بقلم: صبحي فؤاد
نشرت مجلة "روزاليوسف" يومي 18 و19 مايو، تحقيقان كان أولهما بعنوان "الإخوان والموساد والمخابرات الأمريكية"، والثاني "وثائق الإتصالات السرية بين الجماعة وأمريكا وإسرائيل"، كشفت من خلالهما الإتصالات التي كانت تدور بين أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في "مصر" وكل من الـ"سي آي إيه" والموساد الإسرائيلي، واستمرت حتى أوقفت الجماعة إتصالاتها بهما في شهر فبراير الماضي- أي بعد حدوث ثورة 25 يناير- اعتقادًا منها أنها حقَّقت أغراضها وأهدافها من خلال هذه الإتصالات، ألا وهو إزاحة "مبارك" من الحكم.

وقد أوضحت "روزاليوسف" أن السيدة "داليا مجاهد" المصرية المولد، التي تعمل مستشارة للرئيس الأمريكي للشئون الإسلامية، هي في الأصل عضو من أعضاء الجماعة، وأنها كانت- وربما لاتزال- تقوم بعمل الإتصالات والحوارات وتبادل وجهات النظر بين الأمريكان وبين الإخوان.

وكان أخطر ما جاء في تحقيقات "روزاليوسف" أن الإخوان على إتصال بـ(16) من أجهزة المخابرات العالمية، وإنه مقابل خدمات الإخوان المسلمين التي قاموا بها للأمريكان و"إسرائيل"، عُقد في بداية عام 2005 إتفاق تقوم الإدارة الأمريكية بموجبه بالاعتراف بالإخوان كفصيل إسلامي معتدل، بشرط أن يضمن الإخوان الاستقرار عند تمكنهم من الحكم في "مصر".. بالإضافة إلى إتفاق آخر عُقد بـ"بروكسل" بمقتضاه تقوم جماعة الإخوان المسلمين بالتهدئة وتخفيف الضغوط في أوروبا، ومحاربة الجماعات الإسلامية المتطرِّفة.

أما عن "إسرائيل" والموساد، فقد ذكرت "روزاليوسف" أن الإخوان المسلمين في "مصر" أجروا العديد من الإتصالات معهم على مدار السنوات الماضية، بل وتناقشوا في مصير ونظام الحكم بعد "مبارك"، وقاموا بالتعهد بعدم المساس بالإتفاقيات الدولية التي وقَّعتها "مصر" مع "إسرائيل" في عهدي "السادات" و"مبارك" في حالة وصولهم إلى الحكم.

حقًا ما نشرته مجلة "روزاليوسف" خطير للغاية، ويستوجب على كل مصري شريف محب لبلده وأهله، قراءته واستيعابه جيدًا؛ لأنه يفضح الإخوان المسلمين بالوثائق والبراهين والأدلة، ويكشف آلاعيبهم وانتهازيتهم، ويكذِّب مصداقيتهم، ويبيِّن بدون شك إلى أي مدى هم مستعدون للتعاون حتى مع الشياطين من أجل الوصول إلى الحكم.

وقد رأينا من قبل الأمريكان يصنعون "أسامة بن لادن" ويصرفون عليه هو وعصابته البلايين من أجل طرد السوفيت من "أفغانستان"، ثم في مرحلة تالية تخريب نفس البلد ودولة "باكستان" المجاورة، وفي نهاية المطاف- وبعد أن حقَّق المطلوب منه وأكثر- قاموا بقتله منذ أسابيع قليلة.

نفس الشىء حدث من قبل الإسرائليين، حيث رأيناهم يصنعون حماس "المقاومة الإسلامية" لإضعاف الرئيس الفلسطيني الراحل "عرفات" وخلق المشاكل أمامه، وبعد موته بسنوات قامت حماس بالانفصال عن الضفة وإعلان "غزة" إمارة إسلامية، لكي تعيد القضية الفلسطينية إلى نقطة الصفر من جديد، وتجعل السلام بين اليهود والفلسطنيين من سابع المستحيلات.

تُرى هل سوف يكرِّر التاريخ نفسه، ويقوم الإخوان بنفس الدور الهدَّام المخرِّب الذي قام به "أسامة بن لادن" في "أفغانستان" وحماس في "غزة"؟ أم أن المصريين سوف يدركون قبل فوات الأوان خطورة ما يُخطط لهم بواسطة الإخوان والأمريكان والموساد الإسرائيلي، ويعملون معًا لوقفه؛ حرصًا على مصلحة ومستقبل الوطن؟؟

أخيرًا، لمن يرغب من القراء الكرام الإطلاع على ما جاء في تحقيقات "روزاليوسف" بشأن الإتصالات السرية بين الإخوان والمخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي، فإليكم الروابط التالية:
http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=112330
http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=112304

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :