الأقباط متحدون | التشويش على المصريين!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٠٩ | الجمعة ٢٠ مايو ٢٠١١ | ١٢ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٩٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

التشويش على المصريين!

الراسل: هيدي سمير | الجمعة ٢٠ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

الراسل: هيدي سمير
التشويش هو إرباك لعقل الإنسان وتحميله معلومات وبيانات ومواضيع كثيرة ومتلاحقة ومختلفة، وبذلك يتم شغل وإرهاق الذهن بالتعامل مع العديد من الأمور الهامة في وقت واحد، وهذا ما يحدث للمصريين الآن.

مع كثرة الأخبار الجديدة التي كل يوم نسمع عنها، والموضوعات التي تطرح على الساحة بدرجات متفاوتة من الأهمية، يزداد التشويش على ذهن الإنسان بكل ما يسمعه ويشاهده ويقارنه من أخبار، وخاصة الأخبار الاقتصادية والمشاكل التي طفحت على الوجه. ورغم أن من يحكمون البلد الآن غير فاسدين، مع ذلك نسمع عن الكثيرمن المشاكل في جميع النواحي التي لم نسمع عنها في ظل من كانوا يسرقون البلد بالمليارات!! ومع سرعة الأحداث والتفكير في الشهور القادمة، وما الذي سوف يحدث؟ ومتى البلد تستقر؟ ومنْ سيكون الرئيس؟ وما الذي يفعله؟ هذه الأفكار تكوِّن ضغطًا على الذهن، مع عدم القدرة على التركيز والاستيعاب لما يحدث من تطوُّر في الأحداث، وهذا يؤدي إلى الإجهاد، وبناء عليه أخذ القرارات الخطأ.


كل يوم يخرج الجديد من الأحزاب والتصريحات والمظاهرات الفئوية وأعمال النهب والسرقة، مع حوادث القتل العشوائي والقبض العشوائي. وفي بعض الأوقات يكون خلف التشويش شخص أو هيئة أو حكومة أو مؤسسة قائمة بالتشويش على بعض الأفراد، محاولة منها لصرف انتباه الأفراد عن حدث مهم جدًا، فماذا يفعلون؟ يقومون بإجهاد الذهن فلا يستطيع الإنسان العناية الكافية في الأمر الذي يحتاجه، فالإنسان لا يستطيع التفكير في أكثر من موضوع في وقت واحد، مثل أنك لا تستطيع أن تسمع اثنين يتحدثان إليك في وقت واحد، فعليك أن تسمع شخصًا واحدًا لتعرف ما يقول وما ينبغي عليك فعله، كذلك الذهن لا يستطيع التفكير في أكثر من موضوع.


والعديد من الدعوات التي تدعونا للخروج إلى المظاهرات المليونية أو الإنضمام إلى الحزب الفلاني، وكل دعوة لها أهدافها يمكن أن تكون غير واضحة في بدايتها، والكثيرون منا لا يعرفون من معهم ومن عليهم، وكل الأورق اختلطت مع بعضها البعض. وما تفعله الجماعات الوهابية التي تخرج علينا لتمزِّق الوطن وتشوِّه هيبة "مصر" وتشتِّت أفكار المصريين القادمين على خوض تجربة لم نمر بها من قبل. وأتساءل: هل هذا هو الوقت المناسب للشحن الطائفي؟ ما الذي يعود على البلد بخروج مثل هذه المظاهرات التي تحمل السب والقذف للآخر، وغلق الطرق، ووقف حركة القطارات؟ من له المصلحة ليترك هذه الجماعات لتدمِّر البلد وتشوِّش على المصريين؟ وما الذي يعود على البلد من حرق الكنائس وقتل المسيحيين؟ هل ستكون أفضل؟ لا أعتقد.. الجاهل فقط هو الذى يبيع "مصر" أو الذي ليست "مصر" بلده.


وأقول لكل مستنير، لا تبِع "مصر" بسلبيتك. أقول لكل مشايخ الأزهر، لا تبيعوا "مصر" بصمتكم. أقول للأقباط، لا تبيعوا "مصر" باستسلامكم. أقول للمثقفيين والإعلاميين، لا تسلِّموا "مصر" للذي يخيفكم. أقول للقوات المسلحة، لا تسلِّموا "مصر" للهوان.


رغم سنين الفساد، مازالت "مصر" تحمل الخير لأولادها، فهي قادرة على كل صوت عال يدعو للنقمة، يدعو للتعصب والخراب. فأنتم فاشلون، ومقاصد الله لـ"مصر" تثبت، و"مصر" للمصريين وليست لأي بلد عربية أو أجنبية. فعلينا أن نحافظ على أذهاننا من التشويش، ونركِّز في المواضيع الأكثر أهمية، وهي الانتخابات.. من الذي ننتخبه؟ وما الذي سوف يقدِّمه لـ"مصر" خلال السنوات القادمة؟


نحن أصبحنا أكثر جرأةً، ولكن ليس أكثر وعيًا. نريد أن نعمل معًا كمصريين قادرين على أن نفرِّق بين الصالح والطالح، قادرين على اختيار منْ يمثلنا ويمثل "مصر".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :