الأقباط متحدون - الطريق إلى الجنة بتعدد الزوجات!!
  • ١٨:٠٣
  • السبت , ١٠ مارس ٢٠١٨
English version

الطريق إلى الجنة بتعدد الزوجات!!

مقالات مختارة | سحر الجعارة

٢٤: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ١٠ مارس ٢٠١٨

سحر الجعارة
سحر الجعارة

ما بين الاحتفال بيوم المرأة العالمى 8 مارس، والاحتفال بيوم المرأة المصرية 16 مارس، يجب أن نقف لنطرح الأسئلة المسكوت عنها: هل يمكن أن نكرم المرأة ونحتفى بها ونحن نكتفى بمؤازرة الأرامل والثكالى من أسر الشهداء «شفاهة»، دون أن نشاركهم معاناتهم، رغم أن الغرب بأكمله يشكل فرقا «للدعم الاجتماعى» من المتطوعين لمثل هذه الحالات؟.. هل تقبل ضمائرنا استمرار مسلسل «استهداف المسيحيات»، أو تهجيرهن قسريا، أو معاملة المسلم لزوجته المسيحية كالمغتصبة؟.. هل نستسلم لعملية «الاستعباد الجنسى للنساء»، التى فرضها تنظيم «داعش» على «الأيزيديات» وغيرهن، لتمتد إلى مصر بفتاوى «تجارة الرقيق» وملك اليمين، والتى تطل علينا كل يوم عبر الفضائيات (سعاد صالح والحوينى نموذجا)؟.. وإلى متى يستمر صمت المؤسسة الدينية الرسمية على الفتاوى الشاذة (نكاح المتوفاة، ومفاخذة الصغيرة، كأمثلة).

قبيل الاحتفال بـ«يوم المرأة العالمى»، أطل علينا «وليد إسماعيل»، الداعية السلفى، ليقول فى أحد البرامج التى أصبحت تتاجر بالفتاوى الشاذة، إن: (المرأة التى تطلق حال زواج زوجها لا تشم الجنة)!.. فهل السيدة «فاطمة الزهراء»، كريمة أشرف الخلق لن تشم رائحة الجنة، بعد أن رفض الرسول (ص)، طلب الإمام على «بن أبى طالب» بأن يتزوج عليها، وبالفعل تراجع الإمام «على»؟!.

أم أن علينا أن نصدق هلاوس السلفيين ولا نطبق القرآن الكريم الذى يقول: «فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً» (النساء: 3).. ويقول أيضا: «وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ» (النساء: 129). المقصود هنا الميل القلبى.. ولماذا نلوم «إسماعيل» إذا كان لدينا «نساء ضد النساء»: («رانيا هاشم» صاحبة حملة «زوجى زوجك» و«منى أبوشنب» داعية تعدد الزوجات)!!.

لدينا أيضا 90 نائبة فى «البرلمان المصرى» لم تتقدم إحداهن بمشروع قانون لرفع سن الزواج حماية للقاصرات، لغلق سوق «الحوامدية» للاتجار بالرقيق.. ولا فكرت إحداهن فى اقتراح مشروع قانون يسمح باستئذان الزوجة الأولى قبل الزواج بأخرى!.

لن أتحدث عن مكتسبات المرأة فى عهد الرئيس «السيسى»، والتى تمت بقرارات سيادية، سواء بدخولها القضاء مجددا أو عملها كمحافظ، بل أنا أتحدث عن المناخ السلفى الجاهلى المعادى للنساء، نحن بحاجة إلى «ثورة ثقافية» لتمكين المرأة وتفعيل المادة 11 من الدستور التى تنص على أن (تكفل الدولة تحقيق المساواة بين المرأة والرجل فى كل الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية).

لا يكفى أن تكون القيادة السياسية مهمومة بميراث النساء الضائع بحكم «العادات والتقاليد» المتخلفة، ولا أن يكون الرئيس نفسه «وزيرا للمرأة»، كما قال فى منتدى الشباب العالمى، يجب أن يكون المجتمع مؤمنا بأن المرأة «إنسان» وليست مجرد «جنس يسير على قدمين»!.

لقد تغير المجتمع المصرى، تصحر وتحجر وقرر أن «الجاهلية هى الحل»!.. انظروا إلى «تونس» وما حققته لإنصاف المرأة، إلى السعودية التى تتحول إلى «دولة مدنية» تمنح المرأة حق قيادة السيارات. تريدون منى أن أشير إلى الضوء فى النفق المظلم: لقد أصدرت المحكمة الدستورية العليا فى قرارها (بعدم دستورية القوانين التى تفرض موافقة الزوج لمنح المرأة جواز سفر).. إنها بداية لرفع «القهر» عن النساء.

فكل عام وأنتم أكثر وعياً.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع