الأقباط متحدون - الصوم الكبير وخبرة الحياة الليتورجية
  • ٢٣:٥٦
  • الثلاثاء , ٦ مارس ٢٠١٨
English version

الصوم الكبير وخبرة الحياة الليتورجية

البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين

مساحة رأي

٠٥: ١١ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٦ مارس ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

Alexander Schmemann
ΜΕΓΑΛΗ ΣΑΡΑΚΟΣΤΗ
Πορεία πρός τό Πάσχα
Η ΛΕΙΤΟΥΡΓΙΑ ΤΩΝ ΠΡΟΗΓΙΑΣΜΕΝΩΝ ΔΩΡΩΝ
قداس القدسات السابق تقديسها

(البروجيازمينى )
الأب أثناسيوس حنين

أقمنا قداس القدسات السابق تقديسها فى دير القديس نيكتاريوس بمنطقة جليفادا بضواحى العاصمة اليونانية أثينا. ترأس القداس الأب الأرشمندريت نيفون الفاتوبيدينوس (جبل أثوس)’ الأب الروحى للدير ’ وبالرغم من أن هذا القداس لا يقيمه أكثر من كاهن واحد ’ الا أن الجيرونداس نيفون قد أشركنى معه للتعلم والتمرس . ولهذا قررت أن أشرك القراء فى فكرة بسيطة عن هذه التقليد الليتورجى القديم .

خبرة ليتورجية جديدة ومبتكرة ومبدعة ’ جديدة ليس فقط على الغير الارثوذكس ’ بل على الارثوذكس أنفسهم ’ لأنها تقام فقط أثناء الصوم الكبير ’ حسب شهادة أحد شيوخ علم الليتورجية ’ يؤأنس فندوليس .

يتفق علماء الليتورجيات وعلى ر أسهم الأب شميمان والبروفسور فوندوليس وأخرون على أن قداس القدسات السابق تقديسها هو ممارسة ليتورجية قديمة . تعود الى القديس باسيليوس الكبير (الرسالة 93 ) . الكنيسة المصرية لا تعرف هذه الليتورجيا ’ لهذا ربما ’ نقول ربما ’ لان المساحة لا تتسع لدراسة تاريخية مفصلة ’ يعود عهدها الى القرن الخامس أى بعد خلقيدونية 451 ميلادية أو قبلها ولم يتعرف عليها المسيحيوت المصريون بسبب الانشغال فى العراك اللاهوتى وأهمال الليتورجيات التى كانت هى مطرح وحدة الجميع !. لا أعرف اذا كان الكنيسة الارمنية والاثيوبية تقيم قداس القدسات السابق تقديسها !.وليت القراء الدارسون يبدون رأيهم فى البحث . يرى المؤرخون بأن المسيحيون الأوائل قد أعتادوا على التناول فى كل قداس أى أربع مرات فى الاسبوع الاربعاء والجمعة والسبت والأحد ’ وكان المؤمنون قد أعتادوا على حمل الجواهر معهم الى بيوتهم للتناول وسط باقى الاسبوع حيث لا تقام قداسات . ولقد أنتقد القديس باسيليوس هذه الممارسة ’وهنا ساهمت الرهبنة والاديرة ’ كالعادة ’ فى حفظ التراث الليتورجى و ظهور بدايات القداس السابق تقدسيه .كان الرهبان يصومون الى الساعة الثالثة أى الى الغروب ويأكلون مرة واحدة ومن ثم يتناولون ما حملوه معهم من قداس الاحد . كانوا يقيمون صلاة شكر وتسبيح ويتناولون بأنفسهم واذا انوجد كاهن يناولهم . ومن هنا بدأ قداس القدسات السابق تقديسها فى الظهور من خلاتل صلاة الغروب أو العشية ’ هو قداس مسائى ’حسب شهادة عالم الليتورجيات يؤأنس فندوليس والاب شميمان .

ما هى الأسباب اللاهوتية والليتورجية وراء ظهور قداس القدسات السابق تقديسها فى الصوم الكبير ؟
أولا : القاعدة الليتورجية تمنع اقامة القداس الالهى فى وسط أيام الاسبوع أثناء الصوم .لا تتفق الليتورجيا القيامية مع الصوم والحزن ’ لأن الليتورجيا هى فرح العروس بحضور العريس (ابناء الملكوت لا يصومون مادام العريس معهم ) متى 9 :15 ’ وهى التهاب القلب فرحا عند كسر الخبز(لوقا 24 ). أذ أن الليتورجيا هى عمل فصحى وقيامى وطقس فرح . الافخارستيا هى عيد الكنيسة .أقامتها لا تتناسب مع أجواء الصوم الحزينة ’ لهذا لا يقام القداس سوى أيام السبت والأحد . .وأيام الاربعاء والجمعة يتم اقامة خدمة القدسات السابق تقديسها والتناول فى المساء بعد الصوم الى الغروب .يتم أخذ القدسات من أفخارستية يوم الأحد أو السبت ’ ويتم الاحتفاظ بها فى علبة خاصة فوق المذبح . ويضيف الاب شميمان بأن قاعدة خدمة القدسات السابق تقديسها ( قد تم نسيانها فى كثير من الرعايا والكنائس وخاصة التى كانت عرضة للتأثيرات اللاتينية والغربية ’ واستبدلت القاعدة الليتورجية القديمة ’ بقداديس يومية "خاصة" و"تذكارات" تقام أثناء الصوم ’ الأمر الذى لا يتفق مع الطابع القيامى والفصحى للافخارستيا كما عرفها وعاشها وذاقها المسيحيون الأوائل وحتى فى الأماكن التى حافظت عليها ’ لم يتم بذل الجهد الرعوى والروحى لتجاوز التطبيق الشكلى لهذا الممارسات الليتورجية القديمة والاصيلة . هذه القاعدة الليتورجية ’ أى أقامة قداس القدسات السابق تقديسها ’ لهى تتجاوز اطار الصوم وتنير التقليد الليتورجى الارثوذكسى والأبائى بكامله .(راجع الاب شميمان الصوم الكبير ’مكتبة السائح -- طرابلس 1978 ص 39).
نرجوا للجميع صوما مقدسا .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع