ما هو "غاز الأعصاب" وماذا يفعل؟

 

وقد عثر على سيرغي ويوليا الأحد فاقدين للوعي في مدينة سالزبيري، ولا يزالان في حالة خطيرة بالمستشفى.

 

وقال مساعد مفوض الشرطة، مارك راولي، إن الشرطي الذي وصل أولا إلى مكان الحادث يرقد أيضا في المستشفى وأن حالته حرجة.

 

الشرطة البريطانية تسابق الزمن لتحديد مصدر الغاز المستخدم في تسميم الجاسوس الروسي

 

وقد عثر على سكريبل، البالغ من العمر 66 عاما، وابنته، 33 عاما، ممددين على مقعد قرب مركز تجاري.

 

يعد غاز الأعصاب من الغازات السامة الأكثر خطورة، إذ يشل الجهاز العصبي وجميع وظائف الجسم ويمكن أن يكون قاتلاً.

 

غاز الأعصاب "استخدم في محاولة قتل" الجاسوس سكريبل

 

ويدخل الغاز الجسم من الفم أو الأنف عادة، ولكن يمكن أن يتسرب من العينين أو الجلد.

 

وأضاف راولي أن الخبراء حددوا نوع الغاز المستعمل، ولكنهم لن يكشفوا عنه في هذه المرحلة.

 

وقال إن الشرطة "تتعامل مع الحادث على أنه محاولة قتل باستعمال غاز الأعصاب، وأن الشخصين المصابين كانا مستهدفين".

 

وأكد أنه لا دليل على مخاطر صحية تهدد الناس في المنطقة.

 

ويقول الدكتور ديفيد كالديكوت كبير المحاضرين بكلية الطب بالجامعة الأسترالية الوطنية:" إن غاز الأعصاب ربما يكون أخطر شيء واجهه الإنسان بعد القنبلة النووية".

 

تابون

سارين

سومان

في إكس ( (V X

سيكسولارين أو جي إف

والأنواع الثلاثة الأولى سوائل شفافة بدون لون أو طعم والفي إكس سائل كهرماني زيتي اللون وهو الأشد فتكا فقطرة واحدة منه على جلد إنسان تقتله في دقائق.

 

لم تؤكد الشرطة النوع المستخدم ولكن مصدرا قال لبي بي سي إنه من المرجح أنه نوع أندر من السارين والفي إكس وهما من أكثر الأنواع شهرة.

 

قتل كيم جونغ نام الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بغاز الأعصاب في ماليزيا العام الماضي بعد أقل من 20 دقيقة على قيام سيدتين برش وجهه بغاز في إكس بمطار كوالالمبور عام 2017.

 

وتقول الأمم المتحدة إن الحكومة السورية استخدمت السارين في هجومها على الغوطة قرب دمشق عام 2013 ثم في خان شيخون في شمال غرب البلاد في أبريل/نيسان عام 2017 مما أسفر عن قتل المئات.

 

واشنطن: بيونغيانغ اغتالت الأخ غير الشقيق لكيم جونغ-أون بغاز للأعصاب

 

كما استخدم سائل السارين في هجوم مترو الأنفاق بالعاصمة اليابانية طوكيو عام 1995 والذي أسفر عن مقتل 13 شخصا.

 

وعندما قتل العميل الروسي ألكسندر ليتفيننكو مسموما في لندن عام 2006 استخدم عنصر مشع، وليس غاز أعصاب، يدعى بلوتينيوم 210 في فنجان الشاي الخاص به.

 

غاز الأعصاب يوقف استقبال العضلات للرسائل من الأعصاب مما يؤدي لانهيار العديد من وظائف الجسم. وهو يعمل خلال ثواني أو دقائق إذا تم استنشاقه وبدرجة أبطأ إذا تعرض الإنسان له من خلال الجلد.

 

وتشمل الأعراض تحول العين للون الأبيض والتشنجات وسيلان اللعاب والغيبوبة وصعوبة التنفس والموت. فإذا قمت برش ذبابة بمبيد حشري ستجدها تقع على ظهرها نتيجة لسريان غاز الأعصاب.

 

لأن غاز الأعصاب يجب استنشاقه أو لمسه للجلد فلابد من استعماله عن قرب مع أولئك المستهدفين.

 

ومطلوب كمية قليلة منه لإحداث تأثير فهو سام للغاية وهو ينقل في شيء محكم الإغلاق ومن ينقلونه ويستخدمونه لابد لهم من ملابس خاصة تحميهم.

 

وتقول الدكتورة أندريا سيلا أستاذة الكيمياء في يونيفرستي كوليدج لندن إنه بسبب السمية الشديدة لغاز الأعصاب فإنه يمثل "خطرا كبيرا" على الشخص الذي ينقله.

 

تقول دكتور ستيلا إنه رغم السمية الشديدة فإن غاز الأعصاب ذو "خطر محدود للغاية" على الناس إذ لابد وأن تكون قريبا جدا مكي تتأثر به.

 

هناك ترياق يساعد على عكس آثار غاز الأعصاب تحتفظ به خدمات الطوارئ ولكن كلما تم تقديم الترياق بسرعة كلما كانت فرص الشفاء أفضل.

 

ويقول البروفيسور أليستر هاي الأستاذ بجامعة ليدز إنه يمكن علاج المصابين بالأتروبين وتظهر المشكلة إذا لم يتم تقديم العلاج بسرعة.

 

لا يصنع من مواد يمكن عملها بالبيت فمستويات السمية به لا تسمح إلا لمؤسسات متخصصة مثل جامعة أو معمل صناعي بإنتاجه.

 

تهديد بريطاني بالرد على روسيا إذا ثبت تورطها في واقعة الجاسوس سكريبال

 

وكان غاز الأعصاب قد تم اكتشافه بالصدفة في ثلاثينيات القرن الماضي خلال محاولة تصنيع مبيد حشري زهيد الثمن وانتهى به الأمر في سلاح المدفعية الألمانية.

 

وبدأت الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا تجارب غاز الأعصاب بعد الحرب العالمية الثانية وكان العلماء البريطانيون هم من طور غاز إكس في في خمسينيات القرن الماضي. ويرجح خبراء أن يكون غاز الأعصاب الذي استخدم في ساليزبري قد جاء من دولة.

 

ستفحص السلطات حاوية تستخدم في تسليم المواد حيث تعتبر المواد الكيماوية بمثابة منجم، وذلك بحسب دكتورة ستيلا.

 

من هو الجاسوس البريطاني الذي جرت مبادلته بالجاسوسة الروسية "الأكثر سحرا"؟

 

وقالت: "من خلال المعلومات يمكن تتبع أصل المادة كما حدث في هجوم خان شيخون بسوريا."

 

وقال هاميش دي بريتون غوردون خبير الأسلحة الكيماوية إن كل دولة تصنع السلاح الكيماوي "باختلاف طفيف" عن غيرها وذلك يساعد العلماء على تحديد مصدر المادة لأنها تحمل بصمات صانعيه".