؟إذن بهذا المنطق فكل الأسفار التي كتبت خلال ثمانمائة عام كانت أحداثها رمزية؟ أرجو أن يتسع صدرك لي.
 
1 –الهدف الأول و الأخيرللوعظ و التعليم هو ربح النفوس و ليس بلبلة الأفكار.البلبلة عمل للهدم كما تعرف نيافتكم عن برج بابل .فأن تبدأ نيافتكم الكلمة بأسئلة تبدو علي سبيل التحدي مثل أين ذكر الشيطان في القصة؟ و هل اللعنة علي نوع من الثعابين أم لكل الأنواع؟ و هل لعنت بالخرس فلماذا أخرست؟ و هل لبسها الشيطان فلماذا يلعن الله الجلابية التي لبسها المتهم و يترك المتهم اي إبليس؟ ثم تنطلق من هذه الأسئلة المفاجأة إلي تفسيركم  الغريب .ابي الحبيب لا توجد مثل تلك المدرسة التشكيكية في الوعظ الروحى.هذا المنهج التشكيكي هو منهج إختلقه اصحاب مدرسة النقد الكتابي في القون الثامن عشر فهل نيافتكم معجب بهم و بمنهجهم أكثر من طرق التعليم التي تبناها السيد المسيح في عظاته و التي أرشد الروح القدس التلاميذ في رسائلهم؟هل تتفق معي أن الأسلوب البناء في الوعظ يربح أفضل من أسلوب التشكيك؟ً.
 
2-تعرف نيافتكم أن هذا الإغراق في الرمزية مما ينفي المعني الواقعي المادي بصورة تامة أسقط معلمين كبار منذ القرون الأولي فما تقوله عن الرمزية كان أحد التهم التي وجهت لأوريجانوس (سواء إرتكبها أم لا) لكن المهم أنها تهمة لا يقبلها القديسين العظام لذلك رد عليها القديس يوحنا ذهبي الفم و فند جزء منها.فما تقوله نيافتكم ليس إبتكاراً أو إكتشافاً أو تأملاً أو تفسيراً أو عقيدة بل فكرة قديمة رفضها الآباء المعتبرين أعمدة في التفسير.و تعرف نيافتكم أن كنيستنا الأرثوذكسية تمزج بين التفسير الحرفي الذى تجيده الكنيسة الأنطاكية و التفسير الرمزي الذى تجيده الكنيسة القبطية لكنها لا تكتف بأحدهما.لأن الأحداث لها معني مادى حدث حرفياً  بالإضافة إلى مدلولاتها الروحية لأجل خلاصنا.
 
3-أستأذن نيافتكم في ملاحظات على قدر فهمي الساذج البسيط لعلي ما فهمت قصدكم .أتفق معكمأن إبليس لم يذكر في قصة السقوط بالإسم لا في هذا الموقف وحده بل في مواقف شتى.لكن العجيب أنه كان موجود و معروف و قد ذكر بالإسم في الكتاب المقدس في حادثة تخص موسي النبي نفسه و بإعتبار نيافتكم تؤمن أن رسالة يهوذا هي بوحي الروح القدس فأكيد تصدق أن الخصومة التي تبناها إبليس لكي يختطف جسد موسي النبي بعد موته و حاربه رئيس الملائكة ميخائيل مما يؤكد أن إسم و شخص إبليس كان موجودا و معروفاً من العهد القديم وأيام موسي النبي نفسه,يهوذا : 9.فهل كانت هذه أيضا قصة رمزية؟ 
 
4- إبليس دخل الحية و الكتاب دقيق لم يقل أن الحية أحكم الحيوانات بل أحيل الحيوانات أي أكثرها خبثاً و مكراً.فالوحي 
المقدس يشير إلى إبليس مصدر الخبث لانجهل حيله أو أدواته (النص الإنجليزي)2كو2: 11.إن دخول إبليس في الحية المادية مقصوداً لأن الحية تتصف بحيلها الكثيرة  إذ قال الكتاب أنها أحيل جميع حيوانات الجنة لاحظ نيافتك أنها أحيل و ليست أحكم كما ذكرت نيافتكم لأن الحكمة من ثمار الروح القدس أما الحيل فهى عمل شرير فالفرق كبير بين اللفظين.الكتاب المقدس لم يرد أن يذكر إبليس بالإسم في بداية تكوين شعب الله لكي لا تصبح شخصية محورية في علاقة الناس بالله في بداية تعرفهم علي هذا الإله.فنحن لا نشرح الموت للأطفال بل نعلمهم الحياة هكذا صنع الرب لشعبه في طفولته الروحية.ما كان مهماً أن يعرف الكثير عن إبليس بل كان مهماً أن يطيع الوصية ويتجنب الخطيةهذا كان منهج أسفار فترة تكوين شعب الله كنيسة العهد القديم.
 
- الحية البيولوجية لم تكن ناطقة و ليست هي التي حاربت آدم و حواء كما ذكرتكم نيافتكم.إبليس هو المتكلم و الناطق بالشر من خلال الحية البيولوجية. و بالتالي ليست الحية المادية هي الفاعل الرئيسى في السقوط بل الحية الروحية إبليس هو القاتل. الحية البيولوجية لا تتكلم .إذن دور الشيطان الذى سألت عنه نيافتكم هو أنه تكلم من خلال الحيةلإغواء أبوينا. الحية المادية لم تكن ناطقة و عوقبت بالخرس كما ذكرت نيافتكم.فهل تؤمن بحيوانات ناطقة  قبل السقوط و هل لديك ما يثبت ذلك؟ هل لأن حمار بلعام  تكلم مرة يمكننا أن نعتبر الحمير حيوانات ناطقة؟هل عصا موسى التي صارت حية  تزحف علي بطنها بقدرة إلهية .عصى السحرة صارت حيات بطريقة شيطانية. هل هذا الموقف يجعلنا نصدق أن العصى تزحف علي الأرض؟ هل عصى السحرة  صارت حيات بطريقة رمزيةأم بالفعل حرفياً ؟ هل تحركت كالثعابين من نفسها  أم دخلها إبليس فصارت كالثعابين فلماذا لا يدخل إبليس الحية بطريقة فعلية كما فعل في عصى السحرة و ينطق من خلالها.
 
- دخل الشيطان بطرس و تكلم علي لسانه  فأيهما أسهل للشيطان أن يدخل حيواناً أم تلميذاً للمسيح؟  وماذا قال المسيح  في ذلك الموقف؟ قال إذهب عني يا شيطان. قالها للشيطان الذى دخل بطرس و لم يقل إذهب عني يا بطرس مع أنه قال الكلام لبطرس عن الشيطان.بنفس الفكر قال الرب العقوبة للشيطان و هو يكلم الحية.هو يقصد الشيطان في الأصل لكن أيضا يوجد كلام للحية المادية مت16.فهل سنقول صار بطرس جلابية القاتل؟ كما قلت نيافتكم عن الحية أنها جلابية القاتل؟ الأمر أن إبليس كان ما زال طليقاً لم تنكسر رئاسته بعد لذلك يتنقل بين هذا و ذاك. كان إختيار إبليس للحية يتناسب مع فكر إبليس. و إختيار إبليس لحماسة بطرس يخفي رغبة إبليس في إيقاف الخلاص.لذلك إبليس أخذ إسمه ( الحية القديمة) من الحية التي إستخدمها لخداع البشر.فلم يكن إبليس حية بل رئيس ملائكة و كما أخذت الحية من إبليس مكره أخذ إبليس من الحية إسمها.
 
- أما عن عقوبة الحية البيولوجية فنيافتكم تعلم أكثر مني أنه لا توجد دينونة للحيوانات.و العقوبة للحية هي تعليم  لآدم و حواء لثمر الخطية. كما كان نطق حمار بلعام تعليم لبلعام النبي.فلا يضر حيوان أن يزحف علي بطنه ما دام مؤهلاً لذلك و لا أن يعيش في التراب فليست الحيات وحدها التي تعيش في التراب.بل الفائدة لنا و المعني روحى للتحذير من الإنغماس في الخطية.الله لم يحكم علي الجلابية التي لبسها المتهم كما ذكرت نيافتكم في نكتتكم الظريفة.بل حكم علي إبليس و الثوب المدنس من الجسد اي الحية كما ذكر يهوذا في نفس رسالته 26.أما المتهم الرئيسي إبليس فقد حكم عليه بالدوس تحت الأقدام بالمسيح نفسه و بالنعمة لنا معه.ندوسه بخلاص المسيح له المجد.هذا الحكم على الفاعل الرئيسى إبليس :نسل المرأة يسحق رأس الحية.و إبليس هو رأس الحية أليس كذلك؟ أما عقوبة الحيوان أي الحية الطبيعية  فلا تفرق كثيراً  معها لأن الحيوان يعيش ثم يموت و لا أبدية أو حساب له يعود كله إلي التراب سواء كان يزحف أو يقفز أو يسبح .فلم يكن مهماً أن يلعن نوعاً من الثعابين كأنه هو السبب لكنه جعل الثعابين كلهاتزحف علي بطنها درساً توضيحياً لنا. من يركز عينيه علي كل ما هو اسفل .يأكل كل ما هو ملوث هو الذى يعيش كالثعابين في تراب الأرض فاقد نسمة القدير أما الذي يتوب فهو ينهض من التراب و يسترد رتبته كإبن الله.كذلك علمنا المسيح أن نتعلم من حكمة الحيات.فهي لا تحمي شيء في جسدها إلا رأسها لنحرص نحن أيضاً علي وجود المسيح رأسنا في حياتنا و هو يحمي جسده اي كنيسته.فالتعليم من الحيات حصل مرتين الأولي بالعقوبة أن ندوس راس الحية و الثاني بالنصيحة أن نحرص علي رأسنا المسيح.
 
-هل عدم ذكر إبليس علامة علي عدم وجوده في قصة السقوط؟ عندي سؤال بسيط لو سمحت لي.هل  بنفس منطقك :عدم ذكرإسم المسيح في كلام الله مع آدم و حواء بعد السقوط يعني أنه كان غير موجود؟ و هل عبارة نسل المرأة يسحق رأس الحية  كلام رمزي أيضاً؟ ألا تفسر بأن نسل المرأة هو المسيح الذى يسحق راس الحية الذى هو الشيطان؟أظن  نيافتكم  تقبل هذا المعني. إذن عدم التصريح بالإسم لا يعني غياب الشخص.فإن قبلت هذا المنطقفبنفس المنطق :إبليس هو  الفاعل والمقصود بالعقوبة و أن الحية أداة الجريمة و المسيح هو المقصود بالخلاص و أن الصليب أداة الخلاص و كما نحتقر إبليس و نبغض أدواته نمجد المسيح و نفتخربصليبه بكل الصور.
 
- بحثت عن وصف حزقيال النبي للشيطان قبل السقوط فوجدته  في إصحاح 28 و ليس 38 .كان قبل السقوط فيه جمال و حكمة لكن لما إنتزع منه الروح القدس لكبرياءه لم يعد فيه جمالا و لا حكمة بل قبحاً و خبثاً.
 
- ذل الشيطان لم يكن بعد سقوط البشرية لكنه بدأ بطرده من السماء ثم بدحره بموت المسيح  فقد رئاسته و سيستكمل عقوبته الأبدية في الدينونة مع جنوده في النار المعدة خصيصاً له.لهذا علي بطنك تزحفين ليست للشيطان بل للحية البيولوجية فالشيطان لا يزحف بل هو روح ينتقل كالأرواح.عقاب الشيطان لم يتم بالأمر بل بالخلاص.و الشيطان لا يحارب الجسد فقط لأن محارباتنا في الأصل روحية و ليست جسدية. ليست مع لحم و دم.الشيطان بل ضد أرواح شريرة تحاربنا في كل ما لنا.في الجسد و النفس و الروح.لهذا يقول الرب عن أحد الأساقفة لك إسم أنك حي (بالجسد) و أنت ميت (بالروح) فهذه حرب روحية تأخذ الجسد مدخلا لها كما أخذ إبليس الحية مدخلاً له.
 
- سمعت نيافتكم تقول أن الشيطان سحق عقب المسيح اي جسده.ما أعلمه أن الشيطان لم يسحق شيئاً بل هو الذى سُحق.أما الإبن فقد سر أبيه أن يسحقه بالحزن لأجلنا إش53: 10. إبليس لم يسحقجسد المسيح بل المسيح بذل نفسه لأجلنا.السحق من إبليس تعني إنتصاره علي المسيح و سحق جسد المسيح يعني أنه مات إضطراراً مع أنه بذل نفسه بإرادته وحده عنا كلنا كما نسمع نيافتكم تصليها في القداس.لهذا ندقق.
 
-ختاماً اشارككم ما قلتموه أن الحية القديمة  هى التي تفسد بساطة أولاد الله.نرجو بصلواتكم ألا نفقد بساطة التعليم الذى لنا من كلمة الحياة فلا ننكر أنه نافع كله بالمعني المادي و المعني الروحي.الإكتفاء بالمعني المادي فقر روحي و فريسية و الإكتفاء بالمعني الرمزي يجلب الشطط و تبدأ من عنده العثرات أما الذين فيهم روح الحكمة فيمزجون الإثنين معاً فتصبح كلمة الله شراب من ينبوع لا سلطان للذين يقرأون الكلمة من غير روح النعمة أن يتذوقوا هذا الكأس السمائي. أرجو مجدداً صلواتكم و اشكر سعة صدركم يا أبي الحبيب أنبا أنجيلوس.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد