الأقباط متحدون - هل تخوض إيران وإسرائيل حرباً فى لبنان؟
  • ٠٥:٥٧
  • الجمعة , ٩ مارس ٢٠١٨
English version

هل تخوض إيران وإسرائيل حرباً فى لبنان؟

مقالات مختارة | بقلم جهاد الخازن

٥٨: ٠١ م +02:00 EET

الجمعة ٩ مارس ٢٠١٨

جهاد الخازن
جهاد الخازن

نقلاً عن صحيفة «الحياة اللندنية»

المواجهة بين إيران وإسرائيل تسير نحو انفجار إذا حدث فسيشمل سوريا ولبنان والأراضى الفلسطينية. الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان ضد الاتفاق النووى مع إيران، إلا أن الدول الخمس الأخرى التى وقّعت الاتفاق تصرّ على المضى فيه، وقد تقبل تعديلات طفيفة لإرضاء إدراة ترامب.

الاستفزاز من الجانبين، فإسرائيل تضرب أهدافاً داخل سوريا، وإيران تسلّح حلفاءها بصواريخ تستطيع أن تصل إلى أى هدف تريد داخل إسرائيل. التهديدات الأمريكية لا أجدها أكثر من «حكى» وهى من نوع التهديدات لكوريا الشمالية وبرامجها العسكرية النووية والصاروخية.

الشهر المقبل ستنظم إيران مهرجاناً عنوانه «الانهيار المقبل للنظام الصهيونى»، وحسين أمير عبداللهيان، الأمين العام للمؤتمر الدولى تأييداً للانتفاضة الفلسطينية، قال إن إيران لن تسمح للصهيونيين بالتلاعب بأمن الشرق الأوسط، وزاد أن بلاده تتوقع انهيار إسرائيل خلال السنوات الخمس والعشرين المقبلة، وهى ستقاوم محاولات إسرائيل نشر عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط.

طبعاً الرئيس دونالد ترامب، حليف الإرهابى بنيامين نتانياهو، وسفيرته الهندية الأصل فى الأمم المتحدة نيكى هيلى قالت صراحة إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيتخذون إجراءات إذا بقيت روسيا تؤيد أعمال إيران وتتستر عليها.

روسيا لها قواعد بحرية وبرية فى سوريا، وإيران تبنى قاعدة قرب دمشق وفق معلومات إسرائيلية أراها فى كذب نتنياهو. مع ذلك المواجهة ربما بدأت، ففى العاشر من الشهر الماضى أعلنت إسرائيل إسقاط طائرة بلا طيار إيرانية وزعمت أنها نسخة من طائرة أمريكية من هذا النوع. خبراء قالوا إن التهمة الإسرائيلية لا أساس لها يثبت صحتها. ما أعرف هو أن الوضع الداخلى فى إيران مستقر بعد تظاهرات كانون الأول (ديسمبر) الماضى التى قتِل فيها 25 شخصاً. طبعاً هناك عرب فى خوزستان وأكراد فى شمال إيران وبلوش فى جنوب شرقى البلاد وأيضاً تركمان فى الشمال الشرقى، إلا أن هذه الأقليات صامتة بالرشوة أو التهديد، مع أننى أتلقى بيانات من جماعات عربية معارضة لنظام آيات الله. الحرس الثورى قوى، وقوته زادت فى السنوات العشر الأخيرة، ونشاطه يتعدى إيران إلى سوريا وغيرها، وهو يؤيد حزب الله فى لبنان، كما أن إيران تنتصر للحوثيين فى اليمن.

كنت قابلت فى لندن قبل أيام عضواً بارزاً فى حكومة الإمارات العربية المتحدة، وهو حدثنى عن الوضع فى اليمن، وقال إن التحالف العربى لن يتوقف عن مهاجمة الحوثيين حتى يقبلوا اتفاقاً يعيد إلى اليمن السلام. هو قال لى إن الوضع فى سوريا يسوء يوماً بعد يوم، ولا يرى حالياً مخرجاً منه، مع وجود إيران وحزب الله وروسيا والولايات المتحدة وتركيا داخل سوريا، ولكل من هذه الأطراف سياسة خاصة به ينفذها ضد الشعب السورى. كان حديثاً طويلاً ربما عدت إليه فى المستقبل القريب.

إسرائيل تحرّض الولايات المتحدة على إيران، والإدارة الأمريكية تريد تمزيق «خطة العمل المشتركة» مع إيران، أى الاتفاق النووى، والحلفاء الأوروبيون يحاولون إيجاد مخرج يرضى إدارة ترامب، إلا أنهم يفشلون لأن هذه الإدارة تمارس ضد إيران سياسة إسرائيلية معلنة. ومرة أخرى التقى ترامب ونتنياهو فى البيت الأبيض يوم الإثنين. ومرة أخرى أيضاً حرّض نتنياهو ترامب على إيران.

فى غضون ذلك، عاد الرئيس السابق محمود أحمدى نجاد إلى التدخل فى الشؤون الداخلية لبلاده بعد أن خرج من الحكم وتهم الفساد تلاحقه. هو أرسل رسالة مفتوحة إلى المرشد آية الله على خامنئى تطالب بإصلاحات سياسية، وتدعو إلى عزل رئيس القضاء، وإلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية فوراً، من دون تدخل الأجهزة العسكرية.

الرئيس حسن روحانى فاز بولاية ثانية فى أيار (مايو) الماضى، وهو إنسان معتدل وعاقل إلا أن القرار الأخير بيد المرشد لا الرئيس المنتخَب. وضع الرئيس روحانى صعب لأنه يحاول من ناحية أن يساير المرشد، ويحاول من ناحية أخرى أن يسير بالبلاد إلى الأمام، أو إلى برّ السلامة، وهو حتماً أكثر شعبية من أحمدى نجاد والمتشددين الآخرين، فأرجو له النجاح.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع